شــــــــوكــة حـــــــــوت شــهــور الـجـــرجـــرة ياسر محمد محمود البشر
إتفق الموقعون على إتفاقية جوبا للسلام على أن تبدأ فترة الحكومة الإنتقالية إبتداءً من توقيع الإتفاقية وتكون المدة الزمنية للحكومة الإنتقالية الثانية تسعة وثلاثون شهرا وبذلك تكون فترة العام ونصف الأولى قد ذهبت فى مهب الريح وبدأت فترة جديدة وتكون الفترة الأولى بمعاناتها وتساكشاتها قد طويت صفحتها ومجرد توقيع إتفاقية جوبا تكون الوثيقة الدستورية قد أصبحت غير ملزمة النصوص وتكون إتفاقية جوبا قد نسخت الوثيقة الدستورية وأضعفتها تماما وبالفعل تم إدخال عدد من التعديلات على الوثيقة منها مد الفترة الزمنية والسماح لمكونات الحكومة الحالية بخوض الإنتخابات القادمة والموافقة على زيادة ثلاثة مقاعد بالمجلس السيادى وهذه التعديلات ستقود إلى تعدد من التعديلات قد تطال كل نصوص الوثيقة الدستورية وبذلك تكون الوثيقة الدستورية قد صالت بالية ولا قيمة لها مع أن كل هذه التعديلات تمت فى غياب المجلس التشريعى*.
*ومن الملاحظ أن الإتفاقية نصت على مد الفترة الإنتقالية لمدة ٣٩ شهر وهذه الفترة تساوى ثلاثة سنوات وثلاثة أشهر وأظن أن الهدف من وضع الثلاثة الأشهر أن تكون أشهر للجرجرة السياسية التى تستوعب الصراعات السياسية ما بين مكونات الحاضنة السياسية للحكومة الإنتقالية الأولى من جهة ومكونات الجبهة الثورية من جهة أخرى ليكون صافى فترة الحكومة الإنتقالية ثلاثة سنوات لذلك مازالت قوى الحرية والتغيير تتصارع فيما بينها لإختيار عضويتها للمجلس التشريعى وذات الصراع يدور بين مكونات الجبهة الثورية التى رشحت الأخبار على توافقها على إختيار ممثليها للمجلس السيادى وهناك جملة من حزم المحاصصات والتفاهمات التى تحتاج إلى مزيد من الوقت والزمن*.
*فى الوقت الذى تم فيه تأجيل عودة قادة الجبهة الثورية إلى الخرطوم من الثالث من نوفمبر إلى الخامس عشر من نفس الشهر وبذلك تكون قد مضت فترة ٤٥ يوما على توقيع الإتفاقية وسيقوم قيادات الجبهة الثورية العائدين إلى أرض الوطن بجولات ولائية على الأقل إلى ولاياتهم ومن ثم العودة للخرطوم للحديث عن بداية التنفيذ الفعلى لإتفاقية جوبا وتكوين المجلس التشريعى لحكومة تعمل بالنظام البرلمانى وليست النظام الرئاسى نظام برلمانى ولا يوجد برلمان أصلا حتى هذه اللحظة وبذلك أصبح حال الحكومة الإنتقالية مثل حال الرجل الذى لم يتزوج أصلا ويدعو الله أن يهبه الإبن الصالح فالحكومة الإنتقالية تعمل بنظام برلمانى ولا يوجد برلمان أصلاً*.
*سلحفائية تنفيذ إتفاقية جوبا تزيد من معاناة الشعب السودانى الذى أصيب بالتلف الإحساسى جراء الإنهيار السريع للدولة السودانية وليس الحكومة الإنتقالية فقد تراجعت كل مؤشرات النجاح وماتت الطموحات وحل محلها الإحباط الكبير وأصبحت المعطيات لا تبشر بأن هناك أمل للإصلاح السياسى والإقتصادى على المستوى القريب ولا سيما بعد أن شربت الحكومة الإنتقالية (مقلب) رفع إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب مع العلم أن الرئيس الأمريكى لا يستطيع إتخاذ مثل هذا القرار إنما تتم عملية رفع توصية من الرئيس إلى الكونغرس الأميركي لإتخاذ القرار كما تمت عملية تمديد فترة فرض الطوارئ على السودان بالرغم من توصية ترامب برفع العقوبات عن السودان وتظل فرضية رفع إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب فى العام ٢٠٣٧ حاضرة أو أن تحدث معجزة ولا تكون هناك أمريكا وبذلك تكون العقوبات قد رفعت تلقائياً عن السودان*.
نــــــــــص شــــــــوكــة
*الحل الوحيد أمام السودانيون الوصول إلى تصالح شامل والتسليم بالقبول بالآخر وأن لا يكون هناك إقصاء لأحد عن المشهد وأن يكون الإنتماء للسودان الوطن أقوى من كل الإنتماءات وإختزال كل عبارات الكراهية والتنمر على بعضنا البعض ومسح الغبن المناطقى والجهوى من ذاكرة الأجيال وليكن الإنتماء الوحيد للسودان فقط وإلا ستكتمل حلقات تقسيم السودان والسودانيون فى العصر الحديث من الداخل*.
ربــــــــع شــــــــوكــة
*(مـوت ولـد ولا خـراب بـلـد)*.
yassir.mahmoud71@gmail.com
التعليقات مغلقة.