تقرير : صلاح الكامل يكتب  كلنا وطن .. نقوش علي حافة الضائقة !(1)

 

لان الوطن للجميع ولكل حزبه ومنهاجه، وقد جاءت ثورة ديسمبر وهي نتاج جيل واعي وراقي، تمثل تتطلعات وآمال هذه الشعب الكريم فان حد المواطنه وحقها يعطيك الحق كاملا ان تفكر وينظر نتاجك وان تقول ويسمع رايك، فانت وانا وهو وهي داخلون ضمن اول شركة شهدها التاريخ وقد اسسها الماثور (الناس شركاء في ثلاث:- الماء والكلاء والنار) فمعرفة الحقوق واخذها بالوسائل المعتد بها، قيمة انسانية كبري وميزة للحاكم والمحكوم والحكومة تصنفهم ضمن المتحضرين واضعهم في مصاف الرقي القيمي ومدارج التطور الحضاري، وكثيرا ما اشعر بحالة من الاشفاق علي الذين وقع عليهم الاختيار -بعد سعي منهم – لتحمل مسئولية ادارة مصائر الناس والبلد بحالها وجلالها، فرغما عن عظمة الثورة فجل من استوزر وتولي لم يكن بالاستعداد الكافي من جهة الملكة والقدرة ليسوس امور الناس وينهض باعباء خدمتهم، فالعلة في المحاصصة وآلياتها بمختلف مسمياتها (كفاءة، نشاط وثورية) فيلزم مراجعتها والزام الكل بالضابط والمعيار فقد ذهب زمان (الدغمسة).

( 2 )

يعتبر الاقتصاد الاخضر الذى يعتمد المنتجات الزراعية العلاج الناجح الناجع والبديل الواقع النافع، بلحاظ ان البلاد تمتلك الاراضى الشاسعة الخصيبة والمياه الوفيرة التى حباها الله وقد جاءت موزعة بشكل يجعل الحصول عليها والاستفادة منها امرا يسيرا.. الصمغ العربى والذى كانت البلاد فى قيدومة الدول المصدره له مع شقيقه القطن طويل التيلة وقصيرها، فقط يحتاجان لعملية انعاش عاجلة بمثابرة ،علمية ،بجد واجتهاد.. الذهب الذى زادت كمياته بعد الاكتشافات الاخيرة التى بشرت به وفيرا فى مناحي شتي من البلاد، هذى البدائل اذا ما اخذت حظها من الاهتمام، فسيشهد اقتصادنا نهوضا من بعد ركود، لن نبرح حتى نؤكد على ان المواطن ومعاشه يُعد فى صدارة اولويات (الحكومة) التى لا تحتمل التاجيل . . الضائقة المعيشية التى يعيشها المواطن السودانى فى كل مناحى حياته وتحكم قبضتها عليه فى المأكل والملبس الى العلاج والتعليم كلها كادت تُدخل (محمد احمد المسكين) فى حالة دوار قد يفضى الى (جنون)!..السوق يرتفع (يوماتى)!، مارثون الاسعار يواصل العد حتى اضحت (قفة الملاح) بعيدة المنال وحلما صعب التحقق !، امست (كبسولة الدواء) مُحالا لايتأتى الا لاهل السعة من علية القوم ! وصارت(حقيبة الدراسة) ومستلزماتها تصيب (الدُخرى) الاسرى المنهار اصلا بالاضمحلال الحتمى..
حتى تخف اعباء ضغط المعاش على المواطن (اذا لم ترفع بالكلية) يلزم اعتماد سياسات فاعلة وتحت الاشراف المباشر من القيادة العليا فى الدولة والا تترك لادارات وولايات، يعيق الاولى تضارب وتقاطع الصلاحيات ويُقعد الثانية البُعد الجغرافى وضعف التفاعل مع القومى( جل ولاياتنا تغرد فى اسراب المحليه البحتة!)..السياسات التى تحل ضائقة المعاش تبدأ بترشيد الصرف فى كل مفاصل الدولة سيما فى بعض اجهزتها والتى تمارس الصرف (البذخى) على امور (فراغا)، (فرملة) مكينة الفساد التى تتطلب إعمالا عاليا لمبداء الشفافية، ان تسترد اموال البلاد التى خرجت من هذه نافذة الفساد والاهتمام بمعاش المواطن ايجادا ،رقابة ومداومة ..واجب الدولة رفع المعاناة عن كاهل المواطن وتدبير امر معاشة اما تدبير امر معاده فيليه ولاتسأل عنه حكومتنا (السنية).

(3)

اعادة الحياة لمشروع الجزيرة بعد ممات واسترداد وصلة خط السكك الحديدية بعد انقطاع، انعاش الصمغ العربي و(رفرش) الثروة الحيوانية وبعث شركاتنا الناقلة بحر وبرا وجوا بعد اضمحلال وتلاشي وتعافي دور مشافينا وادارة مكائن مصانعنا، هذا كله ليس بمستحيل التحقق والذي يحتاج لارادة وعزيمة وعلم ومعرفة، تتوفر عليها الثورة المجيدة، ربما يفتقدها القادمون لدهاليز السلطة من الفيافي والقيع والاسواق والمدرجات الباردة عبر احزاب وحركات (مسلحة اومصلحة) قد تفتقر للمنهج والخطط وتفتقط معرفتها في : كيف تحضر وتشهد تقسيم كيكة السلطة تحت اي لافته جاءت؟!، لا نتوقع نهوضا من (قاعدين) ولا ابداع وابتكار ممن هو (خالي الوفاض)..
هذي البلاد الرحيبه لا تحتاج لاكثر من عقول عارفه خبيره وبصائر ناظره دبيره وارادة نافذه بقوة وطهارة (الاداة) والمقصد وشفافية (الاداء) والمعيار، فوقت الناس هذا لا يحتمل تاخيرا، فاليعتمل ما يقدم وما ينفع الناس وليذهب الزبد.

* خروج:

بما سبق نقدم بين يدي من ولاه الله امرنا(سياديا وتنفيذيا) حزمة رؤي ولفيف افكار و عدة ملاحيظ نأمل ان تجد العناية والتقييم والتقويم وان تدخلنا تحت طائلة (.. ان تناصحوا من ولاه الله امركم)، فاليتنادي اهل الدراية والخبرة والمعقول والمنقول لملتقيات بلا سقوف وبدون اطر، اللهم الا شعار (كلنا وطن) عسي ان نجد الشفاء من العلل والفرج عند الضوائق ويتسيد شعبنا (المعلم) علي نفسه بلا هوان، وان تسير بنا (القيادة) في مسالك الرشاد والنفع بلا وعثاء او رهق.

منقول من صحيفة الانتباهه الصادره اليوم الجمعة2/10/2020م صفحة10

التعليقات مغلقة.