(الحلو) … العباسية تقلي ويييي ..!! بقلم : إبراهيم عربي
نتائج إيجابية تؤكد بأن السلام قد أصبح قاب قوسين أوأدني وأن الحرب ماعادت خيارا مجتمعيا لدي أهل السودان ، لاسيما مع إنطلاق أول مؤتمر إقتصادي للحكومة الإنتقالية اليوم عقب عام من التخبط والعشوائية لمعالجة الإختلالات التي خلفت أوضاع إقتصادية مأساوية بالبلاد ، وليس ذلك فحسب بل إنطلقت التحالفات والتحولات والتصالحات المحلية والإقليمية الدولية ، وولذلك ليس غريبا أن تنشط حركة إستقطابات حادة داخليا وتسابق محموم بين شركاء العملية السلمية ، لاسيما جناحي الحركة الشعبية – شمال لكسب ود المواطنين في المنطقتين (جنوب كردفان والنيل الأزرق) وغرب كردفان خاصة والعاصمة القومية والتي أصبحت بذاتها مسرحا لندوات السلام وإحتفالات المناصرة .
فقد لعب وفد مقدمة الجبهة الثورية دورا مهما للتبشير بالإتفاق المعلن التوقيع النهائي عليه في الثالث من إكتوبر المقبل 2020 ، رغم تحفظاتنا المعلنة حول الإتفاق نفسه ، ولكنها إفرازات طبيعية مرحب بها لتخطو العملية السلمية بثبات إلي غاياتها ، وبالطبع إنها من مطلوبات الممارسة الديمقراطية ، وطبيعيا أن تنال العباسية تقلي حظا وافرا منها مثل مثيلاتها بالولايات المختلفة لعدة إعتبارات ومدلولات ، ولذلك أعتقد من حق الحلو أن يخاطب أهلها ويهتف (العباسية تقلي وييي) .
بلا شك من حق كمندر عبد العزيز الحلو أن يهتف (سودان جديد وييي ، خرطوم وييي ، كادقلي وييي ، الدمازين وييي ، العباسية وييي) ومن حقه أيضا أن يهتف (الجنوب الجديد ويييي) وسنعود لذلك حتما في مقال منفصل قريبا جدا ، ومن حق الحلو أن يخاطب من يخاطبهم من أهل السودان ، وهو رئيس الحركة الشعبية – شمال وقائد ذراعها العسكري الجيش الشعبي الذي ظل يقاتل القوات الحكومية هناك منذ 2011 ، وبلا شك أن الحلو عنصر مهم في المعادلة السلمية ، ونترك الحق لمن يخاطبهم ، فإن أرادوا أن يسمعونه أويقاطعونه فهم أحرار وذلك شأنهم وحقهم وفقا لشعار الثورة (حرية ، سلام وعدالة) وتلك هي من مطلوبات الممارسة الديمقراطية .
قطعا جميعنا قد مل الحرب التي دفع مهرها أهل السودان ثمنها غاليا ، تقتيلا وتشريدا وتدميرا للإقتصاد وهدما للمقدرات والمكتسبات ، لا سيما في (الجنوب الجديد) كما سماه الحلو ، فأصبح جميعنا يبحث عن السلام المستدام بأي ثمن وبدون سقوفات لأجل أن يتحقق الإستقرار في البلاد ، ولذلك نحسب أن التسابق بين شقي الحركة الشعبية – شمال سلميا وتوافدها نحو العباسية تقلي وحدانا وزرافات من كل حدب وصوب كما هو الآن من (الخرطوم وجوبا وطاسي وكاودا وغيرها) صوب المدينة العريقة ، هو سباق سياسي مشروع للجميع لطرح رؤيتهم لأجل السلام ووضع حد نهائي للحرب .
أعتقد أن الساحة السياسية في البلاد ستكون حبلي بالإستقطابات في ظل السلام ، وستتخللها العديد من المفاجآت ، وبل المفاجآت الكبري من تحالفات وإنسلاخات وغيرها ، لم تتوقف عند التحالف الجديد بين (مناوي والميرغني) ، ولا عند تحالفات الجبهة الثورية المتوقعة والتي ستحدث إنقلابا في الساحة السياسية ، ولا عند تحركات وتحالفات قوي البرنامج الوطني المتوقعة .
وبالطبع لن تتوقف تلك عند تراجع أو مراجعات الحرية والتغيير (قحت) ، أو تتوقف عند مراجعات تجمع المهنيين ودعوته للمؤتمر الوطني بالحوار ، وأعتقد لن تتوقف عند تلكم المجموعة والتي أعلنت عن تخليهم عن جناح عبد العزيز الحلو وإنضمامهم لجناح (عقار ، عرمان ، جلاب) ، وقالوا أنهم أعضاء في الحركة الشعبية – شمال في محليات (العباسية ، أبوكرشولا ، تلودي ، الليري ، رشاد ، ابوجبيهة ، التضامن ، قدير) ، مؤكدين إنهم دعاة سلام ومع السلام ، بل أعتقد أن البلاد ستشهد المزيد من الحولات .
وبالطبع سيمثل إنسلاخ تلكم المجموعة صفعة أخري جديدة للحلو الذي فشل أنصاره والمتحالفين معه من قوي اليسار لحشد مليونية بالخرطوم تأييد لدعم إتفاق (الحلو وحمدوك) الذي وصفناه من قبل (إتفاق من وراء البحار) ، وأمل الحلو يرتكز علي مجموعة (الطاشر) التي وصلت العباسية تقلي شادين الرحال إليها من الخرطوم وكردفان وطاسي وكاودا لإقامة ندوة يخاطبها الحلو اليوم لترميم ما أفسدته حركته الموحدة بأهل العباسية والتي تعتبر المرجعية التاريخية والسياسية والدينية لجبال النوبة (مملكة تقلي الإسلامية) .
أعتقد أن كمندر الحلو والدكتور أحمد عبد الرحمن سعيد ومن خلفهم كاكوم وام دبالو وعزالدين ظروف ورفاقهم من قيادات وكوادر الحركة الشعبية – شمال من ابناء العباسية قد راجعوا خطواتهم جيدا ويلزمهم الإعتذار وزرف الدموع أمام أهالبهم بالمنطقة الشرقية بجنوب كردفان لا سيما أهلهم بالعباسية تقلي التي شردوا أهلها 2012 وإنتهكوا حرمات خلاويها وشردوا طلاب القرآن في (طاسي وكدوربات وأم مرحي وغيرها) .
وبل تدمير البنيات التحتية وإيقاف مشروعات التنمية والخدمات بالمنطقة الشرقية وجنوب كردفان عامة ، وإيقاف تنفيذ الطريق الدائري (البعاتي) خاصة عقب إستهدافهم الشركة الصينية (ساين هايدرو) في موقعها بالمقرح ومقتل احد مهندسيها وتشريد عمالها وإقتياد آخرين إلي دولة جنوب السودان رهائن وتحريرهم عبر صفقة ضد الوطن والتنمية والخدمات أخرجت الصين من العمل في السودان .
فهل سينجح وفد الحلو لترميم ما أفسده ؟ ، وهل سيغفر أهل جنوب كردفان والمحليات الشرقية عامة وأهل العباسية خاصة للحلو تلك السوءات ؟، علي العموم لا يتأتي ذلك وإلا بالسلام وحينها يحق للحلو أن يهتف (العباسية تقلي وييييي) .
عمود الرادار .. السبت 26 سبتمبر 2020 .
التعليقات مغلقة.