حوار مع مقرر وفد الجبهة الثورية ومساعد رئيس حركة تحرير السودان لشؤون الاعلام نور الدائم طه: ” علاقات قوية مع إسرائيل تعني علاقات قوية مع أميريكا “

نقلاً عن الجريدة.

 

أصدرت حركة وجيش تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي بياناً مؤيداً وداعماً بشدة للتطبيع مع إسرائيل، ووصفت الخطوة بالجرئية وبأنها فرصة للتعايش والتنمية والتنافس الخلاّق وتجنب الحرب. الحركة أكدت أن الخطوة ضرورة وليست خياراً وأن نجاح خطط التنمية يتطلب استقراراً سياسياً وأمنياً لتبادل المنافع مع كل دول العالم.

“الجريدة” استنطقت مساعد رئيس حركة وجيش تحرير السودان نور الدائم طه لتوضيح رؤية الحركة حول التطبيع مع إسرائيل وقضايا الراهن السياسي، فإلى نص الحوار:

حوار: حافظ كبير

+ موقف حركة وجيش تحرير السودان داعم للتطبيع مع إسرائيل، لماذا ؟

– نحن نعتقد أن الطبيعي هو قيام العلاقات بين الشعوب والدول، على أساس تبادل المصالح ومراعاة الإنسانية أولاً قبل كل شيء، وبمبررات غير منطقية حاول البعض أن يتبنى خطاب كراهية ضد اسرائيل، وضد المجتمع الدولي، وهذا الأمر أدى إلى ضرر كبير بمصالح الشعب السوداني وتطوره ونماء الدولة السودانية، ونعتقد أن الشعب السوداني الآن أولوياته هي توفير لقمة العيش وبناء اقتصاد قوي وتبني علاقات دولية متوازنة تحقق مصالحه، وبالتالي الحديث عن كراهية اسرائيل لا يجد سند ودعم من الشعب السوداني، ونحن ندعو قيادة الدولة السودانية وشركاءنا في الفترة الانتقالية لاكمال التطبيع مع اسرائيل ومع كل دول العالم، بشرط أن يكون تحقيق مصلحة السودان وشعبه فوق كل الاعتبارات الأخرى.

+ ما الفوائد التي يمكن أن تتحقق بالتطبيع مع إسرائيل بنظركم ؟

– الفائدة الأولى هي أن إسرائيل تلعب دوراً كبيراً في المجتمع الدولي، وسوف يتدفق عدد من الشركات العالمية والتي بدأت تتدفق الآن في السودان، وسيزدهر السودان اقتصاديا وتكنلوجياً بالعلاقة معها، وعلاقات قوية مع اسرائيل تعني علاقات قوية مع أمريكا وبريطانيا، وكذلك مع الدول العربية التي تبنت علاقات مع إسرائيل منذ فترة طويلة. الأمر الشيء الآخر هو أننا في مرحلة بناء السلام والذي يحتاج إلى دعم أممي وتواجد منظمات دولية، يحتاج أيضاً إلى دعم موقف السودان في المجتمع الدولي، وإسرائيل صديق قوي يمكن أن تلعب هذا الدور.

+ هناك أصوات انتقدت خطوة التطبيع بشدة، ألم تكن أسباب رفضهم وجيهة وما رايكم في موقفهم هذا ؟

– هذه الأصوات لم تراعي مصالح الشعب السوداني، وهي تريد للسودان أن يظل متقوقع على ذاته، دون الانفتاح على الآخرين والمجتمع الدولي، هذه أصوات شاذة وليس لها أفق لخروج السودان من أزمته، الدولة السودانية الآن تعاني من إشكالات داخلية، ويريدون أن تضاف لها علاقات دولية سيئة، ما يؤدي إلى انهيار الدولة السودانية برمتها، وموقفهم هذا مرفوض ومعزول وليس له أي تأثير، والشعب السوداني لم يتجاوب معهم وكانوا يعتقدون أن هنالك ملايين من الشارع السوداني سيخرجون ضد اسرائيل، وهذا لم يحدث لأن الشعب السوداني شعب واعي ويعرف مصالحه جيداً، وبالتالي هذه الأصوات ضعيفة وليس لها تأثير وموجودة في كل المجتمعات، حتى في الغرب هناك أصوات ترفض التطبيع مع إسرائيل، لكنها غير مؤثرة ولا تراعي تطور الشعب وازدهاره.

+ هناك إنقسام في الحاضنة السياسية للحكومة، ألا يضعف ذلك موقفها في علاقاتها الخارجية ؟

– لا يوجد في الساحة حاضنة معترف بها حالياً، وهي حاضنة لا تحضن شيئاً في حد ذاتها. الحرية والتغيير بها مراكز متعددة وغير موحدة، وهي جسم غير متماسك، ولدينا رؤية في الجبهتين الثوريتين، بقيادة مناوي والدكتور الهادي إدريس، لتطوير الحرية والتغيير والإعتراف بها، وإلى حين ذلك، ليس للحرية والتغيير أي تأثير في القرارات التي تتخذها. بعض مكونات الحرية والتغيير رفضوا السلام وقد تحقق السلام، وبعضهم رفض التطبيع مع اسرائيل وقد تحقق التطبيع مع اسرائيل، وما يحدث من محاولات انقسام داخل مجموعة الحرية والتغيير دواعيه معروفة وليس له تأثير على المشهد السياسي السوداني.

+ هل كان للجبهة الثورية أي دور في ملف التطبيع مع إسرائيل؟ وهل لديكم علاقات معها خاصة وأن هناك عدد من السودانيين هناك ؟

– نحن أصدقاء مع إسرائيل وتربطنا علاقات قديمة معها، والدولة الاسرائيلية لها مواقف مشهودة في رفض الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، ولها مواقف إنسانية ضد ما حصل في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، والآن لها موقف قوي ودور في رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. تم اتهام السودان بالإرهاب حينما استخدم الطائرات الانتنوف ضد مواطنين عزل، من نساء ورجال وأطفال في دارفور، والآن رُفع اسم السودان من الدول الراعية للارهاب بتوقيعه على اتفاق سلام جوبا، وسيتم ازالة اسمه من كل الاتهامات الدولية بايفاء الدولة السودانية باستحقاقات السلام، وهذا هو الشرط الأساسي لامريكا والمجتمع الدولي، شرط الوفاء باستحقاقات السلام. نحن كنا نتأسف لأن الدولة السودانية كانت تحتاج إلى حوافز دولية لايقاف الحرب ضد مواطنيها، هذا سلوك غريب، ومن ناحية ثانية، نشكر إسرائيل لاستقبالها مواطنين سودانيين في أراضيها، في الوقت الذي تم طردهم من دولتهم وتشريدهم وقتلهم بالطائرات، وهذا يحسب لها ويعد من الأدوار الجيدة التي لعبتها في الوقت الذي احتاج لها السودانيين.

+البعض يرى بأنكم تمثلون الحاضنة السياسية الجديدة، حيث تتفق رؤيتكم والمكون العسكري، وهذا قد يبعد الحاضنة السياسية القديمة ولا يؤدي إلى نجاح التحول الديموقراطي ؟

-أعتقد أن لغة الحواضن هذه غير مناسبة، ونحن لا نحبذها، نحن نمثل شركاء الفترة الانتقالية، وشركاء الفترة الانتقالية من حركات الكفاح والمكون العسكري والحرية والتغيير ومجلس الوزراء، مع بعض، نحن معنيين ومسؤولين عن انجاح الفترة الانتقالية، ومصلحة الشعب السوداني في تحقيق السلام، ونحن جمعنا ووحدنا السلام، لأنه يمثل أهم ركن من أركان ثورة ديسمبر العظيمة، وشعار أساسي بعد شعار الحرية، ونحن الآن نستطيع أن نعبر بالدولة السودانية مع بعض دون إقصاء لأحد، وأي محاولة لاقصاء أي مكون من مكونات الفترة الانتقالية سيؤدي إلى انهيارها، ونعتقد أن الديموقراطية لا يمكن أن تتحقق إلا في ظل السلام، والسلام لا يمكن أن يتحقق إلا بالاستجابة لاستحقاقاته، والتي تتمثل في معالجة الخلل البنيوي والحرمان التاريخي للشعوب السودانية، ولذلك الاستجابة لهذه المطالب هي مفتاح التحول الديموقراطي والاستقرار في البلاد، وهنالك تجارب كثيرة حاولت أن تعالج مسألة الديموقراطية دون تحقيق السلام لكنها فشلت، وثورتي 64 و85 خير شاهد على ذلك، ولذلك نحن الآن بصدد معالجة قضية الديموقراطية والسلام كحزمة واحدة.

+ الآن ما هي علاقتكم مع الحرية والتغيير بعد وصولكم الخرطوم ؟

– نحن الآن في حالة اجتماعات مع الاحزاب المكونة للحرية والتغيير، المؤسسات التي كونت في غياب المؤسسين للحرية والتغيير هي أجسام غير معترف بها، وتحتاج لمراجعة، ونحن الآن منخرطين مع أجسام الحرية والتغيير للوصول لصيغة مرضية للجميع.

+ وفقاً للتعديلات في الوثيقة الدستورية تكون مجلس شركاء الفترة الانتقالية، هل يعني ذلك أن دور الحرية والتغيير انتهى ؟

– الحرية والتغيير هي ليست وحدها حاكمة، ولا المجلس العسكري وحده، وبحكم الوثيقة الدستورية، شركاء الفترة الانتقالية هم المعنيين بالانتقال وإنجاح المرحلة الانتقالية في السودان.

+ اتجهت حركة تحرير السودان مؤخراً لفتح دور في ولايات الشمالية وهر النيل، هل يعني ذلك أنكم تحولتم لمخاطبة قضايا السودان القومية ؟

– حركة وجيش تحريرالسودان حركة قومية واسمها ” حركة وجيش تحرير _السودان_” واستشهد في صفوفها أبطال من جميع أبناء السودان، وبها أبناء الشمال الذين كانوا قيادات ومؤسسين لها، والآن الحركة بعد تحولها للداخل وجدت قبولاً كبيراً جداً في جميع أنحاء السودان، والحركة ستقتح مكاتبها في جميع الولايات، ونحن لم نتفاجأ بالاستقبال الحاشد الذي وجدناه في الولايات الشمالية، لأن خطاب الحركة كان قومياً ووسطياً ومقبولاً لكل السودانيين، ونبشرهم بأن الحركة ستزور جميع الولايات قريباً.

+ إلى اين حركة تحرير السودان بعد السلام والمشاركة في السلطة ؟

– ستنتقل الحركة إلى حزب سياسي، وأولوياتنا الآن هي برامج إعادة النازحين واللاجئين وعودتهم إلى أماكنهم، وبناء دولة سودانية مستقرة، ومعالجة خطاب الكراهية، ومعالجة التركة الثقيلة التي تركها النظام السابق، وتحقيق العدالة للمناطق المتضررة، وسنبدأ مع شركاءنا ونعمل معهم عبر التحالفات العريضة للانتقال بالدولة السودانية إلى الوطن الذي نحلم به جميعاً.

التعليقات مغلقة.