الأبواب المغلقة عبد العزيز الحلو و الفولكلور اليهودي بقلم / محمد علي محمد
حملنا أقلامنا ، جعلناها سيوفا للحق ، نضيء بها في دياجير الظلام ، لأننا ننطلق من قاعدة فكرية و رؤية سياسية نؤمن بها و نقرها و هل هناك أعظم من الوطن و الوفاء له .
أقلامنا خلال المرحلة السابقة ، ايقظت الضمائر ، أزاحت الظلام ، دافعت عن قضايا الوطن ، فتحت الباب للقادة و السياسيين ، و أهل الفكر و الثقافة ، و تبنت العديد من القضايا .. زلزلنا أركان الفساد السياسي ، فتحنا نوافذ للحق ، ليدخل منها الهواء النقي .. فكشفنا زيف رؤى و سياسات عبد العزيز الحلو الخاطئة و المدمرة و المحطمة لأمال و طموحات الجيش الشعبي و جماهير الحركة الشعبية بمناطق سيطرته ( الأراضي المحررة) تناولناه بالنقد و التحليل العميق ، طرحنا الحل ، و كشفنا الأفكار المتقزمة و أضانا بنور رؤية السودان الجديد الأنفاق المظلمة ، و نطوي ايام الصمود لنفتح اليوم بأرقة أمل جديدة لفجر جديد نسعى لتحقيقه ، نعلم بعظم المسئولية التي نتحملها ، و المهمة الشاقة التي نضطلع بها … ستسهل كل صعب في سبيل الغاية التي نسعى لها ( تحرير جماهير الحركة الشعبية من قبضة الحلو ) و المبدأ الذي نؤمن به ( الحركة الشعبية للسودانيين جميعا ) بغرض مبادئنا في لقاءاتنا و منابرنا السياسية و مشاركاتنا في المؤتمرات الخارجية و عبر وسائل الإعلام المختلفة ، لاننا نكشف بأقلامنا المضيئة ظلام ما يخبئه الحلو و أعوانه (المنكسرين) لجماهير الحركة الشعبية و شعب جبال النوبة على وجه الخصوص ، لا مقصرين في كشف الغموض ، و لا مقصرين في أداء الرسالة التي تسألنا عنها الأجيال القادمة ، فنحن حملة رسالة و أصحاب تاريخ معروف ، ثباتنا و أخلاصنا لرؤية السودان الجديد و إحترامنا لوجهات النظر الأخرى ديدننا في الإنطلاق لتثبيت المبدأ الذي نسعى إليه .
لا تملق ، و لا رياء، و لا نفاق ، نقف مع الحق لنكشف للشعب السوداني و جماهير الحركة الشعبية خطل السياسات و الفساد و كيفية إدارة الحكم داخل حزب عبد العزيز الحلو ، نرسل سهامنا لتصيب الإعوجاج و مؤامرته القذرة تجاه شعب جبال النوبة و أي مبادرة تصب في مصلحة و إستقرار السودان ، فنحن نضيء الحقيقة و نضع الحلول ، و في نفس الوقت نحرق القلوب المريضة و السياسات القذرة و الرؤى المتقزمة ، تعودنا أن نصمد أمام العواصف الهوجاء ، لأنني دائما أردد و أؤمن بأن عاصفة الباطل لا تقتلع جذور الحق ، فإيماننا عميق ، و ثباتنا على مباديء و رؤية السودان الجديد راسخ ،و مبادئنا واضحة فيما يتعلق بالسلام و الإستقرار و حق الحياة .
لا نكتب من أجل الصدام ، و لا ندعو للإحتراب و لا التمزق و الشتات ، و لكننا ندعو إلى أن نحقق للسودان الأمن و الأمان و التنمية و السلام و الإستقرار ، نسعى دوما إلى إذابة جليد الإنتهازية ، يجب أن لا ينخدع الرفاق داخل( ضيعة ) الحلو ، فليس عيبا مراجعة المواقف ،و تصحيح الأخطاء التي إرتكبتوها في حق الحركة الشعبية لتحرير السودان ، و في تقزيم رؤية السودان الجديد ، و في شعب جبال النوبة ، و في السلام المستدام في السودان ، و في أنفسكم لأنكم ارتضيتم ان تكونوا ( دمية) في يد الحلو و أعوانه المتقزمين ، و علينا أن نزرع الحرية و السلام للجميع ، فالسودان الجديد و الطرح الجديد لن يجد له مكانة مع الخلافات و التصريحات و القتال القبلي بين أبناء و سكان السودان .
و جنوب كردفان على وجه الخصوص التي تحتضن الحلو و رفاقه المنهزمين ذاتيا و نفسيا ، تعج بكثير من القضايا المتداخلة و التي في مقدمتها قضية الملف الأمني و التفلتات الأمنية ، صارت في الأيام الماضية الحدث الشاغل لإنسان الولاية ، ثم هنالك تحديات تواجهها المنطقة وفقا لقراءة مسار المستقبل و ما يطرحه حزب الحلو من أفكار حافية القدمين و أراء منغلقة ، و مقاطعته لإجتماع أصدقاء السودان ، بتاريخ 12 أغسطس 2020 ( شركاء السلام المستدام في السودان ) و بمقاطعته الغير مبررة هذه ،وضح جليا بأن الحلو يريد عرقلة عملية السلام ، و إطالة معاناة الشعب السوداني و( شعب جنوب كردفان – جبال النوبة ) على وجه الخصوص ، و أن تبعات مقاطعته سيكون أثره على شعب جنوب كردفان بمختلف قبائلهم ، و التي شهدت توترات أمنية في الأيام السابقة و لعل المعارك الماضية بين النوبة و الحوازمة في منطقة خور الورل خير شاهد على حقيقة و هشاشة الإوضاع في جنوب كردفان .
و عبد العزيز الحلو و رفاقه من الحاقدين على المجتمع ، و بمقاطعتهم لأي مبادرة تتعلق بالسلام و الإستقرار ، أنهم يقرعون طبول الحرب بين مكونات جنوب كردفان السكانية ، و الرفاق و الجنرالات داخل ( ضيعته) في حالة غياب و إتخاذ موقف لصالح السلام و الإستقرار ، و هاهي روائح البارود تهدد مناخ جنوب كردفان – جبال النوبة ، و تنذر بميلاد شؤم جديد يضاف إلى قائمة كوارث عبد العزيز الحلو الإنسانية التي لا تنتهي (بجبال النوبة ) .
لست أدري تماما هل قصة الحاخام و الخنزير هي من قصص الفولكلور اليهودي أم أنها من قصص ما قبل النوم التي يحكيها الأباء و الأمهات الأسرائيليون لأطفالهم قبل النوم لهدف تربوي مستقبلي . بغض النظر عن المصدر ، فإن هذه القصة بإختصار تقول إن رجلا يهوديا صالحا ذهب إلى الحاخام يشكو إليه من قسوة الحياة ، حيث يعيش في حجرة صغيرة هو و زوجته و أطفاله الخمسة أو السبعة و أمه و أبوه في ظروف لا تطاق و حجرة مزدحمة لا يدخلها الهواء ، سمع له الحاخام بإهتمام ثم قدم له الحل و هو أن يشتري خنزيرا و يضعه معه في الغرفة يشاركهم فيها .أبدى اليهودي دهشته من الحل متسائلا : خنزير ؟! أكد له الحاخام ما قاله و شدد عليه ألا يعود إليه قبل اسبوع على مشاركة الخنزير لهم حجرتهم .
مر أسبوع عاد بعدها اليهودي الصالح إلى الحاخام و هو في حالة يرثى لها ، سأله الحاخام عن أحواله فشكا له إن أحواله باتت أسوأ بعد مشاركتهم الخنزير برائحته و عفنه و مخلفاته داخل ذات الحجرة ، فقال له الحاخام : أخرج الخنزير من الغرفة ، و أبلغني غدا كيف أصبح حالك ؟!
بالفعل حضر اليهودي الصالح إلى الحاخام في اليوم التالي بشوشا باسما و بادره بالقول : الأن الأحوال أصبحت أفضل بكثير .
هذه هي نفس السياسة التي يستخدمها عبد العزيز الحلو مع (شعب جبال النوبة و مع رفاقه من الجنرالات و الكومندرات في الجيش الشعبي ) السجن الطويل و الضغط الشديد حتى تبدو العودة إلى الأوضاع الأقل من الطبيعية إنتصارا و إنجازا يشعر به الطرف المقهور .
نستطيع فهم القبول بالنضال المسلح اكثر من ثلاثون عاما ثم نتائجها الهزيلة بمفهوم الواقعية المريرة ، أو مرارة الأمر الواقع ، رغم ذلك فإن السؤال المشروع بالتأكيد ، هل لنا أن نقبل دوما بالواقع المرير حتى لو بدا مرفوضا ؟ أم أنه يحق لنا أحيانا أن نتمرد على هذا الواقع ، أو أن نعلن موقف على الأقل ، عسى ان نتمكن من تغييره .
هلموا يا رفاقي الشجعان الرافضين لسياسات و مزاجية عبد العزيز الحلو في التعامل مع القضايا المصيرية و الإستراتيجية لإتخاذ موقف الذي يأمل البسطاء المقهورين داخل ( ضيعة ) الحلو أن يأتي معبرا عنهم ، و أن يكون في ذات الوقت رواق لسلام مستدام .
هذا هو المنطق الذي ينبغي أن يسود شكل العلاقة بين الحلو و الرفاق في الجيش الشعبي – جبال النوبة ، و هو الأساس الذي يمكن أن يكون مقبولا للقرارات الإستراتيجية ، و حتى لا تبقى جبال النوبة و شعبها دائما في وضع اليهودي الصالح في علاقته بالحاخام ، حتى لا تتحول جبال النوبة و شعبها إلى جزء من الفولكلور اليهودي .
التعليقات مغلقة.