شــــــــوكــة حـــــــــوت التــطــاول الوظيــفـى ياسرمحمد محمود البشر
- لا يوجد كائن من كان يدعى صناعة ثورة ديسمبر لا حزب ولا كيان ولا تجمع فالثورة هى ثورة الشعب السودانى بأكمله وبما أن الثورات يخطط لها الأذكياء وينفذها الأبطال ويقطف ثمارها الإنتهازية والبراعيص وعديمى الضمائر والناظر إلى حال مؤسسات الدولة اليوم أن هناك بعض البراعيص كسروا التراتيبية الوظيفية المنصوص عليها حيث تطاول صغار الموظفين على رؤوسائهم الذين خدموا بالدولة بعمرهم العامر وتحولت مؤسساتنا إلى ماخور شعاره من ليس معنا فهو ضدنا وما أسهل أن توجه إلى رئيسك صفة كوز وتطالب بعزله اليوم قبل الغد لتشفى غليل نفسك المريضة أو لتدافع عن آخرين لا يملكون الحد الأدنى من الشرف والرجولة*.
*ومن المدهش أن تجد متحصل فى مدخل الخدمة يتطاول على رئيسه المباشر وتناسى حتى حق الإحترام الإدارى ولو إفترضنا جدلا أن المتحصل فى ولاية ورئيسه فى ولاية أخرى فهل تنتهى عملية التراتيبية والإحترام المهنى مع العلم أن من يتعامل مع مرؤوسيه بتواضع العلماء لا يظن الناس أنه قد صمت عن الإساءة إليه خوفا وفى الصمت حديث إنما هناك حسابات أخرى ووسائل متعددة للوصول إلى نقطة إعادة الإمور إلى نصابها مع العلم أن العين لا تعلو على الحاجب إلا فى حالة واحدة فقط وهى عندما يقلب صغار الموظفين (الهوبة) ويتطاولون على رؤوسائهم ظنا منهم أن الثورة اعطتهم الحق فى ممارسة العهر الوظيفى والمهنى ويصل الأمر إلى تهديد رؤوسائهم جهاراً نهارا وتظل الإسود أسود و……….*.
*وعندما تتم عملية التنقلات العادية وتجمع ما بين من تطاول على رئيسه وتجعله تحت إشرافه المباشر فهنا يبدأ مسلسل لعق الأحذية والتقرب زلفى وها هى الثوانى تلتهم عمر الأيام وإن غداً لناظره لقريب ولحظات تباعد المسافات ما بين البراعيص ومساعد الياى وهنا يصبح الأمر محل رئيس ومرؤوس وكل إناء بما فيه سينضح وتبقى الإساءة مثل الطلقة عندما تخرج من فوهة البندقية فإنها لا تعود وإن عاد الحليب إلى الضرع بعد حليبه وعندما يتم خلط الأوراق تسقط كلمات الإعتذار ويبقى هناك طريق واحد أوحد هو طريق إحترام الذات وإختبار معرفة مقامات الرجال قبل وظائفهم ووقتها لكل مقام مقال وبما أن شعار الثورة يتمثل فى أضلاع مثلث حرية سلام وعدالة والحرية تعنى أن تنتهى حرية الفرد حيث تبدأ حرية الآخرين وتطاول البراعيص على رؤوسائهم تعد فوضى وليس حرية أما العدالة فهى مكسورة القرون*.
*لا يستقيم أمر الثورة أن تصبح مؤسسات الدولة تحت رحمة الأوباش من صغار الأفندية الذين تصغر فى عيونهم الصغائر ولا يفكرون فى معنى الزمالة إنما يضعون مصالحهم الشخصية فى القريب العاجل من دون النظر إلى مقبل الأيام ومن ظن أنه قد إحتمى بمساعد الياى فهو مكشوف العورة إداريا ومهنيا ووظيفا ولا سيما أن هناك مؤسسات قومية لا تقف عند حدود الولايات الضيقة والكبير كبير أينما حل وأينما ما ذهب ولحظتها لن تجدى لغة (القونات) وسيوضع الجدى فى حظيرة الغزلان ويتحول الحديث الهامس إلى الدندنة مع البلابل وبشير عباس (كفاية علينا نفرشها ليك بحرير إيدينا ونعرشها ليك برموش عينينا)*.
نــــــــــص شــــــــوكة
*قلة الأدب المهنى والوظيفى ليس من مقررات الثورة والتطاول على الرؤوساء ما هو إلا غلو وتطرف إدارى لا يفضى إلا لمزيد من الجراحات الإدارية ومن يتغطى بمسؤول فهو عارٍ والعقوق الإدارى يعنى فوضى وقلة أخلاق إن لم تكن نوع من أنواع الغطرسة وقلة الأدب وفوق هذا وذاك يتحول البراعيص إلى محل سخرية وتهمكم من زملائهم سراً وعلانية*.
ربــــــــع شــــــــوكــة
*(الصندل فى بلدو عود)*
yassir.mahmoud71@gmail.com
التعليقات مغلقة.