*رسالة إلى المناضلين*(9 _3) *بقلم* _اللواء تلفون كوكو أبو جلحة_

ماسة نيوز

_بسم الله الرحمن الرحيم_
« _و به نستعين_»

9 إبريل 2021م

مواصلة لسلسلة رسائلي إليكم ، أيها المناضلون الثوار الأحرار ، نواصل لنبدأ من حيث وقفنا بالأمس ، حيث كنا قد وقفنا عند الإجابة على السؤال الأول من جملة ثلاثة أسئلة طرحناها لتكون محاور حديثي إليكم . و كما ذكرت أنني بعد الإجابة عليها سنصل إلى النتائج المستهدفة من هذه الرسائل . و من البديهي أن نواصل لنجيب على السؤال الثاني ، و لمواكبة الأحداث دعونا نترك التسلسل جانبا ، و نعبر إلى السؤال الثالث ماذا عن بنك الجبال للتجارة و التنمية؟ و ماذا عن اسهمكم التي أودعتموها في البنك منذ بداية نشاطات البنك 2009م _ 2021م؟ و أين هي اسهمكم ، ناهيك عن أرباح هذه الأسهم؟ و أسئلة أخرى ستفرض نفسها من خلال الحديث .
و قبل أن نجيب على السؤال الثالث دعونا نتعرض على حالة النوبة باختصار شديد لأن موضوع البنك و مواضيع أخرى مهمة مربوطة بالنضال من بينها اختلال القيادة بوجود شخص ليس من النوبة على هرم القيادة لسنوات طوال ، و وجود شيوعيين مثل محمد يوسف مصطفى و محمد جلال هاشم مسؤلين عن ملف التفاوض ، و وجود هندي الجنسية مدير البنك و غادر . و المدير الجديد للبنك الكيني الجنسية الذي سيجلس على كرسي مدير البنك يوم الاثنين القادم هي أشياء كلها مربوطة بحاله النوبة . لذلك هذا يستوجب الحديث باسهاب عن حالة النوبة من خبراء مختصين لمعرفة ما هي أسباب تدنى الروابط الاجتماعية بين المكون القبلي لأبناء النوبة؟
ما هي أسباب انعدام الحمية الدموية بينهم ، و موت الغيرة الغريزية فيهم ، الموجودة حتى في الحيوانات ، ما عدا الخنزير؟! أين راحت نخوة الرجولة؟ لماذا يحدث كل ما حدث و لا يوجد رد فعل لما يحدث؟ هل ماتت ضمائرنا؟ أم هناك لعنة علينا بسبب خطايا ارتكبها الأباء و نحن ندفع الثمن؟ أم نحن أنفسنا ارتكبنا الخطايا؟!
أنظروا إلى حالنا منذ تدمير الممالك النوبية؟ لم يعد لنا مجد حتى الآن . و بعض أبنائنا ، و بناتنا ، ينظرون إلى الأمام و لا ينظرون إلى الوراء و لا ينظرون إلى ما حولهم ، فهم يرون أنه طالما هم متعلمون و أولادهم متعلمون فبالتالي النوبة كلهم متعلمون .
فالذين فروا من الولايات إلى مدن شمال السودان نتيجة الحرب ، و الذين آثروا البقاء رغم الظروف ، فكلهم لم يتعلموا .
و هؤلاء المتعلمون من أبناء النوبة ينظرون للأمام ، و أعينهم و قلوبهم تخفق من أجل الحصول على المناصب العليا في الدولة ، كالقصر الجمهوري و الوزارات ، و كثيراً ما يعللون ضرورة وجودهم في هذه المواقع لأنهم يمثلون قطاع كبير من المكون القبلي النوبي .
و لكن إذا نظرنا للموضوع بواقعية نجد أن وجودهم في هذه المواقع لا يخدم مصالح المكون القبلي النوبي الذي يدعون تمثيله!! لأننا ، لو أجرينا تقييم لمعرفة الخدمات التي قدمها بعض أبناء النوبة الذين عملوا في مناصب في المركز سنجد أن عطائهم خجول ؛ ما عدا محمود حسيب جباه .
و هذا الأمر يجعلني أجزم أن مشكلتنا كمكون قبلى ليس في وجود ممثلين لنا في المركز ، و لكن مشكلتنا تكمن فينا نحن كمكون قبلي .
علمتنا العسكرية بعض الأشياء المهمة و المفيدة في حياة الإنسان الخاصة من ترتيب و تنظيم و تقييم ، لأن بدون هذا سيكون وضعك ناقص و غير سليم . فقد تعلمنا ، و لاحظنا ، من التجارب مثلا : عندما تم تخريجنا و تسليمنا لمهامنا ، كل ضابط حسب رتبته ، من القوة المكونة لبقية الوحدات الصغيرة _ مثلا لواء ، و هذا اللواء إذا دخل ساحة العمليات القتالية و تمت هزيمته و تشتيته توجد وسيلة واحدة فقط تعيد لقائد هذا اللواء قواته مرة أخرى ، و إلا مع السلامة لهذه القوة . فالذي يعيد هذه القوة هو قيام قائدها بعملية إعادة تنظيم من خلال إرسال ضباط للقيام بعملية جمع لأفراد هذا اللواء ، و إعادتهم إلى المنطقة المحددة و من ثم تنظيمهم ، و بهذا تعود القوة كما كانت مع فقدانها القليل . و لكن ، إذا غفلت قيادة هذا اللواء و تركت القوات لتعود من تلقاء نفسها فالنتيجة هي وداع هذه القوات ، و مسح اسم هذا اللواء من القائمة نهائيا ، و يصبح اسمه مجرد ذكرى للتاريخ .
نحن النوبة ، مثل اللواء الذي تمت هزيمته و شتت قواته و فشلت قيادته في عملية إعادة تنظيمه ، لذلك أصبحنا مشتتين و أصبحت هويتنا تتلاشى و تذوب ، و ترابطنا يتراخى و تعاضدنا يزول ، و حميتنا تموت ، و غيرتنا تغور . لذلك أقول صادقا ، نحن لسنا محتاجين في الوقت الراهن لممثلين لنا في المركز بل نحن محتاجين لحقوقنا التي قاتلنا من أجلها و هي تتمثل في خدمات المياه ، الصحة ، الطرق ، التعليم ، الكهرباء ، السلطة و الثروة ، و إزالة التهميش من خلال عدم التخديم في المهن المهينة لكرامة الإنسان .
نحن النوبة ، محتاجين رجعة للخلف لنعمل تقييم و إعادة تنظيم و ترتيب لشئوننا الداخلية ، و من ثم نحدد أولوياتنا و نتحرك إلى المركز ، و نحن مرتبين . فالسهم إذا أردت أن تصيب به هدفا فما لم تجره للوراء و تحكمه لن ينطلق للإمام ليصيب الهدف!!
نحن النوبة ، يجب علينا العودة إلى جبال النوبة و اجراء عملية تقييم ، و إعادة تنظيم و ترتيب ، فحتى الآن ليس لدينا كلمة سر ، و لا توجد لدينا اجتماعات دورية ، و لا توجد لدينا قيادة منتخبة تقوم بإدارة شئوننا الخاصة ، ليس لدينا خطوط حمراء معروفة ، و ليس لدينا قواسم مشتركة متفق عليها ، و ليس لدينا أهداف مشتركة مخططة و ليس لدينا مجلس عام ، نحن قاعدين في النقعة من دون خارطة طريق . فلو كان مثل هذه المؤسسات الاثنية موجودة لما وجد بعض من أبناء جلدتنا فرصة لكي ينجسوا شرف القبيلة بنوع هؤلاء الانجاس ، و لما وجد هؤلاء الانجاس فرصة لكي يوصلوا قيادة قبيلة بحالها ، و هذه فضيحة سيسجلها علينا التاريخ للاجيال القادمة ، على أن أجدادهم كانوا من الخيابة ما جعل أحد الغرباء الخيابى يحكمهم!!؟
عليه ،
اقترح علي الحادبين على مستقبل النوبة العمل من أجل معالجة حالة النوبة التي في طريقها للذوبان و الاندثار و الانقراض .
أنظروا إلى التحدى الذي يقوم به هذا الطاغية ، فعندما وجد المروج ذات السهول الخضراء خالية من مالكيها شجعه هذا لكي يسرح و يمرح .
فبعد أن وضع الهندي مديراً على بنك الجبال للتجارة و التنمية و تمرد العاملون بالبنك مستنكرين وضع مدير اجنبي عليهم ، و بالتالي شرد الهندي إلى كمبالا و لحقه الطاغية في كمبالا ، و أعاده و فصل خمسة من العاملين بالبنك ليسهل للهندي إدارة البنك إلا أن تلك الإجراءات كما قلنا في الرسائل السابقة لم تمكن الهندي من الدخول إلى البنك حيث وجد تهديدات و تحرشات ، فهرب للهند مباشرة حتى لا يبحث عنه الديكتاتور مرة أخرى .
و بعد أن تم قفل البنك ، يوم 30 مارس 2021م ، بعد العصيان الشامل تم اخطار العملاء أن القفل سيستمر حتى 10 إبريل 2021م ريثما يقومون بمعالجة بعض الإشكالات الإدارية .
هل تصدقوا ، أيها الثوار الأحرار ، و أيها الشرفاء الشجعان من أبناء بلدي ، أن الطاغية حسب المعلومات التي سربها لي أحد المقربين معهم أنه عين مديرا للبنك و نائبا له و كلاهما من كينيا في إشارة واضحة بأنه يتحدى الجميع ، و هو بهذا يريد أن ينتصر لنخرته التي داس عليها الشباب الشجعان .
لدينا سؤال لهذا الإمبراطور الديكتاتور ، الطاغية عبد العزيز آدم ابكر هارون ، هل يعلم أن هذا البنك قام بأفكار نوبية صرفة _ لا فيها هندي ، و لا كيني ، و لا أي عميل متسلط؟
إن الفكرة التي قام بها الخبير الاقتصادي حسين قطر ، و عمل لها و حشد تعبئة و تسويقا منذ 2004م ، فنجح بعد أن ضمن التأييد و القبول من العملاء ، و قام ببناء و أدار البنك بجدارة حقق بها شهادة التميز لعامين متتالين ، و حقق أرباحا مقدرة أكثر من الهندي الذي فرض على البنك؟ و أين كان المدير و نائب المدير الكينيي الجنسية ؛ أين كانا عندما فكر حسين قطر في قيام البنك ، و قام بالتعبئة و الحشد و التسويق ثم البناء؟ أين كانا ، ثم أين كانا؟؟؟؟؟؟؟؟
يا شباب ،
إن ، و أن ، بنك الجبال للتجارة و التنمية ، من الواضح اصبح موضوع هذا الطاغية ، أصبح موضوع تحدى فأبقوا قدر التحدى ، أبقوا نوبة . و دوسوا مرة و مرات أخرى على نخرته ، _أي شيوعي دوسوه دوس ._

_و الثورة مستمرة حتى_ _تسليم الأمانة لاهلها ._

و نواصل ،
بإذن الله تعالى .

التعليقات مغلقة.