شـــــوكة حــــــوت (الله يتـافـق الأمـــهـات) ياسر محمد محمود البشر

للزواج فى السودان جملة من التفاصيل تبدأ بالتعارف وتنتهى بعقد القران والزفاف ولا يقف أمام إتمام الفرح إلا حاسد أو مأزؤوم طالما أنه يفضى الى عمل خير ومثل هذا الصنف ينظر إليهم نظرة سخرية وتهكم من كل الأطراف ويعتبرونهم أنصاف رجال (رجال مجوبكين) وحتى لا نذهب بعيدا فإن أحد الشباب أراد الزواج لكن والدته كانت من النوع الحاد فى مزاجه وصعب المراس وكذلك كانت والدة العروس أكثر حدة وصعوبة من والدة العريس وعندما تم إستشارة أحدى النساء الحكيمات عن رأيها فى هذه الزيجة فما كان منها إلا أن قالت لهم (الله يتافق الأمهات) أى أنها تخشى من الخلافات التى تقع بين الأمهات عقب إكمال مراسم الزواج ولا تخشى من وقوع خلافات بين الزوجين*.

*وحتى لا نذهب بعيدا فالناظر إلى شكل العلاقة بين قوى الحرية والتغيير والعسكر فى الحكومة الإنتقالية التى تقوم على أرضية هشة فإنها لا تنبئ بالتفاهم السياسى الذى يتحدثون عنه بوسائل الإعلام والمدنيين والعسكر داخل المجلس السيادى ومجلس الوزراء يجلسون على صفيح ساخن من خلال المعطيات التى أسوقها لاحقا و التى باتت لا تخفى على أحد من المواطنين والذين لا علاقة لهم بالسياسية بعد أن فشلت قوى الحرية والتغيير فى تقديم الكفاءات والخبرات الذين وعدوا بتقديمهم الصفوف لينتشلوا سفينة الإقتصاد التى غرقت وفشلوا فى الإختيار فهل يمكن أن نعتبر وزيرة الخارجية المقالة ووزير المالية والزراعة المقالين والصناعة هم من الكفاءات أم أنهم مجرد وزراء جاءوا عن طريق المحاصصة*.

*فمعطيات المشهد الماثل الآن يؤكد وبما لا يدع مجالا للشك أن الشراكة الحالية بين مكونات الحكومة الإنتقالية شراكة فرضتها ظروف معينة لكن كل طرف فيهم لا يقبل بالآخر ولا سيما أن هناك بعض الأحزاب بقوى الحرية والتغيير لها ثأر قديم مع القوات المسلحة تريد أن تخلصه لذلك تمت عملية شيطنة المؤسسة العسكرية ورموزها مع العلم أن الصراعات بين المدنيين والعسكر حاضرة منذ إستقلال السودان فمنها ما إنتهى بالتى أخشن مثل الصراع الذى وقع بين الحزب الشيوعى وحكومة مايو ومفاصلة الإسلاميين فى العام ١٩٩٩ ومعظم هذه تنتهى الصراعات تحسمها المؤسسة العسكرية مما يحتم على مكونات الحكومة الإنتقالية بضرورة الإتفاق على إدارة هذه الفترة حتى الإنتخابات وإلا لن تكون هناك إنتخابات فى موعدها وربما تمت عملية إجراء إنتخابات مبكرة قبل نهاية الفترة الإنتقالية*.

*وما يجرى الآن من خلافات حول مجلس الشركاء الغرض منها تضليل الشارع عن صمت المدنيين فى الحكومة عن فض الإعتصام ودماء الشهداء الذين سقطوا العام الماضى فالذين قاموا بفض الإعتصام هم قوات نظامية ويشارك قادتهم فى مجلس الوزراء ومجلس السيادة فلذلك لا يمكن لقادة الحرية والتغيير أن يطالبوا بتقديم البرهان أو حميدتى أو الكباشى للمحاكمة بحجة فض الإعتصام ولن يضع العسكر رقابهم فى حبل المشنقة بأيدي قوى الحرية والتغيير الذين يريدون أن يصرفوا نظر الشارع عن القضية الأساسية*

نـــــــص شـــــوكة

*وواقع الحال لا يزرع الأمل فى طريق الوطن والمواطن فى ظل تردئ الأوضاع المعيشية وبدلا من البحث عن حلول للإنهيار الإقتصادى نجدهم يشغلون أنفسهم بسفاسف الأمور ويمكن القول أن السودان يجب أن يحكم برئيس واحد فقط فى الفترة الإنتقالية حتى قيام الإنتخابات أما الوضع الحالى لا يحتمل وجود رئيسين فى حكومة واحدة وإلا تكرر سيناريو النموذج المصرى حاضرا بالخرطوم وفى هذه الحالة لا يستبعد وقوع مفاصلة أخرى بين العسكر والمدنيين قبل نهاية الفترة الأولى من الفترة الإنتقالية وندعو الله أن يتافق الامهات*.

ربــــــــع شـــــوكة

*لابد لى وأنا شايفو*.

yassir.mahmoud71gmail.com

التعليقات مغلقة.