أكملت الثورة اليوم 13 ديسمبر 2020 عامين من عمرها ، ولم يحصد أهلها إلا الفشل والخيبة وعض أصابع الندم ،وقد قد أقر رئيس مجلس السيادة الإنتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بالفشل ، فيما سبقه نائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) مقرا أيضا بالفشل ، بينما لا زال رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك في محطة زيدان (سنعبر وسننتصر) ، فيما يقول ناشطون أن الحكومة الإنتقالية قد خيبت آمالهم وقد ذهبت أحلامهم سدا ولم تحصد ثورتهم إلا هشيما تزروه الرياح !.
عامين من الفشل والخيبة وقد تجاوز معدل التضخم العام 254% خلال شهر نوفمبر ويتوقع خبراء أن يتجاوز 280% بنهاية شهر ديسمبر الجاري ، وقد تجاوز سعر الدولار سقف (260) جنيه ، فيما إرتفعت اسعار المواد الغذائية لأعلي مستوياتها في ظل أزمات وندرة وصفوف للحصول علي الرغيف والوقود والغاز ، بينما ظل المواطن المغلوب علي أمره يصطف ويتقاتل في الصفوف للحصول علي حاجياته اليومية وعن الخدمات حدث فلا حرج ، إذ توقف قطار التعليم عند محطة القراي وانهارت الصحة دون جسر الكورونا .
أكملت الثورة المختطفة عامين منذ إنطلاقتها من الدمازين حاضرة النيل الأزرق في مثل هذا اليوم 13 ديسمبر 2019 ، نجحت حينها حكومة خالد حسين باكرا بتوفير الدقيق مدعوما من السوق للمواطنين بالدمازين ، قبل أن تشتعل شرارة الثورة قوية في عطبرة 19 ديمسبر سويا مع رفيقتها بورتسودان بسبب أزمة الدقيق ورفع سعر الرغيفة زنة (85) جرام الي (3) جنيهات بدلا عن جنيه بسبب أخطاء وإجراءات إدارية غير سليمة تتحملها حكومات الولايتين سويا مع صلاح قوش مدير جهاز الأمن المسيطر وقتها علي الدقيق (مائة) الف جوال في اليوم إنخفضت الآن لأقل من (50) ألف جوال .
عامين ولم يحصد الثوار إلا الندم ، إذ تدهورت الأوضاع في الدمازين لأسوأ حالاتها ولم تكن رفيقاتها من حواضر الولايات بأفضل منها ، بينما وصلت الأوضاع في عطبرة للأسوأ ، إذ تجاوز سعر الرغيفة زنة (50) جرام مبلغ (10) جنيهات في بعض المناطق فيما تجاوز سعر جالون البنزين (600) جنيه وبل تجاوز سعر إسطوانة الغاز (3000) جنيه ، في وقت فقد فيه المواطن الثقة في الحكومة ، فاندلعت المظاهرات هنا وهناك ربما بروفة لها ما بعدها لإعادة أمجاد الثورة المسروقة ، ثورة يقودها الحزب الشيوعي مع (ثمانية) من رفاقه من تحالف الحرية والتغيير (قحت) يبتغون بها جر ساعات الزمان إلي الماضي عطبرة مدينة (الحديد والنار) ولكن تأتي الرياح بمالا تشتهي السفن ، فليس الزمان ذات الزمان ولا الحال ذات الحال ! .
عامين ولم تحصد الثورة إلا الهشيم ، إذ وصلت الأوضاع في البلاد إلي عنق الزجاجة ، فشلت الثورة في تحقيق شعارها (حرية ، سلام وعدالة) ، فلا زالت الحريات تعاني بينما جاء السلام منقوصا أيضا في إنتظار عبد العزيز آدم الحلو وعبد الواحد نور والريح محمود وتلفون كوكو وآخرين من الممانعين ، فالسلام حقا لازال تجابهه العديد من العقبات والتحديات ، في وقت ذبحت فيه العدالة تحت اقدام لجنة إزالة التمكين ، فلازالت تواصل مسلسلاتها الإعلانية (المدفوعة القيمة) ، وعن تلفزيون السودان حدث فلا حرج (وداعا للمهنية) .
عامين وقد ضربت الخلافات شركاء الفترة الإنتقالية فتفرق جمعهم أرض سبأ ، بينما أثبتت التجارب أن تجمع المهنيين ، تجمعا سياسيا وليس مهنيا وبالتالي فإن فاقد الشيئ لا يعطيه ، وبلاشك أن ذلك يؤكد ضعف الشراكة التي ادت لإسقاط النظام ، فلازال هؤلاء في محطة (سواقة الناس بالخلا) وشيطنة الآخر ، فيما نأي الكيزان بأنفسهم بعيدا تاركين لهم الجمل بما حمل رغم مبادرة البروف غندور الرئيس المكلف للوطني مبادرة (المعارضة المساندة) للخروج بالبلاد إلي بر الأمان ، في وقت لازال شركاء السلام فيه يكابدون العنت والمشقة للدخول في شراكة (ثلاثية) إنتقالية جديدة بموجب إتفاقية السلام التي مزقت الوثيقة الدستورية ، فما ماعادت ذاتها مبرئة للذمة ، وأن غد لناظره قريب .
عمود الرادار .. الأحد 13 ديسمبر 2020 .
تسجيل الدخول
تسجيل الدخول
استعادة كلمة المرور الخاصة بك.
كلمة المرور سترسل إليك بالبريد الإلكتروني.
الموضوع السابق
قيادي بالجبهه الثورية :منتفعون وراء تشويه مجلس شركاء الفترة الانتقاليه ودفع البلاد للهاوية
الموضوع التالي
التعليقات مغلقة.