تجربة الدفاع الشعبي… بين الوحدة والإنقسام والإنضمام للحركات المسلحة

بقلم: إبراهيم محمد موسي الكليس

خلال معايشتنا لتجربة الدفاع الشعبي ونحن طلاب بالمدارس معاصرين لتلك الفترة من عمر الإنقاذ يلاحظ أن هذه التجربة كل قادة الدفاع الشعبي من لدن الشهيد عيسي بشارة والشهيد حمدان ابوساغة مروراً بفترة الشهداء الشمو حمدين وعبدالهادي الرشيد والشهيد يس. لم نر لهؤلاء الأشاوس، الأبطال أي هيكلة تنظيمية داخل هياكل المؤتمر الوطني.غير أنهم مجموعة مستقلتين من آخرين لهم اجنداتهم المرتبطة بقضايا المنطقة العادلة في التنمية وتعويضات الأهالي. خاصة في عمليات تنقيب البترول وغيرها من المطالب التي ظلت تقدمها تلك المجموعة للحكومة من وقت لأخر فقد تجد الاهتمام مرات وفي أحايين كثيرة تجد التهميش وعدم الإهتمام، مما جعل قيادة الدولة وقتها تعمل ألف حساب لهذا الكيان الموحد والسعي لمحاربة هذه الوحدة حيث تلجأ القيادات الحكومية مرات عديدة لخلق الفتن والخلافات وسط هذا الكيان ، تقرب هذا علي حساب ذاك عبر اجندات آنية تسعي هذه القيادات تمريرها  بواسطة اجهزتها الأمنية للقيادة العليا بالدوبة.

ورغم ذلك ظل هذا الكيان أي كيان الدفاع الشعبي موحد وتلتقي رؤاه في قضاياه المصيرية. وبالرغم من خروج بعض قياداته أمثال اللواء حسن حامد والشهيدين محمد دبزو  وابو زمام كير وغيرهم من جلبابه واسسوا حركة شهامة بقيادات الشهيد موسي علي حمدين ومشاركتهم بضراوة مع حركة العدل والمساواة بقيادة الشهيد دكتور خليل إبراهيم وانتظامهم معه وقيادتهم للمتحركات في غزو الخرطوم في العاشر من مايو 2009م في متحرك الذراع الطويل بقيادة الشهيد دكتور خليل ابراهيم.والبعض الآخر بقيادة حسن حامد الذي فضل الإنضمام الي الحركة الشعبية.

وبعد إنفصال السودان ودولة جنوب السودان مباشرة في 9 يوليو عام 2011 م، عادت هذه القوة الكبيرة وجعلت من الدبب مقراً لها باسم هيئة قيادة لواء الدبب. باسم كردفان الكبري. وقضية ابيي الكبري حاضرة في اجندة هيئة قيادة الدبب، وهنالك اخرون بقيادة التاج التجاني انضموا الي قوات الدعم السريع ومن قبل إلي اللواء (١٠٧) والذي تم دمجه في القوات المسلحة مؤخراً. ومجموعة أخري ظلت باسم الدفاع الشعبي حتي مجئ ثورة ديسمبر ، محافظة وملتزمة بقانون قوات الدفاع الشعبي الذي يؤكد ان الدفاع الشعبي قوة احتياطية تندرج كوحدة عسكرية من وحدات القوات المسلحة ويتم التعامل معها وفقاً لهذا الترتيب ويجب التفاوض معها ولا يمكن أن يتم تهميشها أو تجاوزها.

والذي سرني أن جلس والي ولاية غرب كردفان المدني الأستاذ حماد عبدالرحمن بمجرد تكليفه إلي  قيادات الدفاع الشعبي وبعض الحركات المسلحة التي وقعت اتفاقيات سابقة مع الحكومة السابقة ولم تلتزم الحكومة السابقة وقتها بتنفيذ الاتفاق معها وهذا في تقديري يشكل دعم معنوي لهذا المجموعات في المشاركة في العملية السلمية التي تسعي حكومة الفترة الانتقالية من تحقيقها عبر منبر السلام في جوبا بالتفاوض مع كل الفصائل السودانية التي تحمل السلاح والتي تري نفسها أنها مهمشة يجب استيعابها في الترتيبات الأمنية والسياسية مع استصحاب قضايا شهدائها الكرام واسرهم اسوة بشهداء القوات النظامية الاخري.

وإن كانت لدي من وصايا للإخوة العسكريين والسياسيين بهذه الفصائل ممثلين في الأستاذ الصادق مريدة واللواء حسن حامد وعيسي شرف الدين وإبراهيم حمودة ورحمة عزاز ومحمد بشير وداؤد حرقاص وعيسى فضل المولي، واخرون في شهامة امثال محمد الرزيقي وبابو مكي ومحمد بحر واسماعيل ناما وغيرهم من الذين لم تسعفني الذاكرة وهم كثر وصيتي أن يتوحدوا باسم بحر العرب   وقضيته الأولي الحاضرة أبيي باذن الله في قلوب الجميع وأن نقف صفاً واحداً تحت هيئة قيادة موحدة لنيل قضايا المنطقة الملحة بعيداً عن الاجندة السياسية والحزبية والشخصية وهنا نشيد بدور قيادتنا ممثلة في الأستاذ الصادق مريدة ونجاحه وتوفيقه مع الإدارات الأهلية في رتق النسيج الإجتماعي وسعيهم مع الحكومة الإتحادية والولائية في عقد المصالحات القبلية عبر مؤتمرات منتظمة تم التوقيع خلالها علي اتفاقات عهد وميثاق صلح والتي سوف تعمل في النهاية علي استقرار المنطقة امنيا وسياسيا  وليتفرغ الجميع في توحيد الصفوف لقضايا التنمية وإستقلال مواردنا في باطن الأرض وظاهرها لتنمية المنطقة والإستفادة من الميزة التفضلية التي حبانا بها اتفاق سلام جوبا الأخير واستقلالها الإستقلال الأمثل.

التعليقات مغلقة.