التعليم … بين الأمس واليوم (1-2)
بهدوء / حامد ديدان محمد
للحياة أسباب كثر ونعني بذلك الحياة المفيدة والتي تجري على أمر ذي الجلال والإكرام (وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون) كل شئ من الله وإلى الله ذلك مفهومنا نحن المسلمين.
وللحياة الصحيحة (بذور!) تنموا مع الزمن وتغذي الحياة وهي، كذلك، كثر نذكر منها، التعليم.
إن العالم مقسوم في الأساس إلى غرب وشرق وهو مهبط الدين الإسلامي.
على مرِ العصور هنالك مناوشات بين الغرب والشرق وإلى يومنا هذا، بل إلى قيام الساعة!
إن التعليم هو بذرة الحياة ونعني به كذلك، التعليم النافع! لهذا وذاك رأينا أن نتعرف على التعليم في السودان، أمس واليوم.
إن التعليم بالأمس، يختلف إختلافاً تاماً عن التعليم اليوم!… هناك معاهد تربية لتدريب المعلمين وهناك معلمون أكفاء (يطعمون!) التلميذ كل ماهو نافع ومفيد له في حاضره ومستقبله… هناك معهد بخت الرضا لوضع المناهج للمرحلة الوسطى وهذا المعهد يراعي دوماً : الخلفيات الدينية والتاريخية والجغرافية في كل أقاليم السودان.
لندخل إلى الموضوع ، كانت لسبب دخولي المدرسة طرفة (ظريفة!) فقد جاءتنا مدرسة صغرى في غرب كردفان وذلك في عام 1964م وقد دخل أخي الأصغر المدرسة كما دخل بن عمي المدرسة كذلك وقال لي والدي: أنا خليتك للبهايم أي الأبقار وكان عمري دون السابعة… ذات يوم ركب والدي حماره وركبت أني عجلي وعندما (قربنا!) إلى الحِلة، قلت لأبي : عايز أسلم على بنات عمي في السوق وهما ثنتان يسكنان في الحِلة. فوافق أبي ولما وصلنا الحِلة رأينا رجلين وقد كان مع أحدهما كراس ونعرفهما جيداً … ترك الرجلان كل شئ وصارا ينظران إلينا وينتظراننا ولما وصلناهما ، قال أحدهما – الذي – مسك بالكراس : ديدان! وده شنو ده الراكب على العجل! ديدان! ده زول المدرسة! فقال يا شيخ عبدالرحمن : وباراتي! قال شيخ عبدالرحمن : باراتك تطير! إسمك شنوه يا ولدي؟! فقلت له : حامد! فقال أنزل يا حامد وتعال أسجلك وأنت من اليوم تلميذ في المدرسة! لكن لما تتخرج إشتري لي بطانية!
وما كنت مصدق وطرت فرحاً وتم دخولي مدرسة أبوبطيخ الصغرى في شهر أكتوبر من عام 1964م وكنا ندرس في (دكان!) منحه للمدرسة تاجر إسمه : الجباك!
لم يتدنى التعليم في السودان ، إلا بعد أن إستلم الطاغية (البشير!) السلطة وحوله (عصابة!) لست أدري إن كانوا سُكارى! في مدة ثلاثين عام 30/6/1989م – 19/ديسمبر/2019م كان كل شئ يخص التعليم والحياة بمجملها قد (وَقَعَ!) على الأرض فالطالب الجامعي لا يعرف مادته والذين يدرسون اللغة الإنجليزية فنجد معظمهم إن لم نقل كلهم لا يعرفون حروف اللغة الإنجليزية … جاء الإخوان بمحاضرين غير أكفاء بالمرة فقط يعرفون أن يقولوا : نعم!
لهذا كله فالتعليم في السودان بين الأمس واليوم : يختلف إختلاف السماء والأرض!
أن آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين
إلـى اللقـاء،
التعليقات مغلقة.