(إنقلاب ، تمرد ، كورونا) … شائعات أم حقائق …؟! بقلم : إبراهيم عربي
ربما أصبح العميد ود إبراهيم بعبعا مخيفا يهدد الحكومات وقد إقترن إسمه بالإنقلابات الفاشلة مهددا حكومة البشير السابقة من جهة حتي حدث ما حدث لها والآن حكومة حمدوك من جهة أخري ، فإذا كان ذلك صحيحا ، فإن ود إبراهيم يصبح فاشلا بإحترافية يتفوق علي حكومة حمدوك الفاشلة ، إذا لماذا تصبح البلاد حقل تجارب فاشلة للأكثر فشلا ؟، إما كانت تلك مجرد فبركة إعلامية ظلت تطلقها جماعة متخصصة في الشائعات تفزع إليها الجهات المسؤولة كلما ضاقت عليها الأوضاع بالبلاد تهربا من الواقع ، إذا من هو (محمود الحكومة الكذاب) الذي ظل يطلق تلكم الشائعات ؟.
علي كل جاء عبر مواقع التواصل الإجتماعي أن إستخبارات الدعم السريع أجهضت (عملية إنقلابية) يقودها (ود إبراهيم وعلي مجوك) كانت تهدف لإغتيال نائب رئيس المجلس السيادي الفريق اول محمد حمدان دقلو حميدتي قائد قوات الدعم السريع ، ونائبه اللواء عبدالرحيم دقلو، وإطلاق سراح موسى هلال رئيس مجلس الصحوة الثوري المعتقل لاكثر من (عامين) ، كذبها مجلس الصحوة وقال لا علاقة له بصراع البطون !، بينما قالت قوات الدعم السريع إنها قبضت على عسكريين ومعاشيين بينهم القيادي بمجلس الصحوة علي مجوك وزير الدولة السابق بالتعاون الدولي بالحدود السودانية – الأثيوبية .
وكانت مواقع إعلامية قد أثارت غبارا كثيفا من المعلومات المشابهة خلال الأيام الماضية داخل بيت الدعم السريع ، لم تنفه ولم تكشف عن صحتها حتي الآن، هل تلك حقيقة ام مجرد فبركات وشائعات وما المقصود منها في هذا التوقيت؟ ، ربما إستباقا للإصلاحات العسكرية المأمولة تطبيقا للترتيبات الأمنية وفق إتفاق السلام بجوبا ، غير أن مصادر ذات صلة بالدعم السريع كذبت ماراج بشأن العميد مضوي حسين ضي النور مدير إستخبارات الدعم السريع ، وقالت ان العميد مضوي من القيادات المخلصة والمؤتمنة لدي قيادة الدعم السريع والتي ظلت تجد قبولا وثقة داخل القوات ، ولا أعتقد هنالك غرابة في نقل أو تحريك اي من القيادات العسكرية وفق مستجدات ميدان المعركة ، ولذلك يمكن ان يكلف العميد مضوي بقيادة اي قطاع وهو من الكفاءات التي يشهد لها بالمهنية والإنضباط وقوة الشخصية .
فقد برزت شخصية العميد مضوي إبان أزمة جنوب دارفور الأمنية 2015 فقد أبلي الرجل مع رفيقه العميد آدم ابوشنب بلاء حسنا مع رفاقهم في القوة المشتركة من الأجهزة النظامية الأخري مما ساهم في تأمين نيالا وضبط الأوضاع فيها في فترة وجيزة إبان قيادة المهندس آدم الفكي واليا لجنوب دارفور ، وليس ذلك فحسب بل كان للرجل دور في طرد قوات التمرد وقتها في منطقة كلقو بالنيل الأزرق بعد أن أثارت الرعب بالمنطقة ، ولذلك تظل هذه المعلومات شائعات مالم تكذبها او تنفها قوات الدعم السريع نفسها ، ولكن لماذا تضاربت تلكم المعلومات في ظل هذه الأوضاع العصيبة التي تمر بها البلاد ؟.
علي اي حال تعددت الأخبار والمعلومات عن الإنقلابات خلال فترة الحكومة الإنتقالية ولم نشهد أن إكتملت التحقيقات في اي منها ولذلك نراها أصبحت مجرد (فزاعة) تهرب إليها الحكومة كلما ضاق بها الحال ذرعا ، وما هي إلا شائعات لتغطية حدث ما فماذا هناك ؟، لا اعتقد هنالك عاقلا يسعي لإنقلاب لحكم البلاد لاسيما الإسلاميون ، فقد وصلت البلاد لمرحلة إستحقت مفردة الشريف الهندي (أن البلاد وصلت لمرحلة لو شالها كلب مافي حد يقول له جر) !.
من الواضح أن الحكومة الإنتقالية في السودان أصبحت نفسها مصدرا لإطلاق الشائعات ، فقد أصبحت حاضنتها السياسية الحرية والتغيير (قحت) المنقسمة علي نفسها تعتمد تماما علي تمرير الشائعات (سواقة خلا) سلاحا لتنفيذ أجنداتها ، وقد قالها من قبل أحد قياداتها الناشط الرشيد سعيد وكيل وزارة الثقافة والإعلام ، قال إنهم بستخدمون الشائعات سلاحا لتمرير اجنداتهم ، ولذلك أصبحت وزارته (وزارة الشائعات) ، بعد ان تسببت في إغلاق الصحف والقنوات الفضائية والمحطات الإذاعية ، وبالتالي أصبحنا لا نصدق ما تتنقاله وزارته من معلومات لا سيما وسائل التواصل الإجتماعي المتعددة التابعة لناشطي (قحت) تطلق من خلالها الحكومة اكاذيبها وفبركاتها .
في الواقع أصبحنا في حيرة من أمرنا بين مكذب ومصدق ، في وقت تصاعدت فيه المعلومات عن قرار متوقع للجنة الطوارئ الصحية بشأن إغلاق جزئي وربما كلي بسبب مرحلة ثانية من جائحة كورونا التي ظهرت بالبلاد ومنها مكتب رئيس مجلس الوزراء وبنك السودان وغيره ، وقالت مصادر ان حالات الإصابة في تزايد مما يستوجب قرارات تدرسها اللجنة ، غير أن جهات مناهضة للقرار إعتبرتها مجرد (خطة سياسة) ظلت تلجأ إليها الحكومة كلما تصاعدت ضدها وتيرة المظاهرات والتي أصبحت قاب قوسين او ادني بشأن التطبيع مع إسرائيل ورفع الدعم وتحرير سعر الوقود وغيرها بينما تدرس الجهات زيادة أسعار الخبز تبعا لذلك تماما كما زادت تعرفة المواصلات لدرجة أصبحت فوق طاقة المواطن وبالطبع ستقود لإرتفاع الاسعار من جديد وبل ستقود لأوضاع مأساوية ، وربما لذلك يتواجد وفدا وزاريا سريا لحمدوك منذ ايام بالإمارات !.
علي العموم تغبشت الحقائق وضاعت المصداقية وكثرت ظاهرة الشائعات فيما تعددت أنواعها وإتجاهاتها ، وتعد من أخطر الأسلحة المدمرة للأشخاص والمجتمعات والدول معا ، لا سيما في بلاد مثل السودان في مجتمع محافظ تسود فيه الفضيلة والثقة بدرجة عالية من المصداقية .
عمود الرادار الاحد …. الأول من نوفمبر2012 .
التعليقات مغلقة.