(والي شمال كردفان) … أدب الإستقالة ..! بقلم : إبراهيم عربي

قيل الناس أربعة (رجل يعلم ويعلم أنه يعلم فذاك عالم فتعلموا منه ، ورجل يعلم ولا يعلم أنه يعلم فذاك نائم فأنبهوه ، ورجل لا يعلم فذاك جاهل فعلموه ، ورجل لا يعلم ولا يعلم أنه لا يعلم فذاك أحمق فاجتنبوه) ، وقيل  أيضاً الناس أربعة (فكلم ثلاثة ولا تكلم واحداً ، رجل يعلم ويعلم انه يعلم فكلمه ، ورجل يعلم ويرى أنه لا يعلم فكلمه ، ورجل لا يعلم ويرى أنه لا يعلم فكلمه ، ورجل لا يعلم ويرى أنه يعلم فلا تكلمه) ، فأي الأربعة تلك إنت أيها الوالي خالد مصطفي ؟!.
لازالت شمال كردفان تعاني عدم الإستقرار منذ توليكم أمرها قبل (6) أشهر، وقد بدأت جحافل المواطنين تشد الرحال منها مغادرين صوب الولايات الأخري في ظل إنفلات أمني وتزايد في نسبة الجريمة ، وفي ظل تفشي ظاهرة إنتشار السلاح ، فالقتل والنهب المسلح أصبح نهارا في أسواق وأحياء مدنها ، في ظل ندرة في السلع والخدمات ، وشح في الموارد وضيق ذات اليد ، وضنك العيش ، ولم يجد المواطن منكم إلا تخبطا في السياسات بلا خطة ، وفوضي وعشوائية وإرتجالية في إتخاذ القرارات وتنفيذها .
فالولاية ظلت تعاني مشكلات في توفير الخبز وأزمات في الوقود والغاز والمواصلات والصحة والمياه ، وتردي في أداء الخدمة المدنية وتدني في إصحاح البيئة رغم الإنجازات التي ورثتموها (مباني ومعاني) من مشروع نفير نهضة الكردافة الذي تنكرتم له وفشلتم رغم تجييرها إنجازات لصالحكم ، ولم تتركوا حتي الوسام ونجمة الإنجاز ببهو مكتبكم ، ولكن ثق أيها الوالي لولا إنجازات النفير لخرج المواطنين عليكم في مسيرات هادرة الواحدة تلو الأخري إحتجاجا وإستنكارا ، فلا تغتر أيها الوالي خالد مصطفي الدور (جاييييك عدييييل) في شمال كردفان فقد إنطلقت عمليات طرد الولاة الفاشلين من أمثالكم في نهر النيل والجنينة  ، فاختر بنفسك قبل فوات الأوان إستقالة أم إقالة ..! .
الأخ خالد مصطفي مع إحترامنا لك ، فأنت والي فاشل .. فاشل ، مهما حاولنا ان نجد لك عذرا لم نجده ، (من وين نجيب ليك العذر!) ، مع الأسف فقد كانت فترة حكمكم (6) أشهر من أسوأ فترات الحكم التي مرت علي شمال كردفان ، وبالتالي يجب أن تغادرها اليوم قبل وقوع الكارثة ، غير مأسوف عليك ! ، فلا تحسبن سكات أهلنا رضا عنكم ، بل حفاظا علي مشروعهم الذي دفعوا فيه الغالي والنفيس ، ولكل أوان رجال ، ولكل مقام مقال .
وليس ذلك فحسب بل كنت مربيا فاشلا أيضا ، ولكننا نكن لك كامل الإحترام والتقدير لانك كنت معلما ، ولكن مع الأسف تنكرت لرفاقك المعلمين ، ربما تلك تصفية حسابات قديمة وأعتقد بذلك تكون قد جانبك الصواب وافتقدت الحكمة والأبوة والقيادة ، فقد تنكرت للأساتذة الأجلاء لدورهم المشرف في سجل الدورات المدرسية التي أصبحت شمال كردفان تحصد كؤوسها وأصبح شعارهم (برنجي بلك) واقعا معاشا ، سعادة الوالي ألم تحدثك نفسك ولو مرة واحدة أنك ظلمت رفاقك هؤلاء الذين نالوا ترقياتهم الإستثنائية تلك عن جدارة وإستحقاق ؟ ، حقا فقد كان قراركم الإداري ظالم ومجحف ومخالف للقانون ومسيئ لإستخدام السلطة والتي تفتقر للعدالة في عهدكم ، ولو كنت مكانك لتقدمت بإستقالتي فورا ولكن مع الأسف إنك بعيد جدا حتي عن ثقافة أدب الإستقالة !.
حقا (البلد الما فيها تمساح يقدل فيها الورل) ، ويقول أهلنا الكردافة الناس القيافة (غاب عنا أبشنيب ولعب بنا أبضنب) ، ولذلك ليس غريبا أن تعاني شمال كردفان أزمة في الحكم لتتوافد عليها الوفود المركزية وحدانا وجماعات لحل مشكلات ومعضلات إدارية من صميم مهمتكم (المحاسبين ، عمال المياه ، المعلمين وغيرها) ، فقد تهربت عنها حكومتكم دون مواجهتها ، ولم يتبقي لك إلا أن نقولها لك بالصاح وليس بالدس (زمن الغطغيط والدسديس إنتهي) وعديييل كدا (ورينا عرض أكتافك)!.
أيها الوالي خالد مصطفي ، مع الأسف إنك إستغليت السلطة وأسأت إستخدامها لتصفية حساباتكم في واحدة من أسوأ مطلوبات الحكم (العدالة)، ولذلك ليس غريبا أن يهرب الفاشلين من أمثالكم إلي لجنة التفكيك (سيئة السمعة والذكر) لتصفية حساباتكم السياسية بالإيقاف والتهديد والتشهير بإجراءات تعسفية (حكم قرقوش) .
الأخ الوالي خالد مصطفي لقد تملص منكم رفاقكم في حاضنتكم السياسية الحرية والتغيير (قحت) بسبب عدم الشفافية بينكم وقد فشلت بذاتها دون القيام بمهمتها ، لأنكم فشلتم في كافة المهام الموكلة إليكم ولكن (لا خيرا فيك ولا فيهم) ، جميعكم عار علي جبين الولاية (الغرة أم خيرا جوه وبرا) فقد تراجعت الخدمات في عهدكم لأسوأ حالاتها ، رغم الأموال والإمكانيات المادية والمعنوية التي ورثتمونها من مشروع النفير الذي لايذكر وإلا يذكر معه سلفك إبن الولاية البار مولانا أحمد هارون (أطلق الله سراحه) ، الذي إستحق نجمة الإنجاز تلك التي أخفيتها، وكنا نحسب انها ستكون لكم دافعا لمزيد من الإنجاز .
ولذلك كله ليس غريبا أن يصبح الفشل طابع ملازم لحكومتك ، وبالتالي سيكون بيان قوى الإجماع الوطني بالولاية الذي طالب بسحب الثقة عنكم ، ماهو إلا بداية الطريق وستتوالي المسيرات والمطالبات والمكاتبات بشأن إقالتكم ، لأن أمثالكم لا يملكون أدب الإستقالة بعزة وشرف وكرامة ، لأنها ثقافة وأمانة وشرف لا يملكها إلا الأتقياء والأقوياء الخلص ، ولكن إذا لم تحدثك نفسك بالإستقالة فعليك مراجعة إيمانياتك طبقا للآية الكريمة ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ، كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾ .
عمود الرادار .. الثلاثاء 19 يناير 2021 .

التعليقات مغلقة.