المحامي بارود صندل يكتب وعود الحكومة ما بين كذبها وتجملها !!
Khartoum:Masanews
مر علي تشكيل الحكومة قرابة شهرين وهي الحكومة الثانيةما بعد الثورةوحسب وعد شركاء الفترة الانتقالية كان المامول ان تستكمل هياكل السلطة الانتقالية،تعيين الولاة،،تشكيل المجلس التشريعي،،،تشكيل المفوضيات،،اعادة تشكيل المحكمة الدستورية،الخ ولا يعرف حتي اللحظة ماالذي حال دون استكمال الهياكل المذكورة،،،يؤكد مجلس الشركاء ان اطرافه جميعا علي قلب رجل واحد ويعملون في تناغم وانسجام،،وفي اجتماعاته قبل تشكيل الحكومة وضع جدول انه قبل نهاية فبراير ستري كل الهياكل النور،،،ومر فبراير وجاء مارس وهو في طريقه الي انصرام،،ولا حديث عن تغيير الولاة ولا تشكيل المجلس التشريعي،،،ما عاد التغيير المطلوب يحرك ساكنا فقد زخمه تماما،،ما عاد الناس يتفاعلون معه،،،فقد بريقه ووهجه،،،لا جديد بعد اتفاق السلام،،،لم يحس اصحاب المصلحة ان جديدا قد طرا علي حياته،،،مازال النازحون علي حالهم بل تراجعت مساحة الامن التي كانت توفرها اليوناميد،،،لكن شركاء السلام في شغل عن تشكيل القوات المشتركة المنوطة بها حفظ الامن في دارفور،،،كنا نظن ان الترتيبات الامنية تحتل الاولوية ،،،ولكن الحاصل ان شركاء السلام ليسوا في عجلة من امرهم،،قوات الحركات المسلحة زحفت علي العاصمة وهي تستعرض قوتها،،،وتدعي ان وجودها في العاصمةتستند علي الترتيبات الامنية،،،وبالرغم من تزاحم الوجود العسكري في العاصمة فان الانفلات الامني علي اشده،،،في ظل هذه التقاطعات فان الحكومة الجديدة ترسل وعودها وبشرياتها وهي لم تقدم بعد برنامجها الموعود،،دخلت معسكرا مقفولا خرجت منه بحزمة من الخطوط العريضة لبرنامجها واولوياتها،،،وقد وعد رئيس الوزراء بتسطير برنامج واضح مفصل للحكومة يتم التوقيع عليه بواسطة اطرافها،،،بعد ايام معدودات من اعلان الحكومة،،وبعد شهرين لم نر لا برنامج ولا توقيع ،،،صحيح هنالك تحركات من بعض الوزراء واجتهادات لا تصلح برنامجا للحكومة،،بدليل ان ذات المشكلات التي تاخذ بتلاليب البلاد ما زالت تراوح مكانها،،،مسالة الخبز لم تتزحزح من مكانها،،،الوقود لم تشهد الا انفراجا قليلا،،.بالمقابل اطلت مشكلات اخري براسها،،،الكهرباء،،مياه الشرب،تراجع الخدمات الصحية والتعليمية. وهلموجرا،،،والسادة الوزراء عاجزون عن حلحلة المشاكل. هم لا يملكون عصا موسي ولم يتوقع احد ان يحلوا المشاكل بين عشية وضحاها،،كما وانهم لم يتعرضوا لاي ضغوط من الشعب،،،تظاهرات،،اعتصامات،،،تتريس،،،ليس عجزا ولكن صبرا وبالتالي لا داعي للتصريحات العشوائية التي تفلق المرارة وترفع الضغط،وعلي سبيل المثال قبل اسبوع تقريبا اطل علينا وزير الطاقة عبر مؤتمر صحفي ليبشر بان قطوعات الكهرباء المبرمجة ستجدانفراجا تدريجيا بحيث تقلل فترات القطوعات ابتداءا من اليوم التالي من تصريحاته ولكن الواقع ان القطوعات ازدادت سوءا وازدادت فترات القطوعات تطاولا،،ما كان الوزير يكذب ولكنه كان يتجمل،،مثل هذه التصريحات التي تفتقر الي الموضوعية فضلا عن المصداقية تطعن في ثقة الناس بالحكومة،،،حقا لو كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب،،،أفضل للوزراء ان يصمتوا ويعملوا في صمت،،،
الحديث عن اتفاق السلام ذو شجون يكاد الناس ينسوا بنوده،،البنود الخاصة بمؤتمرات التموييل،،،تخصيص مبلغ سبعمائه وخمسون مليون دولار لدارفور في ميزانية هذا العام،،،فضلا عن مبلغ مائة مليون دولار كرصيد مبدئي،،الحديث عنها ترف،،،ولكن ما بال بعض البنود التي لا تحتاج الي اموال طائلة مثل قبول طلاب دارفور في الجامعات الحكومية في كليات الطب والهندسة،،فالذي نسمعه ان هذا التمييز الايجابي سوف يطبق من العام القادم،،،،علما بان الامتحانات الثانوية انعقدت بعد توقيع اتفاق السلام،،،وقد تمكن رغم الظروف التي صاحبت العام الدراسي تمكن عدد غير قليل من ابناء دارفور في احراز نتائج عالية فوق التسعين في المائة ولكن بؤس السياسة في التعليم العالي حرمهم من دخول الكليات العلمية،كان يمكن ان يجبر ذلك عبر اتفاق السلام ولكن اطراف السلام في شغل عن ذلك،،ولا حياة لمن تنادي،،،ولا بواكي لطلاب دارفور،،لم يذوقوا طعم السلام بعد،،،،ما زالت الفرصة مواتية لانزال السلام في الواقع،،،فلنصبر ونصابر حتي ياتي الفرج،،وما ذلك علي الله بعزيز.
بارود صندل رجب/المحامي
التعليقات مغلقة.