(السودان) … حكومة كوماري ..!! بقلم : إبراهيم عربي
(حكومة كوماري) بالمصطلح الحلفاوي ، وليست بالعبرية لغة اصدقاءنا الجدد اليهود أو بالهندية أو النيبالية ، تعني عند أهلنا الحلفاوين (زول هامل أو ماعندو أصل أو ليس حلفاويا) ، فقد أثبت لقاء البرهان الخاص مع الزميل لقمان احمد مدير تلفزيون السودان أمس الإثنين 26 إكتوبر 2020 أن الحكومة الإنتقالية الحالية (كوماري) بمجلسيها التنفيذي والسيادة ، وبل فاقدة الاصل والأهلية ، وبالطبع من لا أصل له لايرجي منه ! .
حكومة (كوماري) تفتقد للمصداقية والشفافية بلا وطنية ، ظلت تتحكم فيها تقاطعات المصالح الحزبية الضيقة ، حكومة مدنية إختفت من ارض المعركة وقت الشدة وتركت العسكريين يواجهون صلف المجتمع الدولي ، حكومة إنتقالية لا يرجي منها فقد دس رئيس وزراءها رأسه تحت الرمال بينما إختفي وزير إعلامها (خشمها الناطق) من المشهد ولم يعد له أثر ، وربما تقدم بإستقالته مثلما تعجل من قبل بسبب لقاء البرهان ونتنياهو بعنتبي بصورة غامضة ، بينما إنزوت حاضنة الحكومة السياسية (قحت) مشغولة بنفسها في حالة إحتضار (كوماري) هاملة بدون رأس .
وبل أثبت حديث البرهان أن الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة وعلي الريح السنهوري رئيس حزب البعث من أكبر (البراطمة) ذات اللقب الذي أطلقه المهدي علي دعاة التطبيع مع إسرائيل في إشارة منه لدعوة رجل الأعمال برطم للتطبيع مع إسرائيل ، بينما لعب البرهان سياسة بشأن حديث عضو السيادي البروف صديق تاور (العفلقي) الذي لم يستطيع إقناع أهله في مرتا بشعار حزبه (أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة) .
المفاجأة أن رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان كشف في ذلك اللقاء ، المستور وقال أن 90% من القوي السياسية (المشاركة) وافقت علي التطبيع مع إسرائيل وقال أن بعضها اشترطت عرض الإتفاق علي المجلس التشريعي لإجازته او رفضه في وقت أصدر فيه كل من حزب الأمة والبعث بيانين منفصلين كذبا فيهما حديث البرهان ، وقال المهدي ان تأييده للحكومة الإنتقالية خطوة ظل يداوم عليها حزب الأمة وان التطبيع مع إسرائيل يجب أن يعرض علي برلمان منتخب وهذا يعني (رفض مبطن) يدعو لتجمبد عملية التطبيع (4) سنوات وربما أكثر غير أن الأوضاع التي تمر بها البلاد حسبما ذهب البرهان لا تنتظر .
إلا أن رئيس مجلس السيادة سمي العملية (صلح) لأجل مصالح مكتسبة للبلاد ودافع بشدة عن موقفه وقال أن التطبيع مع إسرائيل أملته الظروف الدولية ولا يمكن فصل رفع السودان عن قائمة الإرهاب من التطبيع مع إسرائيل ،وقال إنه يمثل أمرا ضروريا لاجل الوطن ، وبل ذهب البرهان بعيدا أكثر ثقة لعملية التطبيع متحديا الأحزاب والقوي السياسية ان تعلن في حملتها الإنتخابية المامولة مقاطعة إسرائيل لتري النتيجة بنفسها .
وليس ذلك فحسب قال وزير العدل الدكتور نصر الدين عبد الباري (مشرع الحكومة) في مذكرته أن حكومة الشراكة الإنتقالية الحالية ليست حكومة انتقالية تقليدية ، وإنما حكومة تأسيسية ، وقال ان الوثيقة الدستورية لا تضع قيوداً غير المصلحة والاستقلالية والتوازن في السياسة الخارجية، ولا تمنع كذلك إقامة علاقات مع إسرائيل ، وبل تابع ان السياسة الخارجية لا ينبغي أن تحددها اتجاهات وقناعات ايدلوجية فردية أو حزبية ، وإنما المصالح الوطنية ، وزاد الوزير قائلا (البلاد بدون ثوابت) ، نعتبر هذا بذاته نعي رسمي من الرجل للوثيقة الدستورية والتي أثبتت خطلها ، وبالتالي إنها جاءت وثيقة (كوماري) وبناء عليه تصبح الحكومة الانتقالية الحالية بشقيها المدني والعسكري بذاتها (كوماري) .
ولكن لم أجد تفسيرا لمقاطعة الزميل لقمان احمد للبرهان عندما سأله عن موافقة القوي السياسية بشأن التطبيع وحدد عليه في السؤال حزبي الأمة والبعث فقط ، ويبدو ان البرهان كان ذاهب في إتجاه للتوضيح أكثر بشان الحزب الشيوعي والناصري ، غير ان لقمان قاطعه ، فلا ادري هل خاف علي وزيره ام علي نفسه (لشيئ في نفس يعقوب) .
علي كل واضح من خلال تصريحات المكون العسكري بمجلس السيادة (البرهان ، حميدتي ياسر العطا) بشأن التطبيع ، واضح بأن الأمر قد تم من خلف مؤثرات خارجية ، وتؤكد بجلاء سياسة المحاور التي ظل ينكرها هؤلاء ، ومن الواضح أن المجلس العسكري لعب بهؤلاء سياسة ، حرق من حرق وفتن من فتن لمرحلة جديد لها ما بعدها .
بلاشك أنما حدثت من ملابسات تؤكد أن هنالك إنقلابا أبيضا غير مسلحا وغير معلنا حدث في داخل الحكومة لا سيما عقب الخلافات التي وصلت بين مكوناتها لمرحلة المفاصلة ، لاسيما وان لقاء البرهان بذاته جاء ايضا عقب لقاء جمع الشركاء الأربعة (السيادي ، التنفيذي ، الحرية والتغيير ، شركاء الكفاح المسلح) فحدث فيه ماحدث فهل يعني ذلك باي باي (قحت) ؟! .
عمود الرادار … الثلاثاء 27 إكتوبر 2020 .
التعليقات مغلقة.