(شمال كردفان) … الثابت والمتحرك ..! بقلم : إبراهيم عربي 

سألني كثيرون من أهلي الكردافة (الناس القيافة) المهمومين بأمر شمال كردفان التي إختطفتها فئة (نكرة) باغية حين غفلة من أهلها، شوهوا وبدلوا وحرفوا وزوروا الكثير من الثوابت ، خلقوا الفتن بين أهلها ، وعطلوا مشروع النفير الذي إلتفوا حوله ، فأوقفوا عجلة المشروعات التنموية والخدمية بالولاية ، بلا شك أن هؤلاء ما كان لهم أن يتجرأوا لذلك كله لولا أنهم وجدوا البلد مكشوفة لهم في السهلة (البلد الما فيها التمساح يقدل فيها الورل) !.
سألني أهلي الكردافة إلي أين نحن مساقون ؟ في ظل هذا الوضع الذي أصبح متحركا بتوقيع إتفاق السلام في جوبا بين (الحكومة الإنتقالية والجبهة الثورية) في الثالث من إكتوبر 2020 المعروف ب(إتفاق المسارات) وتلكم المصفوفة التي إنطلقت بإدراج الإتفاق بالوثيقة الدستورية خلال (10) أيام وبداية إستيعاب أعضاء الإتفاق بالمجلس السيادي خلال (17) يوم ومن ثم الحكومة التنفيذية والمجلس التشريعي .
الإتفاق أعلاه رغم تحفظاتنا المتعددة عليه من حيث المآلات والدعم السياسي والتنفيذي والمالي ، ولكنه إتفاق قد حرك ساكن الولايات والتي ستصبح أقاليم خلال فترة لا تتجاوز (60) يوما  ، ومن بينها شمال كردفان والتي ستصبح (إقليم كردفان) ويشمل الولاية الحالية ونصفها الآخر المفقود (دار حمر) في غرب كردفان بإعادته إليها ، علي أن يستمر نظام الولايات (6) أشهر حتي عقد مؤتمرا لنظام الحكم خلال (6) أشهر لمراجعة الحدود ومستويات الحكم وهياكل وصلاحيات الأقاليم ، إذا لابد لحكومة الولاية من خطة خلال ال(6) أشهر .
علي كل صدق أمير أمراء السودان عبد القادر منعم منصور عندما قال لمولانا أحمد هارون ساعات تنفيذ ضم دار حمر مجددا لولاية غرب كردفان ، قال الأمير أن دار حمر إما ان يصبح ولاية بذاته أو يعود يوما إلي نصفه حيث لا ينفصل عنه !، إذا الوضع أصلا متحرك ، فالثابت الوحيد أن هنالك مجتمع يطلق عليهم (الكردافة) او (القوازة) كما يسمونهم اهل جنوب كردفان ، ولذلك أعاد مسار الوسط والذي ضم (الخرطوم ، شمال كردفان ، الجزيرة ، النيل الأبيض ، سنار) أعاد التوأمين لأن يصبحا إقليم كردفان .
(مسار الوسط) كما قال عنه القائمين عليه (مسار خدمي) معني بمعالجة قضايا التنمية والخدمات وله صندوق داعم للتنمية يسمي (صندوق السلام للتنمية) ، وقد ظللنا منذ وقتها ننتظر توضيحا من الأخ يسين جعفر عثمان الذي فرضوه سيدا علينا مسؤولا عن مسار الوسط ، إنتظرناه ليخرج علينا من قوقعته بكلمة يخبرنا من خلالها عن الثابت والمتحرك في شمال كردفان ، ولكن مع الأسف لازال الرجل متواريا عن الأنظار متمترسا خلف أجندته ! أين إنت ياياسين ؟! .
ولكننا إجتهدنا وبحثنا بين سطور الإتفاق ، فوجدناه (مسارا بلا سنون) بلا جيش وبلا وقف عدائيات وبلا ترتيبات أمنية وبلا لاجئين وبلا نازحين ، مسارا وسطيا (مسارا للتنمية والخدمات) ، وبذلك تصبح الأوضاع في إقليم كردفان متقلبة ما بين الثابت والمتحرك ، ولكن مادام الامر (تنمية وخدمات) ، أهلي الكردافة أنسوا الخلافات حالا واقبلوا ببعضكم بعضا ولا عاش من جاء ليفرق بيننا ، فلا بد لنا من البحث عن مشروع يلتف فيه جميعنا (الكردافة) لأجل التنمية والخدمات ، واعتقد أن أي إنتظار او قوقعة او تأخير سيقودنا لعض أصابع الندم واهلنا بقولوا (ود البدري سمين) !.
ولذلك أعتقد مهما بحثنا بتجرد وإخلاص بمنهجية علمية قد لا نجد أفضل من وثيقة نفير نهضة شمال كردفان والتي عكف عليها نفر من أميز الخبراء والمختصون من بني جلدتنا ، ولكنها أيضا عملا من صنع البشر وليست قرآنا منزلا ، فلا بأس أن نخضعها للتقويم والتقييم والمواكبة والمواءمة وفق مستجدات الأوضاع (إقليم كردفان) .
المتابع يجد أن وثيقة نفير النهضة قد جاءت وفق رؤية ورسالة وأهداف استراتيجية ، تدعو لمشاركة جميع شرائح المجتمع بالرأي والجهد والمال في تحديد الأولويات وتخطيط وتنفيذ المشروعات لتحقيق تنمية شاملة متوازنة تحسـن مسـتوى المعيشة والخدمات العامة بنسبة لاتقل عن 90% وتساعد في زيـادة دخل الأسرة وتنهض بالإنسان ثقافياً واجتماعياً وتحقق هوية اقتصادية تساهم بها في الدخل القومي .
وقد جمعت الوثيقة أهل الولاية بمختلف إثنياتهم وآيديلوجياتهم السياسية رجالا ونساء ، كهولا وشبابا وطلابا بمختلف مهنهم فجميعهم شركاء في التنفيذ والمتابعة والمراقبة ، ولازالت بعض مشروعات النفير في التنفيذ وله أصول ثابتة ومنقولة ، ولذلك نهمس جهرا في أذن الوالي خالد مصطفي عليك بتلك المشروعات لإنقاذ حكومتك من التوهان .
المهم أن جميعنا يعلم بأن للكردافة مشكلة مزمنة ومعقدة مع (المياه والصحة والطرق) وأن مشكلتنا مع (الجفاف والتصحر) يعلمها القاصي والداني وبسببها تتابعت الأزمات حتي سببت أزمة المياه (عقدة نفسية للكردافة) اينما ذهبوا لداخل الولاية أو خارجها حتي الذين غادروا السودان ، كما كانت أيضا سببا في تدمير التعليم ، وكذلك أصبح وضعنا معلوما بسبب إنعدام الطرق وتدني خدمات الصحة فلا داعي لكشف الحال .
علي كل نحن الأدري بواقعنا ، ويجب علينا أن نقر بأن هنالك مشكلة جاءت الوثيقة لمعالجتها وأن هنالك خطوات جانبها الصواب وأخري غير موفقة بسبب تطبيق الوثيقة ولكن لا أعتقد بسبب الوثيقة نفسها ، فلا مانع كما ذكرنا آنفا أن نخضعها للمراجعة والتقييم والتقويم ، فإن كانت لنا وصية نقولها (اهلي الكردافة ولاية او إقليم أبقوا عشرة) !.
عمود الرادار … الثلاثاء السادس من إكتوبر 2020 .

التعليقات مغلقة.