رؤية في الوضع السياسي الراهن بالسودان ( 4)

بقلم. الأستاذ المحامي/ جمال الدين رمضان

( ثورة ١٩ديسمبر بين التطلعات والتحديات ( ٢٥٤) (ويسألونك عن قضية التطبيع مع إسرائيل ؟!.) في أي سياق يمكن قراءة تداعيات المشهد السياسي الراهن بالبلاد ؟! هل دفع السودان الثمن مرتين حتي يحصل علي قرار رفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب ؟! هل قضية إعلان التطبيع مع إسرائيل سوف تحدث زلزالا كبيراً في المشهد السياسي الراهن ؟! وسوف تعمل علي تعميق هوة الخلاف مكوناته السياسية ؟! هل إعلان التطبيع مع إسرائيل سوف يكون مدخلا لا انعتاق السودان من عهد الفقر المدقع الي حياة النعيم ؟!

هذا ملخص لعنوان جدل كبير مازال يلف المشهد السوداني من أقصاها الي أقصاها وحيث ما زالت تداعيات تتري في الشارع السياسي السوداني مؤيد لهذه الفكرة ورافضا لها.

 لقد انقسم الرأي العام السوداني حول هذه القضية الي اتجاهين . الإتجاه الأول وهو يعلن تأييده وموافقته غير المشروطة للتطبيع مع إسرائيل والمصوغات التي يدفع بها أصحاب هذا الإتجاه تقوم علي أن معظم الدول العربية قد طبعت علاقاتها مع إسرائيل والسودان ليست لديه حدود مع دولة اسرائيل أو من دول المواجهة ، كما أن مصالح السودان تحتم عليه أن يطبع علاقاته مع إسرائيل حتي يستفيد حتي يستفيد من الدعم المادي الكبير من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل خاصة في مجال الزراعة  ….الخ.

 الإتجاه الثاني وهم نوعين أيضا الأول الامانع لديه من قضية التطبيع مع إسرائيل الا أنه يرفض الطريقة المستفزة والتي تم إخراج سيناريو إعلان التطبيع بها ، حيث السودانيون كانوا آخر من يعلم لتداعيات خطوات التطبيع والتي تمت كلها في الخفاء وبعيداً عن الأضواء الكاشفة حتي كيان قوي الحرية والتغيير وباعتباره الحاضنة السياسية لا علم له بهذه الترتيبات. لقد دفع الشعب السوداني ومن حر ماله ثمن رفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب. لماذا تمارس ضغوطاً علي السودان في الوقت الراهن حتي يطبع علاقاته مع إسرائيل ؟  نعم أن تنفيذ هذا الأمر وفي هذا التوقيت يخدم أجندة خاصة تتعلق بالداخل الأمريكي حيث ترتبط بالإنتخابات الأمريكية والتي لا ناقة لنا فيها ولا جمل . النوع الثاني يرفض قضية التطبيع شكلاً ومضموناً باعتباره قضية ترتبط ارتباطاً لا يقبل التجزئة للإعتبارات الإسلامية والقومية لمعظم مكونات المجتمع السوداني. من العار أن يطبع السودان علاقاته مع دولة الكيان الصهيوني والتي اتخذت من مدينة القدس الشريف ثاني القبلتين عاصمة أبدية لها . لقد قدم الشعب السوداني إرتالاً من الشهداء في سبيل عودة الأراضي الفلسطينية المغتصبة …..الخ. الذي يرفع حاجب الدهشة ويثير الإستغراب من مؤسسات الحكم الإنتقالي بشقيها والناطق الرسمي لحكومة الفترة الإنتقالية ومنذ إعلان موضوع التطبيع بين السودان وأمريكا لم يصدر أي بيان حتي كتابة هذه السطور لا بالنفي أو التأييد. مما يؤكد وبما لا يدع مجالا للشك أن الشعب السوداني كان مغيباً بالكامل في اهم الأمور التي تقرر في مسار حياته المستقبلية. لقد سبق الناطق الرسمي لحكومة الفترة الإنتقالية أن أعلن بأن حكومته غير مفوضة من قبل الشعب السوداني حتي تبت في موضوع التطبيع مع إسرائيل فما الجديد الذي طرأ حتي توافق هذه الحكومة الآن علي قرار التطبيع؟! القاصي والداني يعلم بأن مؤسسا ت الفترة الإنتقالية والتي لم يتم تكوينها حتي كتابة هذه السطور هي التي يجب أن تبت في هذا الأمر(المجلس التشريعي). كيف ستسير الأمور علي خشبة المسرح السياسي السوداني بعد إعلان موضوع تطبيع العلاقات مع إسرائيل؟! هل سوف يحدث شرخا في جسد حكومة الفترة الإنتقالية ويعمل علي توسيع شقة الخلاف بين كيان قوي الحرية والتغيير والمجلس السيادي ؟! ننتظر !!.

التعليقات مغلقة.