حكومة اللحظات الأخيرة!! _ بارود صندل رجب_ المحامي

بعد مارثون طويل ومرهق لكل اطراف العملية الانتقالية في البلاد،،تتسارع الخطي هذه الايام الي استكمال هياكل الحكم الانتقالي،،مجلس السيادة ومجلس الوزراء والمجلس التشريعي والولاة والمفوضيات،،ومعلوم بالضرورة ان تشكيل الحكومات الائتلافية يحتاج الي وقت اوسع من تشكيل حكومة الحزب الواحد،،،ولكن ما يجري من وراء الكواليس شيئ محزن،،،انصرفت جهد الاطراف الي المحاصصات بل التنازع الشديد حول الغنائم،،،والا ما حصيلة الحوارات والمفاوضات التي ظلت متواصلة علي الاقل منذ التوقيع علي اتفاق السلام في اكتوبر 2020،،،هل نتجت تلك الحوارات عن حزمة سياسات اقتصادية متوافق عليها يتم انفاذها،،،ام نتجت عن سياسة خارجية تسهم في اعادة البلاد الي حظيرة المجتمع الدولي بما يخدم مصالح البلاد،،،وسياسة اقليمية تفتح افاق تبادل المصالح بين الجيران الاقربين والابعدين،،،وعلي المستوي الداخلي هل اعدت اطراف السلطة الانتقالية سياسات واضحة تعيد لحمة الامة وترمم الشقاق وتعيد الوحدة الوطنية الي سابق عهدها،،،في تقديري ومن خلال الواقع الماثل الذي لا تخطئه العين لم تفعل الاطراف شئي من ذلك ومن يري غير ذلك فلياتنا بدليل،،،
وبعد شد وجزب والزمن ينسرب بين ايدي الجميع،والبلاد تنحدر نحو الهاوية بسبب الانهيار الاقتصادي وانفراط عقد الامن،،اقبل مجلس اطراف العملية السلمية علي تحديد مواقيت لاستكمال هياكل السلطة،،عجيب امرهذا المجلس الذي ليس له اي سلطة حقيقية فهو مجرد مجلس اجاويد لحلحلة الخلافات التي تقع بين اطراف السلطة الانتقالية،،،فاذا به يتحول بديلا للحاضنة السياسية،يضع السياسات،،ويحاسب السلطة ويضغط علي الاطراف بالاسراع في تكوين الحكومة،،فبالامس وهو يجتمع وينفض منذ تكوينه ولا جديد ذات الاسطوانة المشروخة،،انتفض بعد طول سكون ليجبر الجميع علي الهرولة نحو تشكيل الحكومة والا….
،،المضحك والمبكي ان المجلس اصدر بما يفهم الزام رئيس الوزراء بتقديم مصفوفة سياسات للحكومة خلال ثلاثة ايام ليتم بعدها تشكيل الحكومة،،،اليس للحكومة الحالية برنامج وسياسات؟
اين ذهب برنامج قوي التغيير والحرية،،المتضمن في الوثيقة الدستورية كمهام للفترة الانتقالية،،؟بل اين قوي التغيير نفسها،،،تفرقت ايادي سبا،واخر الخارجين من طوعها لجان المقاومة التي كفرت بهذه القوي التي سرقت الثورة،،لم تبق في حظيرة قوي التغيير والحرية الا بعض الاحزاب التي لا تملك الا الاسم والقائد الواحد،،،ومجموعات اخري لا يعرف لها اصل ولافصل،اجسام هلامية لا تظهر الا عند الطلب،،وتمضي الايام الثلاث ويجتمع المجلس ليناقش برنامج رئيس الوزراء وينتهي الي احالة البرنامج الي لجنة من ممثلي اطراف السلطة لتفصيل المجمل من قبل اعلان تشكيل الحكومة يوم الخميس القادم،،،،وبطبيعة الحال فان مثل هذا البرنامج لا يصلح اساسا لاخراج البلاد من المازق التي تحيط بها احاطة السوار بالمعصم كماوان الحكومة التي تولد بهذا التعسر ليست بافضل من سابقتها باي حال من الاحوال،،
كيف الخروج مما نحن فيه بل الي اين نساق؟
الامر كله هرج ومرج،ماذا فعلت الحكومة السابقة خلال عام ونصف؟اي قضية من قضايا البلاد الملحة وضعت لها حلا!او حتي رسمت لها طريقا سالكا يوصلها الي بر الامان،،خاضت الحكومة معارك انصرافية ليست من مهامها،،،بل خلقت احتقانا مجتمعيا،كادت ان تعصف بالامان الاجتماعي،قضية تغيير المناهج الدراسية والتي تولي كبرها المدعوا قراي الذي سعي الي فرض مناهج تصطدم بقيم المجتمع،،،وقفت مؤسسات الدولة متفرجة لا تحرك ساكنا،،،لا رئيس الوزراء ولا مجلس الوزراء مجتمعا قادر علي التدخل لوقف عبث قراي،،،وهو يملا الساحة هزوا واستفزازا للمشاعر بلا رادع يردعه الا الجماهير التي تحركت من تلقاء نفسها،،،اما افعال وهرطقات وزير العدل فحدث ولا حرج فهو امريكي الهوي بل تبع لسياسات امريكا،،،الداعية لالغاء احكام الشريعة الاسلامية،،،واحلال رؤية اتفاق ابراهام محلها،،،هذه هي سمة الحكومة المنصرفة،،،وزير الشئون الدينية والاوقاف،،،يعزف علي وتر الحرية الدينية الواسعة وما في دين احسن من دين،،ورئيس الوزراء يتمسك بهذين الوزيرين،، حقا الطيور علي اشكالها تقع،
وفي ثنايا هذا العبث يبرز أصوات عقلانية من قيادات قوي الكفاح المسلح،،،فهؤلاء القيادات اكثر ادراكا من حاملي الجوازات الاجنبية لمشاكل البلاد وجدية في مواجهتها،،جبر يل ومناوي وعقار وياسر عرمان،،وطاهر حجر والهادي ادريس هؤلاء نظنهم من العقلاء الذين سوف تظهر بصماتهم في لملمة اطراف البلاد علي كلمة سواء نعبر بالبلاد الي سوح الامان والوفاق المفضي الي الازدهار والتطور،،اما اسماء المتداولة كوزراء قادمين فلا يزيدوننا الاخبالا علي خبال،،،والايام بيننا،،