(ماسه نيوز ) في حوار مع مسؤول ملف الأسرى والقيادي بالجبهة الثورية ادريس محمود لقمة

لهذه (.....) الأسباب تم تكوين لجنة عليا "بسلام جوبا " لمتابعة مصير الأسرى هنالك اكثر من (500) أسير اختفوا من الساحة ولم نجدهم حتى الآن القانون الدولي يرفض محاكمة "الاسرى" والحكومة السابقة كانت تتحايل عليهم وتحاكمهم السلطة الآن عرجاء ولابد من إيجاد حاضنة سياسية لإنتشال "الوطن" حمدوك أول حكومة جاءت بالإجماع الشعبي وعلى الجمهور الوقوف معها التغيير القادم أقرب "للنجاح" من "الفشل

حوار : نسمة علي ابوخماشة
أين ذهب الاسرى والمختفيين قسرا من الاشاوش والمفقودين ؟. أين أماكنهم ومضاجعهم؟ تساؤلات عديدة وضعتها (ماسه نيوز) على منضدة مسؤول ملف الأسرى والقيادي بالجبهة الثورية إحدى مكونات قوي الحرية والتغيير ، عضو وفد التفاوض في محادثات “ابوجا” إدريس محمود لقمة بعد عودة طالت (18) عاماً الى ربوع الوطن عقب اسقاط نظام “الدكتاتور” عمر البشير في مهمة إطلاق سراح الأسرى والمحكومين لحركات الكفاح المسلح في حوار الراهن السياسي … فالى ما جاء بمستخلص المثير بالإفادات.
• ماذا عن ملف “الاسرى ” من تحقيق سلام جوبا الجاري الآن ؟ وهل هنالك مراعاة للقضية من داخل المنبر؟
= قضية الأسرى من المعلوم إنها لم تبارح التفاوض من يومها الأول لإيماننا القاطع أن الحريات التي نعيشها والتغير الذي طرأت عليه الدولة السودانية كانت ثمرة نضالات الشهداء والأسرى والمختفيين قسراً من الأشاوش، وقد ورد ضمن بنود الإتفاق على تكوين لجنة عالية المستوى مناصفة بين قيادات الجبهة الثورية والمجلس السيادي بصلاحيات واسعة لمتابعة ومعرفة مصير الأسرى والمفقودين وكل الملابسات التي تحيط بهم فى فترة زمنية وتبدأ عملها خلال شهر من توقيع الإتفاقية وتبت فى أمرها وترفع تقريرها النهائي فى غضون ثلاثة أشهر، كما ورد فى المادة (26/8) من ملف الترتيبات الأمنية ، وسوف تصل هذه اللجنة الى فك كل الطلاسم فى ما يتعلق بالأسرى والمخفيين قسراً ومن هم فى السجون من اتباع حركات الكفاح المسلح.
• ماهي الأعمال التي قمتم بها داخل حركة العدل والمساواة وما موقف الجبهة الثورية من السلام الموقع ؟
= في البدء كنت مسئولاً عن الحركة في أيرلندا، وتوليت هناك ملف الأسرى والمسجونين والمعتقلين والمحكومين في حركة العدل والمساواة. ومعلوم أن للجبهة الثورية موقف ثابت وهي تعبرعن إرادة الشعب السوداني، وسعت الجبهة الثورية بايادي بيضاء وصدر مفتوح تجاه السلام وقابلها نفس المشاعر من الجانب الآخر من الاخوة فى مجلسي السيادة والوزراء وبالعمل المتجانس المبني على الإرادة الحقيقة لتحقيق السلام من الجانبين قد ساهم فى تحقيق “الحلم السوداني” التي غابت فى كل إتفاقيات السلام المبرمة والتي وصلت عددها حوالي (54) إتفاقية.
قضية السلام الموقع بالأحرف الأولى فى جوبا بالنسبة للجبهة الثورية تعتبر امراً فى غاية الأهمية. فقد خاطبت الإتفاقية عبر منبر منبر جوبا جذور القضايا السودانية الشائكة والمسكوت عنها عبر السنين ، بطريقة شمولية واذا نظرنا الى كل الإتفاقيات التى تم توقيعها من قبل كانت ترتكز فى منطقة جغرافية محددة دون مخاطبة قضايا الوطن والمظالم مع بعض ومعلوم أن الدولة جسد واحد ولا يمكن ان يتم علاج الراس او الأرجل وترك الأيادي وغيرها.
سلام جوبا خاطب قضايا شرق السودان والكنابي والمناصير وقضايا فى النيل الأزرق وجنوب كردفان ودارفور وغيرها، وأن الجبهة الثورية وحلفائها فى العملية التفاوضية راضون بمخرجات الإتفاقية ونظن إنها من أكثر الإتفاقيات المثمرة ، إذا وجدت حظها من التطبيق وتفاعل الشارع السوداني والمتضريين فى مناطق الحروبات ، ونريد أن نؤكد عزيمة وإصرار اطراف التفاوض والشركاء والمسهلين من المجتمع الدولىل تلعب دوراً محورياً فى إنزال الإتفافية على أرض الواقع بضمان شعبنا الذى يتطلع الي سودان افضل.
• قراتك للمشهد السياسي الآن و الرأي حول حكومة حمدوك الحالية ؟
= الاَن هنالك سلطة دون حاضنة سياسية متوافقة او متجانسة فى ما بينها ما يجعل الأمر غريباً بعض الشيء حيث أن بعض مكونات الحاضنة السياسية بدلا من وضع برامج وخطط للسلطة تترك كل ذلك وتنزل الي الشارع وتهتف برفض قرارات السلطة وكان الأولى لها أن تصحح الأمر قبل أن يصبح قراراً ، ونتيجة لهذا التخبط جعل السلطة عرجاء لذا لابد من إيجاد حاضنة سياسية متزنة لديها القرار والرغبة فى إنتشال الوطن بدلاً من تسديد الضربات لنيل المكاسب او إضعاف بعض الخصوم من الشركاء فى السلطة. والحاضنة الجديدة بعد السلام فى إعتقادى تضم الراغبين فى الإصلاح من مكونات الحرية والتغير وشركاء السلام فى الجبهة الثورية ولجان المقاومة التى يتم تصعيد مركزيتها من الأعضاء فى المحلية ثم الولاية ثم الإقليم .
وحكومة معالي الدكتور حمدوك رغم الظروف القاسية التي تمر بها تمكن فى فترة قصيرة من إنجاز ما عجزت عنه حكومات حكمت عدة سنوات ألا وهى عملية وقف الحرب ونزيف الدم وتوقيع سلام بالأحرف الأولى ويتبعها التوقيع النهائي فى الثانى من اكتوبر المقبل.
حكومة حمدوك ورث حكومة منخورة ومثقلة بالديون والفساد وذلك يتطلب بعض الوقت لنمو النبتة الجديدة ليحل محل الشجرة الساقطة ولكن مع الظروف الإقتصادية الطاحنة تجعل الشعب بتململ رغم أن قلبها مع السلطة. وتعتبر هذه الحكومة أول حكومة اتت بالإجماع الشعبي فلذا يستوجب على الشعب الوقوف معها لتجاوز المحنة واى إنتكاسة يعنى إنتكاسة الثورة والعودة الى المربع الاول.
• دعنا نرجع قليلاً حول ملف الأسرى وماذا جاء به؟
= ملف الأسرى واحد من القضايا الشائكة، ومع وجود الحرب لابد أن يكون هنالك أسرى منذ توقيعنا لاتفاقية بناء الثقة بجوبا فى اكتوبر الماضي للدخول فى التفاوض بيننا والحكومة الإنتقالية مثتمثلة فى مجلس السيادة والوزراء ، نحن في الجبهة الثورية رأينا واضح منذ البداية بأن هنالك أسرى لابد من إطلاق سراحهم ، وكذلك قضية توصيل الإغاثة تعتبر من قضايا الملحة لبناء الثقة قبل ان نخطوالى التفاوض وتمت الإستجابة وبالتالي تكونت لجنة الاسرى وايضا لجنة المسار الإنساني لفتح المسارات وتوصيل الإغاثة ولجنة ثالثة للتفاوض السياسي لجنة الأسرى تكونت من جانب الحكومة والجبهة الثورية المسلحة وقدمنا الي الخرطوم ممثلين لقوي الكفاح المسلح والحكومة وقتها سمت لجنتها باسم لجنة القرار (80) وتم دمجهما مع لجنة الجبهة الثورية وتم إنجاز الكثير من الأعمال قبل أن يتم تجميد اللجنة فى الطرف الحكومى وانجزت الكثير فى معرفة الأسرى والموجودين داخل السجون والمعتقلين منهم وعملنا على تصنيف الأسرى إلى قسمين فهنالك أسرى محكومين وموجودين في السجون ومعروفين حتى لأسرهم وذويهم، من بينهم أسرى يتبعون للحركة الشعبية وأسرى يتبعون لحركة العدل والمساواة وآخرين لحركات التحرير المختلفة وهنالك أسرى آخرين تم أسرهم بمعلومات من الأجهزه الأمنية القديمة وغيرها ولكن تم إختفائهم من الساحة بشكل نهائي ولا يعرف مكانهم بمعنى انهم َمخفيين قسرياً على مدى سنوات.
• كم إعداد الأسرى المخفيين وماذا عن الموجودين الآن داخل السجون؟
= الأسرى المخفيين حوالي (500) أسير يعود بعضهم إلى معركة امدرمان فى العاشر من مايو 2008م حيث تم اسرهم او القبض عليهم ولم يتم تقديمهم الى محاكمات او يطلق سراحهم واختفوا من الساحة حيث بعضهم كانوا موجودين حتي سبتمبر 2009 اى بعد 16 شهراً من إعتقالهم. والمجموعة الثانية هم أسرى عمليات قوز دنقو التي وقعت فى عام 2015م بجنوب دارفور ما بين حركة العدل والمساواة السودانية والنظام البائد ونتجت عنه وقوع عددا مقدر من القوات فى الأسر ، وتم عرضهم للإعلام ورغم ظهورهم فى الميديا في ذلك الوقت لم يعرف لهم اثر، ولم يتم إطلاق سراحهم ولم يقدموا للمحاكمات ولم يتم إخطار ذويهم باماكن تواجدهم وسيظلوا أسرى وسيظلوا مفقودين ولابد من معرفة مصيرهم وإنصافهم، وهذه القضية راى عام ، ولابد ان يعرف الناس اين ذهب الأسرى. وكما يتطلب من المنظمات الدولية وعلى راسها الصليب الأحمر أن تلعب دور محوريا لمعرفة مكان الأسرى ومعالجة قضية الأسرى المفقودين بالنسبة للأسرى المعلومين وموجودين الآن داخل السجون عملنا جهدأ مع الحكومات وأطلقنا سراح عدد كبير منهم وصل إلي الـ (100) شخص أسير بسجون الولايات المختلفة والعاصمة ، وكان عملا مبشرا وحتى الآن القوائم مستمرة والقضية رغم أن بعضها شائك خاصة للذين تمت محاكمتهم بالقوانين الجنائية دون وضع اعتبار لوضعهم كاسرى حرب والنظام البائد كان يرفض مسمى أسرى الحرب وكان يوجه لهم تهم الحرابة والنهب المسلح وقضايا الإرهاب، وحتى نهار يومنا هذا لدينا مطالب لوزارة العدل والنيابة العامة لمعالجة بعض اوجه الخلل والعمل من أجل اطلاق سراح من هم فى السجون.
• هل تعمل جميع اللجان في الملف أم أن هنالك تعطيل للبعض منها او بوادر انشقاق؟
= بالنسبة للجنة الأسرى نتيجة لسبب لا نعرفه حلت الحكومة أطرافها من لجنتها أو طرفها من ملف الأسرى ، الا اننا تركنا جانب لجنة الحكومة ومضينا لوحدنا في لجنة الأسرى وقطعنا الطريق بمعاونة النائب العام والأمانه العامة بمجلس السيادة.
• هل هنالك جهات رافضة تسليم أسرى الحركات المسلحة ؟ وماذا عن المفقودين ؟ وهل يوجد الآن أسرى داخل السجون؟
= الحكومة كانت تقول إنه ليس لديها اسري وإنما محكومين، وهي بذلك تأخذ الأسرى وتحاكمهم والقانون الدولي الإنساني الموقع فى جنيف وغيرها يرفض محاكمة الأسرى والحكومة السابقة تتحايل على الأسرى وكانت تضعهم في تكييف جنائي لجرائم النهب، والحرابة وغيرها ويتم حكمهم. بالطبع كانت حكومة العهد البائد تقول نحن فى معتقلاتنا ليس لدينا أسرى ونحن من جهتنا نراه تهرب، وهذا يرجع الأمر لثلاث أشياء، إما قتلهم أو وجودهم وعدم تسليمهم أو أن يكون قد إطلق سراحهم بقرار جمهوري، وكانوا يهربون من الأمر بقول ليس معنا أسرى ولا توجد لهم إجابات كافية.
• كيف يتم التعامل مع الأسرى عقب إطلاق سراحهم؟
= بعد إطلاق سراح الأسير أو الأسري رغم الصعوبات بمجرد إطلاق سراحه نذهب لإستلامهم من أماكنهم وترحيلهم إلى ذويهم وقبل هذا يتم عرضهم للصليب الأحمر ومعلوم اسرى الحرب، يقدم لهم الخدمات الأولية منها الصحية وتفقد حالتهم، وبعد الخروج من المعتقلات من المفروض أن تكون هنالك وحدات سيكلوجية مجموعة أطباء نفسانيين لإمتصاص صدمة السجون وتهيئة الحالة النفسية إلا أن الأمر في الوقت الحالي صعب جداً وغير موجودة لدينا وخاصة فى ظل جائحة كورونا بدأنا عملنا إلا أننا توقفنا نتيجة الوباء، والآن نسعى لتكوين اللجان وتكوين مكاتب لمتابعة الذين أطلق سراحهم حتى يستطيعون الإندماج فى المجتمع.
• ماهي نوعيه المجموعات التي تم أطلاق سراحها؟
= المجموعات التي خرجت من السجون أغلبها مجموعات عسكرية، وعندما يتم السلام يمكن لهم المقدرة إن استطاعوا الرجوع إلى عملهم بوحداتهم العسكرية، وبتوقيع الإتفاقية هناك بند الترتيبات الأمنية وهم جزء منها بالإضافة الى أن هنالك صندوق للشهداء والمرضي والمعاقيين منهم.

التعليقات مغلقة.