بالواضح _ فتح الرحمن النحاس _ عندما تتعرى المواقف. الوالي والشرطة والبيان..!
أكاد أجزم أن السيد أيمن نمر والي الخرطوم وهو يمشي في إحدى التظاهرات، كان يردد هتاف اليسار (الدم قصاد الدم) الذي تمت صناعته لإدانة قمع المتظاهرين أيام حراك التغيير، لكن السيد الوالي الذي كان حينها (يعوم) علي (البر)، لم يكن يدر أنه سيأتي عليه زمن يصعد فيه (لموقع عام) ثم يصبح (متهماً) بقمع التظاهرات السلمية لدرجة إسالة الدماء وحدوث (حالة قتل)، وأن (الهتاف الأحمر) سيوضع على منضدة مكتبه في إنتظار (الصدق والعدالة)..وهكذا كما قلنا من قبل فإن (الكأس المُر) دائرة..!!
قبل يوم 21 اكتوبر، اتخذت (اللجنة الأمنية) للولاية التي يرأسها نمر، عدة إجراءآت إحترازية لتأمين التظاهرة التي قال عنها الوالي أنها تأتي إحتفالاً بذكرى ثورة أكتوبر ومساندة الحكومة، رغم (علمه المؤكد) أنها ضد الجوع وفشل الحكومة، وحذر بيان اللجنة من ماأسماه عناصر (النظام البائد) ونيتها إستغلال الحدث، وهذا مافهمه كل الناس أنه (سوء نية) مبيته، ويعزز ذلك إغلاق الكباري وترتيبات أخرى، فكيف ياسيادة الوالي تتحدث عن إحتفالات بذكرى أكتوبر ودعم الحكومة وفي ذات الوقت تخاف من الجماهير وتعطل حركتها بقفل الكباري..؟! ألا يعني هذا إعطاء الأجهزة الأمنية (ضوءاً أخضر) للتصدي للمتظاهرين..؟! نجزم أن ذلك تقرر في إجتماع اللجنة الأمنية وإن لم يعلن عنه صراحة..!!
*البيان قال أنه تم إتخاذ إجراءآت (لتأمين وحراسة) المتظاهرين، وهنا لاندري إن كنا أصبحنا اليوم على موعد مع (تأمين جديد) يستباح فيه (البطش) بالمتظاهرين السلميين بإستخدام قنابل الدخان الكثيف لتفريقهم ويبيح إطلاق (الرصاص الحي) لقتلهم وإصابتهم بجروح قاسية..؟! ماذا نفهم من البيان الذي أصدرته الشرطة واكتنفه الغموض ولاندري أهو (حياء) أمام ماحدث من جريمة قتل وإصابات أم هو (عزة بالإثم)، وماطبيعة هذا القانون الذي نفذته الشرطة في أداء عملها؟! وهل يبيح لها هذا البطش في ذكرى ثورة شعبية..؟! ثم من أين خرجت هذه (البكاسي) التي تحمل أمنيين في لباس مدني لتعتقل المارة في الشوارع؟! هل هي (كتائب ظل حمراء) أم هي بلطجة خارجة على القانون والضوابط الأمنية..؟!*
*ثم اليوم يأتي الوالي مترحماً على القتيل ومتمنياً الشفاء للجرحى، ويخرج بالإعتذار (الأقبح) من الذنب، إذ هو ينحي باللائمة على وكلاء النيابات لعدم مرافقتهم للشرطة، فكيف نصدق هذا ومعروف أن عضوية لجنة أمن الولاية تشمل النيابات، وهم يعرفون أن من واجبهم مرافقة تحركات الشرطة..؟! ألا يفهم من ذلك أن هنالك (ضعف) في أداء اللجنة الأمنية؟! وعليه فإن ماحدث من أخطاء فادحة يتحمله الوالي وحده بحكم رئاسته للجنة..!!*
*السيد الوالي لم ينس أن يضمن إعتذاره (الحيلة السهلة) بإتهام النظام السابق ودعوته لتطهير أجهزة الدولة من ماأسماهم سدنته، فهل ياترى يريد السيد الوالي من وراء ذلك (السلوي) أمام فداحة الخطأ، أم هو يريد أن يرميهم بجريمة القتل التي حدثت؟!…مهما يكن في نيته فإن ماحدث يمثل (تعرية) لزيف ثوريته بل يصبح (فضيحة مدوية ) ووصمة عار في جبين حكومة ترفع شعار الحرية والسلام في عهد ديمقراطي..!!
*سنكتب ونكتب…!!*
التعليقات مغلقة.