الفترة الانتقالية الثانية

المحامي بارود صندل رجب

بالرغم من المشاكل التي تحيط بالبلاد وتمسك بها وتكاد تخنقها إلا أن بوادر الانفراج تبشر بغد مشرق،،توقيع اتفاقيات السلام هو منصة جديدة للانطلاق ،،،ومع إننا لم نتطلع بعد علي مجمل الاتفاقيات المسطورة في قراطيس عديدة،ولكن يكفي ما سمعناه من دهاقنة السلام الممسكين بالملفات الظاهرة والخفية،بان الأمور تسير نحو تأسيس جديد،،هكذا قال السيد معتصم احمد صالح مقرر الجبهة الثورية والناطق باسم حركة العدل والمساواة،،في وضوح لا يحتمل اي تأويل قافلا بذلك باب التخمينات التي تروج بأن الأمر لا يعدوا كونه ترقيعا لمؤسسات الفترة الانتقالية،،،بأضافة القادميين الجدد و استيعابهم في وظائف ربما تخلق خصيصا لهم،ولكن تصريحات معتصم قطعت قول المرجفين من أهل الحاضنة السياسية للفترة الانتقالية ،، ان تصفير العداد هو البداية الصحيحة لإعادة الثورة الي مسارها الصحيح بعد الانحراف الذي كاد أن يودي بالثورة الي مزبلة التاريخ وتصبح أثرا بعد عين ، يجمع الجميع تصريحا أو همسا بأن مؤسسات الفترة الانتقالية فشلت بامتياز في أحداث اي تغيير حقيقي في اي مسار من مسارات الحياة للسودانيين…بخلاف التغيير الي الاسؤا وحتي لا نبخس الناس أشياءهم فإن التوقيع علي اتفاقيات السلام سيظل مكسبا عظيما رغم ما صاحب من تأخير غير مبرر ، وسبب الفشل مرده الي البداية الخاطئة التي أوردتناالمهالك،،لله درك يا معتصم ان ما ذهبت إليه من ضرورة تصفير العداد والذي يعني فتح الوثيقة الدستورية للفترة الانتقالية علي مصراعيها،،ليس لإدخال اتفاقيات السلام فحسب بل للمراجعة الشاملة ،هو الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه،فهذه الوثيقة بشكلها الحالي لا تمثل إجماع أهل السودان ولا حتي اجماع مكونات ألقوي الثورية التي فجرت الثورية ،،،مثل الشباب والنساء،،وبعض القوي السياسية،،كانت الوثيقة تسوية بين قوي الحرية والتغيير والمجلس العسكري،،،وقد ولدت بتعسر شديد وبعد تدخل وضغط من الخارج،،وقد جاءت قاصرة عن استيعاب مطلوبات الفترة الانتقالية،وزاد الأمر سوءا التزوير الذي طرأ علي الوثيقة ووضعها في موضع الاتهام والطعن أمام المحكمة الدستورية،،سبق ان عددنا مثالب الوثيقة في مقالات وبينا الخروقات ولا مجال لتكرارها،،وصفوة القول ان فتح الوثيقة وإعادة صياغتها بصورة شاملة يعني إعادة الأمور الي نصابها ووضع الحصان أمام العربة واستعدال للصور التي ظلت مقلوبة منذ الثورة،،ونهمس في أذان القادمين الجدد من قيادات حركات الكفاح المسلح، الا ينسوا أو يتناسوا ان تحقيق قدر من الوفاق الوطني وتقليل الاحتقان السياسي،سيظل مدخلا آمنا للخروج من عنق الزجاجة ومن انسداد الأفق السياسي،،، ان تجربة السودانيين في احترام المواثيق والعهود بائسة ولا يحتذي بها،،الأصل عندنا نقض العهود فما نكتبه ونتواثق عليه مجرد تكتيكات لا تسمن ولا تغني من جوع إلا لقلة منتفعة وصاحبة أجندة خبيثة،،أمامنا فرصة للجلوس حول مائدة مستديرة ،،وعلي قدم المساواة لإدارة شاننا،هذا هو الطريق ونأمل أن يسلكه الجميع،،،

 

التعليقات مغلقة.