المحامي بارود صندل رجب يكتب _ العلاقة بين مصر والسودان!!!

سيظل الجدل حول علاقة البلدين محتدماو لكن مهما تباينت الرؤي حول هذه العلاقة سلبا وايجابا فان هنالك ثوابت لا تتغير،،،الجغرافيا التي وضعتنا جنب بعض شمالا وجنوبا،،،النيل هذا النهر العظيم اصبح جسر تواصل بيننا،،الدين المسيحية والاسلام وبما ان الدين لاحدود له ولكن دخلت الاديان علينا من البوابة المصرية وحتي حركات الاسلام السياسي المعاصرة عبرت الينا من مصر،،،اضف الي ذلك ما استجد من مذاهب فكرية مثل الشيوعية والاشتراكية والقومية العربية كانت مبعثها الينا من مصر،،،ارتباط البلدين وجدانيا لا ينكره الا مكابر او جاهل،،وهذا الارتباط ليس مجرد عاطفة عابرة بل معزز بالتعليم في الازهر الشريف وفي جامعة فؤاد، القاهرة حاليا،،،كثيرة هي الثوابت بين البلدين والشعبين،،والنتيجة الحتمية ان الشعب السوداني منجزب وجدانيا للمصري وذات الامر بالنسبة للشعب المصري،،،يشعر المصري وهو خارج مصر انه اقرب الي السوداني من بقية الشعوب حتي الشعوب العربية التي تشبههم لونا وشكلا ولغة اكثر من السوداني،كنا في اليمن الشمالي في اواخر الثمانينات،،،نعمل في التعليم وفي المدرسة التي كنا فيها جمعت كل اطياف العرب،،،مصريين سودانيين وشاميين(سوريين،،،فلسطينيين الأردنيين) وصومالين،،والغريب ان السودانيين منفتحين علي الجميع ومقبولين ايضا من الجميع،،،بينما الملاحظ ان الجفوة سيدة الموقف بين المصريين والشاميين،،وكنا نشعر ان المصري ينجزب الي السوداني بصورة تلقائية رقم الفوارق بيننا وبينهم،،،في الشكل واللون والعادات واللبس وحتي طريقة الاكل،،،والاعجب ان المصري يجهل عن السودان جهلا مطبقا،،لا يعرف عن السودان شيئا ذا بال،،لا العلماء ولا الشعراء ولا الفنانين ولا الكتاب ولا الساسة اما جغرافيا السودان فعندهم مثل الغول والعنقاء،،ولا اعرف علي وجه اليقين هل القصور منهم ام من السودانين؟
واذا تجاوزنا هذه الثوابت الي المصالح نجد ان العلاقات وعلي الدوام مكرسة لتحقيق مصالح مصر،،تقسيم مياه النيل،،غرق اراضي حلفا التجارة البينية،،كلها لصالح مصر وهي تريد المزيد،،وهي محقة تبحث عن مصالحها بينما نحن نتجاهل مصالحنا،،عن عمد حتي ترسخ في الزهن المصري الرسمي والشعبي ان السودان مجرد حديقة خلفية لمصر ليس له الحق في مجرد الحديث عن التوازن في تبادل المصالح،،يعتبرون ذلك تطاولا وقلة ادب اي كلام عن مياه النيل ونصيب السودان المسلوب يعد خطا احمر يستوجب التهديد بالتدخل العسكري المباشر،،،فتلوذ حكوماتنا بالصمت،،تفتقر حكوماتنا الوطنية دون استثناء الي استراتيجية واضحة المعالم في التعامل مع مصر بل مع كل الجيران،،،وان المشاكل العالقة بين البلدين لا تجد الحلول بل ترحل هكذا ، تطفو علي السطح حين تسوء العلاقات بين الحكومات وحين تصفو العلاقات تعلوها الصمت،،انتظارا لتوتر قادم،،،في الزيارة الاخيرة لوزيرة الخارجيةالسودانية انفرجت اسارير المصريين لما سمعوها منها من شاكلة ان اراضينا واسعة وعددنا قليل ولا غضاضة في اقبال الجيران علينا والاستيطان عندنا واستعمار اراضينا وهي تشبة تصريحات قادة النظام البائد في ان منطقة حلايب لا يمكن ان تكون منطقة نزاع بل هي منطقة تكامل بين البلدين في الوقت الذي يضع النظام المصري يده علي المنطقة عنوة و احتلالا،ويعمل بجد علي تغيير معالمها،،،حتي بعد التغيير في السودان سارت الامور علي ذات المنوال وان الحراك الشعبي يسبق الحراك الرسمي في ضرورة وضع مصالح البلاد فوق المجاملات والترضيات،،،النظام المصري اي كان هذا النظام لا يضع اي اعتبار لمصالح السودان مجرد طبطبة بكلمات معسولات لا تسمن ولا تغني من مصلحة،لا ندري اخوف من الحكومات المصرية ام رجاءا فيهم،،،ام ان طبع البعض الانقياد الاعمي للمصريين حبا والمرؤ مع من احب او دونية متاصلة فيهم،!!!
ماذا عن زيارة السيسي في هذا التوقيت وحديثه المنمق عن ان مصر مع السودان قلبا وقالبا هل تحرضنا في الدخول في حروب عبثية مع جيراننا ام نسكت علي ابتلاعها أراضينا وفي الجانب الاخر، هل فتح الله علي قادتنا في التباحث مع الحكومة المصرية في فتح ملف حلايب وشلاتين علي ذات النسق مع اثيوبيا او اثارتها علي استحياء،،،نحسب ان ذلك لم يخطر علي بالهم،،اما السيسي فقد حقق كل ما يصبو اليه تماما وزيادة،،طريقتنا في ادارة السياسة الخارجية توردنا الهلاك وتخرجنا من المولد بدون حمص،،،لو اننا نبذل عشر ما نبزله للمصريين عن طيب خاطر او حماقة لجيراننا الافارقة لاصبحنا رقما في افريقيا،،،وان مصر تستعطفنا بل تستجدينا لنكون جسرا لها للولوج الي افريقيا ،،قعودنا عن دورنا يترك فراغا يملئه غيرنا،،،هل يدرك قادتنا ان الجيل الجديد المسلح بالعلم قد كسر القيود القديمة وتحرر من التبعية والارتباط العاطفي الي المصالح المشتركة،،ولسان حاله يقول فليكسب الجميع وان مصالح البلاد فوق اي اعتبار،،اما القول بان اخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال اكفلنيها وعزني في الخطاب فما عاد مقبولا،،،الاعلام المصري المسموم تجاوز اي حد معقول ففي الوقت الذي يسارع قادتنا في الدفاع عن مصالح مصر علي حساب مصالحنا يردمنا الاعلام المصري ردما لا يترك لنا جنبا نرقد عليه،،،افيقوا يا هؤلاء وانتبهوا لمصالح هذا الشعب قبل فوات الاوان،،،
بارود صندل رجب/المحامي

التعليقات مغلقة.