القيادي بالجبهة الثورية ، مسؤول شؤون التنظيم “محمد عبدالله ادريس “في حوار الساعة مع (ماسة نيوز) حول ملف “السلام”
علي الدولة توسيع الحاضنة الساسية لمواجهة التحديات السياسية ، الإقتصادية ، الإجتماعية والأمنية لهذه (.....) الأسباب نقدم جملة تنازلات من أجل أن يتعافى السودان آن الآوان لأن تنتهي سياسة الإقصاء والتهميش التوقيع ادخل البلاد في مرحلة جديدة تختلف كثيرا ًعن سابقتها إلزام الجميع بمخرجات السلام وإنزالها علي أرض الواقع السلام تغيير حقيقي للقوى الثورية من "الحرب إلي السلام" لا أعتقد أن هناك خفايا حول التطبيع مع اسرائيل أكثر من المصلحة الوطنية حوار : نسمة علي ابوخماشة
مرحلة جديدة ادخلها التوقيع النهائي للسلام بمنبر “جوبا ” الذي تم في الثالث من أكتوبر الجاري لى البلاد تختلف كثيرا على العهود السابقة وذلك بانتقال النمط السياسي العام من مرحلة “النزاع والحروبات ” الى مرحلة “الأمن والسلام” ، تأملات وهتافات واهازيج واحلام بواقع رحب تنعكس إيجاباً على (الإقتصاد ، الأمن والإستقرار) ثم الخدمات والتنمية المستدامة، عقب ذلك التوقيع.
(ماسه نيوز) في حوار ملف “السلام ” مع القيادي بالجبهة الثورية ، مسؤول شئون التنظيم ، محمد عبدالله ادريس لتقصي الأوضاع عقب التوقيع ومخرجات ما بعد التوقيع .
• في البدء ما هي الرؤي حول الراهن السياسي للبلاد من واقع سلام جديد ما زالت مقتطفاته تعلو رحباً وسلاماً ؟
= اولاً أهنيء الشعب السوداني على توقيع السلام، الذي ادخل البلاد في مرحلة جديدة تختلف كثيرا عن العهود السابقة، نسبة لأن النمط السياسي العام لكل القوى الثورية يتغير من حرب إلى سلام، والإنتقال من أخذ الحقوق باليد إلى سيادة القانون.
لا شك للسلام انعكاسات اخرى إيجابية على الإقتصاد والأمن والإستقرار ثم الخدمات والتنمية المستدامة، بوضع الإستراتيجيات للتنمية الإقتصادية وبناء العلاقات الإقتصادية وفق خارطة مستقبلية في وضع السياسات الإستثمارية مع العالم الخارجي.
وبالنسبة للأحزاب التي تريد أن تمكن نفسها بالانتقالية مرفوض جملة وتفصيلاً التميكن بالفترة الإنتقالية وعلى الدولة توسيع الحاضنة الساسية لمواجهة التحديات السياسية، الإقتصادية ، الإجتماعية والأمنية، التي كانت الانقاذ سببا ً فيها باعتبارها المسبب في خلل المنظومة الإقتصادية والأمنية التي انتهجت سياسة التمكين وإقصاء الآخر.
نحن بالجبهة الثورية بعد تحقيق السلام والإستقرار بمناطق الحروب، نقدم جملة تنازلات ملموسة في صناعة القرار السياسي من أجل أن يتعافى السودان من عاهات كثيرة أضرت بمسيرة النهضة والتطور، وندعم فكرة المؤتمر الإقتصادي ونشجعه لمواجهة الواقع الاقتصادي وحل المشاكل من جذورها .
• كيف يتحقق السلام النهائي علي ارض الواقع؟.
= السلام النهائي يتحقق بالوقف النهائي للحروب وإسكات صوت البندقية للأبد والوصول لحلول دائمة ترضي جميع الأطراف، وذلك بإتباع خطوات ما جاء في إتفاقية السلام بالشفافية والمصداقية وتحمل المسؤولية الوطنية بالمبادئ الأخلاقية وإلزام الجميع العمل بالمخرجات النهائية وإنزالها على أرض الواقع.
• التطبيع مع اسرائيل ماذا وراء الامر؟ نظرتك من رؤية وطنية!
= التطبيع مع إسرائيل من ضمن إستراتيجية الإنفتاح مع دول العالم وعدم التخندق في علاقات محدودة غير مفيدة. لا أعتقد أن هناك خفايا في الأمر أكثر من المصلحة الوطنية، لكن بعض القرارات المصيرية يجب أن تتخذ بمشاركة واسعة من أصوات الشعب السودانى، لأن الكل ينظر بزاويته الخاصة، وله الحق أن يدلي برأيه، ثم القرار الديمقراطي.
• ماهي خطط الحركات المسلحة بعد السلام ؟
= دور الرفاق في حركات الكفاح المسلح، دور وطني ينطلق بمبدأ المسؤولية التاريخية لإنجاز إتفاق السلام وعكسها علي أرض الواقع، وذلك بالإنخراط في العمل السياسي المدني ومخاطبة الجماهير بخطاب السلام وبلغة السلام، ويتم ذلك بإلتزام الجميع بمخرجات منبر جوبا.
معلوم السبب الرئيسي في إخفاقات الحركة السياسية السودانية هو ثقافة الإقصاء وعدم قبول الآخر، التي تمثل عدم الإرادة الوطنية الحرة الداعمة للديمقراطية ودولة المواطنة المتساوية.
• ما هو دور الحركات المسلحة بعد التوقيع النهائي ؟ وهل لكم روى وخطط للاصلاح وما هي ؟
= لا بد من الإتفاق على خارطة طريق يتم تنفيذها وفق برنامج زمني محدد من أجل الوصول إلى أهداف سامية من بينها الوصول إلى منظومة قوي إعلان الحرية والتغيير التي تسع الجميع. وبالتالي يجب أن توقع التنظيمات على ميثاق ملزم بالعمل سوياً وفق خارطة الطريق المتفق حولها، وأن يتم التحرك بشكل جماعي لا فردي، وهذا يثبت جدية كل تنظيم أو فصيل في العمل الوطني المشترك، مع جميع الأحزاب وحركات الكفاح المسلح ومنظمات المجتمع المدني، والعمال المهنيين وفروع الحرية والتغيير بالأقاليم، ولجان المقاومة وجميع قوي الثورة السودانية بلا إقصاء لجهة تكون جزءاً من هذا التحالف العريض من الإصلاحات أن تتم التعديلات وفق ورش عمل.
• ما تعليقك عن أحداث الشرق وقضاياهم بعد توقيع اتفاق السلام؟
= تابعنا أحداث الشرق بقلق، ولا نريد أن ندخل في أزمات جديدة تعيق التعايش السلمي بين مكونات الشعب السوداني وتشرده أكثر من الذي يعيشه الآن. يجب أن تحل قضايا الشرق بمنظور أهل الشرق، والإستماع الجيد لمطالب أهل الشرق قبل الشروع في إتخاذ القرارات ولابد أن تكون لهم وضعيه خاصة تشمل الحلول كآفة.
• كيف تقيم المنبر الإقتصادي الذي تم خلال الايام الماضية ؟ وماهي المكونات التي تحتاجها البلاد لبناء دولة الديمقراطية ؟
= ندعم الفكرة والمؤتمر الإقتصادى بالخطوات الإيجابية نحو البحث في الحلول العلمية، ومنها وضع الخطة الإستراتيجية المستدامة لإقتصاد قوي ومعافي.الجبهة الثورية رؤيتها واضحة في بناء الإقتصاد الوطني، وذلك بإتباع الخطوات العملية والإستفادة من المقومات الإقتصادية الموجودة في الداخل، من إنتاج زراعي وحيواني، معادن وبعض الصناعات التحويلية. الإقتصاد يحتاج لمعالجات تلقائية وفقاً للخطة المتبعة وبعد التوقيع اختلفت الرؤى ولا نريد إقتصاد يرتكز على المعونات والهبات والمنح، والمعالجات الآنية التي لا تستمر لفترات طويلة. إذا أردنا إقتصاد يقف على أرجله قوياً ويمشي معتمداً على نفسه، يجب أن نطبق لغة الأكاديمية الإقتصادية البحتة، لا للتخبط وتجريب ما كان مجرباً من قبل، وكذلك معالجة أوضاع المنتجين في كل القطاعات وخاصة القطاع الزراعي.
• حال النازحين بمعسكرات النزوح واللاجئين كيف يكون مع تحقيق السلام ؟
= النازحون هم أهل المصلحة الحقيقيين ويعرفون الطعم الحقيقي للسلام وأهميته. وطلباتهم واجبة التنفيذ، مثل المساعدات الإنسانية وترتيبات التوطين وإعادة التوطين وحقوق الملكية والسكن والتعويض، وخلق الظروف الملائمة للعودة وتوفير الدعم الدولي، وغيرها من الحقوق الدستورية. لا صوت يعلو فوق صوت النازحين، كل الإحترام والتقدير، يجب أن يقدم إعتذار رسمي من الدولة لهؤلاء الفئة المنكوبة.
• تناول منبر “جوبا ” قضية الكنابي كواحدة ضمن القضايا المطروحة ماذا جري فيها ؟ وهل ثمة اصلاح وتغيير حقيقي للقضية وانت مسؤول شؤون التنظيم والادارة بمؤتمر الكنابي؟
= عندما نتحدث عن قضية الكنابي، نتحدث عن أغلبية صامتة وسط السودان، أغلبية مهمشة بالإقصاء السياسي من كل الحكومات المتعاقبة على إدارة البلاد منذ العام 1956 وحتى يومنا هذا ، الكنابي من القضايا المهمة التي تحتاج لحلول عاجلة بدون مراوغة سياسية وتسلق إنتهازي عشوائي مع تجاهل المطالب تناول منبر جوبا قضية الكنابي بصورة سطحية بدون التعمق في جذور الأزمة وتم تأجيلها في موعد لم يحدد حتى الآن.
المهمشون في الكنابي من المجتمعات التي ظلمت طوال الفترة الماضية، الأمر الذي جعلنا نفكر جلياً في المستقبل من أجل إنتزاع حقوقنا بطرق مناسبة تمكننا من الإعتراف بنا من قبل الآخر“ نحن بمركزية مؤتمر الكنابي طرحنا المشكلة مع الحلول، لأن طرح المشكلة والبكاء عليها لا يكفي، بعد تشخيص الأزمة وضعنا نقاط مهمة للحلول الجذرية منها الإهتمام بقضايا التهيمش، وتلبية مطالب المهمشين من سكن وماء وصحة والمشاركة العادلة في مؤسسات الدولة ، ودراسة ظاهرة الكنابي وأسبابها ودوافعها وحجمها ومدى تأثيرها سواء كانت على مستوى الأفراد أو الفئات. بجانب الشفافية والحرية في طرح المشكلة وفتح الحوار حولها وعدم تغييبها أو تأجيل النظر فيها لأن ذلك يخلق تراكماً يزيد من حجمها وتأثيرها ويعقد الحل الممكن اليوم تجاهها. والتضحية إذا تطلب الأمر بشيء في اتجاه الحل أفضل من ترك التهميش دون حل. إنشاء مفوضية تهتم بشؤون الكنابي تتحمل بعض المسؤولية في مواجهة التهميش والقضاء عليه.
أخيرا … التحديات التي واجهتكم بالجهة الثوية ؟
= التحديات تكمن في قبول الآخر والعمل بروح الفريق الواحد لإنتشال أزمات البلاد من مستنقع التخلف والإنكفاء الجهوي إلى التنمية والتطور. وكيفية تحقيق المشاركة العادلة في توزيع السلطة والسماع لصوت الشعب بدون إقصاء. وقوي إعلان الحرية والتغيير، يجب أن تتسع للجميع وبالتالي لا بد توسيع الحاضنة السياسية للحكومة الإنتقالية، وهذا يعني مشاركة الجميع في إتخاذ القرارات، وتنتهي سياسة الإقصاء والتهميش، والتأكيد للجميع أن حكومة الثورة مختلفة عن الحكومات الإقصائية السابقة، والتغيير حقيقي ولا يمكن لأي حزب أن ينتهز فرصة وجوده في السلطة ويمارس نظرية التمكين وإقصاء الآخرين.
التعليقات مغلقة.