رئيس كيان الشمال لـ(الانتباهة) حول التطبيع مع إسرائيل: سأقود وفداً شعبياً لزيارة تل أبيب في أكتوبر القادم
نقلا عن الإنتباهة - حوار ندى محمد أحمد
أخذت قضية التطبيع مع إسرائيل رواجا كبيرا في الآونة الأخيرة ، ما بين معارض ومؤيد ، وارتفعت وتيرة التداول حول الأمر إثر زيارة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح للإمارات حاليا ، ومن السياسيين المؤيدين للتطبيع رئيس كيان الشمال والنائب البرلماني المستقل أبو القاسم برطم ، الذي تجاوز التصريح بالتأييد للقيام بخطوات فعلية ، باعتزامه زيارة تل أبيب على رأس وفد شعبي ،في أكتوبر القادم ، فماهية دوافع الزيارة ؟ ومتى يتم تنفيذها؟ وكيفية ذلك ؟ وغير ذلك من الأسئلة طرحتها (الإنتباهة) على برطم الذي وضع النقاط على حروف توجهاته المؤيدة للتطبيع وإليكم التفاصيل ..
] بداية ما صحة الأنباء التي تتحدث عن عزمكم لزيارة إسرائيل قريباً؟
= نعم …. نحن بصدد تكوين وفد شعبي لزيارة تل أبيب .
] الوفد برئاسة من ؟
= برئاستي، ويضم مجموعة من السياسيين ورموز المجتمع المدني ومجموعة من الاقتصاديين والرياضيين.
] ما أبرز الأسماء المشاركة في الوفد؟
= هذه الأسماء لن تعلن إلا بعد تحديد موعد الزيارة ، فالزيارة مرتبطة بنتيجة اللقاءات التي يعقدها البرهان في الإمارات حاليا .
] هل تتوقع أن تنتج مباحثات السودان في الإمارات قراراً بالتطبيع مع إسرائيل ؟
=نعم.
] ماهي مؤشرات ذلك ؟
= المؤشرات ، مقابلة البرهان مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في يوغندا في مارس الماضي ، ثم ان مفتاح الولايات المتحدة الأمريكية هي إسرائيل ، فلماذا نعمل على إدخال وسطاء فيما بيننا ، وطالما (عيننا على الفيل ،لماذا نطعن في ضله) ، ثم ما الذي استفاده السودان من مقاطعة إسرائيل لأكثر من ستين عاما ؟
غير التصنيف في قائمة الإرهاب وما شابه .فالمسألة ليست فوائد مادية كما يرى البعض ، الذي يطالب بعشرة او خمسة عشر مليار دولار ، فالقضية ليست بيعا وشراء .
] ماهي القضية إذاً كما ترون؟
=القضية في تقديري ان السودان يمضي حاليا في إطار تحقيق السلام والتنمية ، وهذا لن يتم إلا في إطار دولة قائدة للسلام، وبلا حروب ونزاعات داخلية ، فلا يمكن ان يكون للسودان عداءات خارجية وهو يدعو للسلام ، فهذا تناقض ، فالعالم بأسره الآن يتجه للسلام العالمي ، وتبادل المصالح ، واكثر من (85%) من دول العالم معترفة بإسرائيل ، ثم لماذا نتبنى نحن في السودان قضايا الآخرين .
] ولكن السودان فيما يتعلق بإسرائيل ملتزم بموقف الجامعة العربية المعلن في مبادرة بيروت 2002 ، والتي مفادها أن السلام مقابل قيام دولة فلسطينية مستقلة ؟
= إذا كان ياسر عرفات والفلسطينيون أصحاب القضية الحقيقيون والعرب (أصحاب الجلد والرأس) مطبعين مع إسرائيل ، فلماذا (نشيل نحن وجه القباحة)، فالحديث عن المبادرة العربية عبارة عن أسطوانة مشروخة ، اما خرطوم (اللاءات الثلاث) فهي أكبر كذبة .
] ما هو التوقيت المضروب لهذه الزيارة ؟
= نتوقع الزيارة في الأسبوع الأول من أكتوبر.
] ماهو السبب المباشر للزيارة إذاً؟
= الهدف من الزيارة تعميق العلاقات الثقافية والاجتماعية.
] بما أنك رجل أعمال فهل للزيارة أبعاد اقتصادية؟.
= عندما يتم التطبيع ، سيكون هناك عمل متعلق برجال الأعمال بوجه عام، لتحريك الاقتصاد ، وأكيد سيكون مجالا لتبادل الخبرات الاقتصادية ،وتبادل للرأسمالية، منها ما يأتي للسودان ، ومنها ما يذهب لإسرائيل ،فالشأن الاقتصادي ليس شيئا مرتبطا بشخصي ،إنما هو شأن قومي .
] هل الزيارة تلبية لدعوة من طرف إسرائيلي وجهت لكم أم بمبادرة منكم ؟
=لا تعليق .
] هل الإعداد لهذه الزيارة تم بالتنسيق مع أي طرف من أطراف الحكومة السودانية ؟
=لا.
] ولا المكون العسكري أو المدني ؟
=لا .
] ألم تنسقوا مع أي من أحزاب قوى الحرية والتغيير؟
=أبدا .
] المؤتمر السوداني تحدث عن عدم ممانعته للتطبيع مع إسرائيل ؟
= هؤلاء أيدوا بعد ان صرحت بموقفي الداعم للتطبيع ، فالسياسيون السودانيون يفتقدون للمبادرة ، فهم بانتظار سياسي (يقد عين الشيطان) في قضية التطبيع ، وإذا رحب المؤتمر السوداني بالتطبيع فهذا يعني انهم أناس عقلاء .
] مع من سيلتقي وفدكم في تل أبيب ؟
=تفاصيل برنامج الزيارة لم تكتمل بعد ، وعندما تكتمل مباحثات البرهان في الإمارات ، ويعود للسودان ، سأملكك التفاصيل .
] مصلحة الولايات المتحدة وإسرائيل في التطبيع واضحة. فما هي مصلحة السودان في ذلك ؟
=مصلحة السودان في الخروج من دائرة المحاور ، ومن دائرة التصنيف باننا على عداء مع بعض الدول في العالم ، علاوة على ان إسرائيل من أكثر الدول المتقدمة تكنلوجياً وصناعيا ، وفي التقنيات الزراعية ، فلماذا يحرم السودان نفسه من هذه التكنلوجيا المتقدمة ، خاصة وأننا دولة زراعية ، فالمسألة ليست حفنة من المليارات كما ذكرت ، فالسودان دولة محورية ، ويمكنه ان يكون رائدا في قضية السلام العالمي ، فلماذا نكون تابعين لقضايا ليست هي القضايا الرئيسة بالنسبة لي .
] ماهو مسار رحلة الطيران إلى تل أبيب؟
=الطيران سيكون من الخرطوم إلى تل أبيب مباشرة.
] ولكن لا يوجد طيران بين السودان وإسرائيل ؟
= سيفتح باب الطيران المباشر بين السودان واسرائيل ، خاصة وأن طيران (العال) يمر عبر الأجواء السودانية في الوقت الراهن ،ولم يعد ممنوعا كما كان في السابق ، ثم ان التطبيع مع إسرائيل عندما يتم ،سيكون تطبيعا كاملا وشاملا.
] هل هناك تنسيق بين وفد الزيارة واي أحزاب يمينية في السودان ؟
=لا لا.
] لماذا تبدو واثقاً من إتمام التطبيع مع إسرائيل؟
=لأن طبيعة العلاقات بين الدول التصالح و المصالح المشتركة.. هذه هي طبيعة الأشياء أما الحروب و العداوات فهي استثناء والسودان ظل منساقا طيلة سنوات طويلة خلف أوهام ساقها بعض مثقفيه بدغدغة عواطفه تحت شعارات واهية باسم العروبة احيانا وباسم الدين أحيانا وباسم النضال احيانا أخرى، فاكتسبنا عداوات لا ناقة لنا فيها ولا جمل….ووفقا للمتغيرات فالمجتمع السوداني وعى تماما بعد ثلاث ثورات أن مصالحه العليا يجب أن تتجاوز الشعارات العاطفية الكاذبة للأحزاب.
] ذكرت أن زيارة تل أبيب لم تتم بالتنسيق مع المكون العسكري. مع أن معلوماتك عن التطبيع مصدرها زيارة البرهان للإمارات. فكيف يتفق ذلك؟
= ظللنا لمدة تزيد عن الخمسة وعشرين عاما تحت الحظر والدول الراعية للإرهاب فكان طبيعا أن نسأل عن السبب؟؟؟ السبب ببساطة في تقديري هو معاداتنا لإسرائيل… رغم الامكانيات المهولة التي يزخر بها السودان إلا انه ظل لأعوام وأعوام يتسول الآخرين… وجميعنا يعلم أن هذه الدويلة هي من يتحكم بمفاصل الاقتصاد العالمي..وحتى المشاكل التي عانى منها السودان… سواء بحركات مسلحة او اقتصاد منهار… او. علاقات خارجية زادت من عزلة السودان . فكان لابد لنا من مخرج…
التعليقات مغلقة.