صلاح الكامل يكتب: مزارعو الرنك قبل الانفصال .. قضية في إنتظار الحل
مدخل:
عقد ونصف مر علي توقيع سلام نيفاشا بين النائب الاسبق (للمخلوع) علي عثمان محمد طه والراحل العقيد د.جون قرنق زعيم الحركة الشعبية وقد نتج عن ذلك الاتفاق فيما نتج الانفصال الذي
حدث ﺑﻌﺪ 6 ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﺴﻼﻡ، حيث ﺃﺟﺮﻱ ﺍﺳﺘﻔﺘﺎﺀ ﺍﻧﻔﺼﻞ
ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﻤﻘﺘﻀﺎﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ، ﻭﺗﺤﺪﻳﺪﺍً ﻓﻲ 9 ﻳﻮﻟﻴﻮ2011م، ﺣﻴﺚ تشكل واقع جديد قوامه دولة السودان وعاصمتها الخرطوم وتكونت دولة جنوب السودان وعاصمتها ﺟﻮﺑﺎ ﻛﺄﺣﺪﺙ ﺩﻭﻝ ﻗﺎﺭﺓ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺁﻧﺬﺍﻙ ..ما يعنينا هنا القضايا الكثيرة التي مازالت عالقه جراء ذلك الاتفاق، مما وضع كبير عبء علي عاتق شريحة كبيرة من مواطني البلد الواحد او البلدين فيما بعد،، مما يستوجب المعالجة الملحة رغما عن ان من وقع الاتفاق ترك مستحقاته مفتوحه بغير دفع وقضاياه مرفوعة بغير انصاف ومشكلاته شاخصة بغير حل.
* متن :
مذ منتصف اربعينات القرن المنصرم تواجد مزارع الشمال في الجنوب وتحديدا في منطقة الرنك حاضرة اقليم اعالي النيل، حيث دشنت مشاريع الزراعة اﻵلية( مروي ومطري) وانعكس خيرها الوفير علي الوطن الكبير دعما للخزينة العامة واعمارا للمرافق(مباني الحكومة، مدارس، مشافي ودور عبادة) ووقف مزارعو تلك المشاريع علي تأسيس قوام الاقتصاد في تلك الفترة( معاصر زيوت، مطاحن الغلال، محالج اقطان، ومعالج صمغ عربي) .. تتمدد مشاريع الزراعة اﻵلية بمنطقة الرنك في حوالي المائة الف فدان مروي(حوالي ال100 مشروع) تقع جنوب الرنك اضافة الي مليونين ونصف المليون فدان مطري تمتد من الرنك الي منطقة دلوس في النيل الازرق(حوالي ال450مشروعا)..يزرع في المطري الذرة بانواعها، السمسم، القطن، عباد الشمس، ويحصد الصمغ العربي وقليل من محصول القوار وينتج المروي القطن والخضروات وكانت تنقل الذرة بالصنادل لتغطي حاجة مواطن الجنوب ( تسد حاجة اكثر من خمسة مليون مواطن) في حين ترحل المحصولات النقدية الي الشمال لتشكل داعم كبير للدخل القومي ولتوفر عملة حرة بحوالي (اكثر من ثلاثة مليون دولار سنويا) ..وقد شارك مزارعو تلك المشاريع في تنمية الجنوب والشمال علي حد سوء وقد كان المزراع الشمالي يمثل ركيزه في الجنوب كامثال المرحوم الحاج منصور دردوق وشقيقه الحاج عوض وحسن دقل والعمدة بخيت حميده والقيادي باتحاد المزارعين وقتها عبدالمنعم عالم وامين الاتحاد وقتها كمال عبدالعزيز وآل عالم وآل ضرار وآل نوري ولفيف من من تعمرت بهم ربوع الجنوب لمدة كبيرة من الزمن، فقد اخبرني المزارع عزالدين منصور محمدالحاج انه قد ولد في مدينة الرنك وزرع في مشاريعها (وهو الآن في عقده الخامس) وقد كانت ومازالت منازل هؤلاء المزارعين في مدينة الرنك ومحالهم التجارية في سوق المدينة حتي الآن..ولدورهم الإجتماعي الرائد وقتها في الجنوب فانهم قد حلوا مكان تقدير وترحيب من مواطن تلك الديار فقد تسمي بهم الولدان وتوجد (حلة منصور بين الرنك وملكال) سميت تيمنا بالحاج منصور دردوق..
مع انفصال الجنوب وحسب دستور دولة جنوب السودان اضحت كل (حقوق) المزارعين الشماليين خارجة عن ايديهم فآخر موسم زرع 2011 قبل الانفصال وقد مثلت هذه الحالة (ظلم بين) وقع علي المزارع والذي طالب بحقه خلال النظام البائد ولم تعالج قضيته الملحة، وكيف يعالج من كان سبب في المشكلة؟! حيث انهم يعتقدون ان النظام البائد باقراره الانفصال قد ظلمهم وظلم المواطن الجنوبي والشمالي علي السواء..ينتظر ان تحل هذه القضية الهامه باحد الخيارات:
أ- البحث مع حكومة جنوب السودان لإعمال الحريات الاربعة حتي تعود المشاريع لأصحابها بمبداء التملك.
ب-التعويض في حالة استحالة ارجاع المشاريع بمشاريع في مناطق زراعية آلية ( النيل الابيض، النيل الازرق والقضارف).
ج: تعويضات مالية مجزية.
* خاتمة:
تحكي هذه القضية عن (حالة) اهمال لحقوق المواطن وقد تجلت في سنخة (الزوغان) التي مارسها نظام (المخلوع) هروبا من حل قضية هذه الشريحة الهامة. في حين يري المزارعون ان هناك من اضحي يتكسب من قضيتهم العادلة من لجان مزيفه ومنظمات غير مخوله وتولد عنها تعويض غير مجزي وعقد غير (شرعي) .. ينتظر حكومة الثورة حيث (العدالة) تمثل القطب الثالث في (هندسة) الثوار بعد الحرية والسلام، تنتظرها خطوات جادة في طرائق حل هذه القضية الملحة.
التعليقات مغلقة.