التعاون السوداني ـ العراقي ومالآت التطبيع مع مع دولة الكيان الصهيوني
تقرير / مني إسماعيل محمد
قال وزير الدفاع اللواء مبارك عثمان رحمة لصديقه ودفعته الرئيس الأسبق جعفر محمد نميري بعد أن تم اطلاق سراحه في العام 1971م ، بعد أن طلب منه نميري الإعتذار للإهانة التي تعرض لها في مطار جوبا من جنود كانوا يطلقون الرصاص بالقرب من ارجله وهو في طريقه للطائرة الرجوع للجيش في بداية عام ١٩٨٩م حينما تم إرسال مبارك عثمان رحمة الي دولة الكويت الشقيقة طالباً عوناً لوجستيتاً للجيش السوداني الذي كان يحارب في الجنوب ولا يملك حتي الأحذية والملابس أو خوزات الرأس، فطلب من دولة الكويت الشقيقة مساعدتهم ولم يطلب أي سلاح أو ذخيرة منهم (ولكن للأسف الشديد لقد سبق اللواء مبارك عثمان رحمة الي الكويت المخابرات البريطانية وطلبت من الكوتيتين عدم إمداد السودان بأي معونه أو عتاد لكي ينهزم الجيش السوداني في الجنوب.
ولقد نفذ الكويتيون ما طٌلب منهم المخابرات البريطانية من قبل ورفضوا إمداد السودان حتي بالأحذية.
وشاءت الأقدار أن تعلم المخابرات العراقية بوجود اللواء مبارك في الكويت وأن الدولة الكويتية رفضت أن تمد السودان بأي إحتياجات، فقامت المخابرات العراقية في نفس اليوم مقابلة اللواء مبارك عثمان وعرضت عليه بأن هناك طائرة في مطار الكويت بطلب من الرئيس صدام حسين بأن يتوجه مبارك عثمان رحمة الي العراق (وفي نفس اللحظة توجه اللواء مبارك الي الطائرة العراقية وبعد أقل من نصف ساعة كان في بغداد وتوجه مباشرة الي مقابلة الرئيس العراقي صدام حسين الذي طلب منه شرح أسباب قدومه الي الكويت وما دار بينه وبين الجيش الكويتي فاخبره اللواء مبارك بكل ما حدث وأن الكويت رفضت إمدادهم بأي معونة).
وبدأ اللواء مبارك يشرح الي الرئيس صدام حالة الجيش السوداني الذي يحارب في جنوب السودان والتآمر البريطاني الإسرائيلي علي الجيش السوداني لفصل الجنوب فطلب منه صدام حسين أن يجلس ويعطيه قائمة بجميع إحتياجات الجيش السوداني وما كان صدام حسين يتوقع فقد أخرج اللواء مبارك من جيبه قائمة بجميع إحتياجات الجيش السوداني من احذية وملابس وأغطية للراس دون أي ذكر لأسلحة أو ذخيرة وحينها كان السودان والجيش السوداني يفتقد للذخيرة ولكنها لم تكن ضمن القائمة ، فانبهر صدام حسين لهذه القائمة وكادت الدموع تصب من عينيه فقال للواء مبارك عثمان رحمة: (أجلس هنا وسوف يتم في أقل من خمس ساعات تجهيز كل ما يحتاج اليه السودان والجيش السوداني.
ووقتها أصدر صدام حسين أوامره بتحميل أي طائرة عراقية قابلة للشحن أو غير الشحن بما طلبه الجيش السوداني وما يعتقده هو ضرورياً لمساندة الجيش السوداني في ذلك الوقت. ولم تتوقف الطائرات العراقية عن الجيش حتي بعد قيام ثورة الإنقاذ في يونيو ١٩٨٩م ، ولا شك دار في ذهنك لماذا وقف السودان إلي جانب العراق عندما احتلت الكويت ..نعم (ولهذا ساند السودان العراق في حربه ضد الكويت عرفاناً للجميل والشهامة العربية التي تمثلت في وجه صدام في ذلك الوقت).
والآن العالم يتحدث عن التقرير السري للأسلحة الكيماوية وأين خبئت ويقول التقرير السري بأن هذه الأسلحة تم تهريبها إلي السودان لذلك لم يكتشفها الغازي الأمريكي ويتوهم ويعتقد الأمركان أنها لا زالت موجودة بالسودان وأشد انتباه الجميع إلي تهاتف امريكا وإسرائيل للتطبيع مع السودان مع وجود المصانع الحربية والقمر الإصطناعي العسكري وما حدث للجيش السوداني من تطور فأصبح خطيراً ليس فقط علي أفريقيا بل علي إسرائيل والمصالح الأمريكية في القارة.
لا شك أن قبل غزو العراق عام 2003 كانت وكالة الإستخبارات المركزية و أجهزة المخابرات البريطانية متأكدة تماماً بأن العراق يمتلك أسلحة الدمار الشامل، وتتمثل في أسلحة بيولوجية وأسلحة كيميائية، بعد إحتلال الولايات المتحدة للعراق بنحو تسعين يوماً، كان هناك بحثاً مكثفاً شارك فيه أكثر من 1200 خبير وكلفت مهمتهم 300 مليون دولار. و مع ذلك لم يعثر المفتشون على أي من تلك أسلحة الدمار الشامل اخذها الرئيس بوش ذريعة لشن الحرب.
من جانبه قدم رئيس فريق مفتشي الأسلحة الأمريكي ديفيد كاي، ما وصفه بتقرير مرحلي عما أسفرت عنه جهود التفتيش في العراق خلال الشهور الثلاثة بعد عملية الغزو في جلسة مغلقة شاركت فيها لجان المخابرات والدفاع في الكونغرس الأمريكي.فيما إحتفظ الكونغرس بسرية تفاصيل التقرير، تم کشف النقاب عن الجزء غير السري من التقرير للمفتشين والذي جاء فيه أن المفتشين لم يعثروا على أي مخزون من أسلحة الدمار الشامل العراقية ، ولكن لم يتوصل الفريق الي قناعة حاسمة بعدم وجود تلك الأسلحة أو بوجودها قبل شن الحرب على العراق. هذا الكتاب جهد لتحقيق إستخباري أستمر لمدة خمسة عشرة عاماً وتم فيه العثور على مكان أسلحة الدمار الشامل العراقية.
ولكن كيف تم تهريبها من العراق ؟ وما هي الدولة التي شاركت العراق في إخفاء تلك الأسلحة ؟ ومن المسؤولون المتورطون في اخفاء تلك الأسلحة ؟ وما هي الأدلة التي تثبت صحة التحقيق؟ هذه الأسئلة وغيرها تحتاج لبحث مني ومنك أيها القاريء حتي تتكشف الحقائق في وقت طبع فيه السودان مع دولة الكيان الصهيوني ، فأنقسم الشارع ما بين مؤيد ورافض.
التعليقات مغلقة.