عزالدين دهب يكت_ سلسلة رسائل من ولاية وسط دارفور بجبل مرة ثورة الحقوق من مناطق بيجة ودليج

 

في اواخر شهر اغسطس المنصرم اتيحت لي الفرصة ان اكون مرافقاً للدكتور اديب عبدالرحمن يوسف والي ولاية وسط دارفور في رحلته الي محليات الولاية باتجاهاتها الاربعة في رحلة استخدم فيها اديب سيارات الدفع الرباعي بدلا عن الطائرة المروحية رغم وعورة الطرق وصعوبة سفر الخريف التي حذر منها احد امثالنا الشعبية بدارفور حينما جاء في متن المثل( ثلاثة منهن اقيف سفر الخريف واكل التفاتيف وزواج بنية اللفيف )كانت الضرورة قد اقتضت ان يتجاوز الدكتور اديب هذا المثل خصوصا في جزئية سفر الخريف لجهة ان اكثر من 90% من الرعية في ولايته يركبون الصعاب ويسافرون في ظروف سيئة جدا في فصل الخريف بين الاوحال والوديان والسيول والطين والباعوض فصار لزاما عليه ان يقف علي مشقة السفر من ارض الواقع وحسناً فعل دكتور اديب هذا الصنيع حتي يستطيع ان يعكس للمسؤلين في المركز معاناة المواطنين من خلال تجارب واقعية بعيداُ عن التقارير المدبجة بالصور والكلمات الرنانة والتي اغلبها يختتم بان الاحوال هادئية ولاشيئ يذكر سوي بعض المشقة في السفر وسوء الخدمات وقال اديب أن جولته تستهدف الوقوف علي احوال المواطنين وتطمينهم بأن هناك تغيير حدث في البلاد والتواصل مع القواعد والوقوف علي تأمين الموسم الزراعي والنقاش مع المواطنين حول مشروع بناء السلام

كانت اولي المحطات بعد ان عبر عدد من الوديان كانت منطقة بيجة التي وجدنا فيها ان الجماهير قد تداعوا من كل حدب وصوب وشكلو استقبال عفوي في سوق المنطقة فكانوا ان مارسوا تلك العادات والتقاليد القديمة بقراءة سورة يس لوفد السيد الوالي وبعد ان اكملو سورة يسن في تقليد يسمونه (اسب) باللغة المحلية او تعني (حزب من القران الكريم ) وبعد ان قرأؤ حزب من القران الكريم علت الهتافات الثورية وشعارات الثورة( حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب ) والمطالبة بمدنية الثورة في اشارة الي ال رضي بتعيين الوالي المدني كانت مطالبهم مكتوبة علي ورقة فلسكاب تقدم احد شباب المنطقة بتلاوتها وفي الاثناء كان شيخ القرية يجلس علي كرسي لانه يعاني من الالام في الركبة وتقدم نحوه الوالي فتحدث عن اهمية توفير الامن وحماية الموسم الزراعي وتوفير دراجة معاقين للشيخ او تكتك يمكنه من الحركة
كانت الفرحة تكسو وجوه الجميع الحضور كان من الرجال والنساء والشباب والشابات كانت ملامحهم رغم اثر التعب والرهق الا انهم متفائلون بعهد جديد يطوي صفحة الحرب اللعينة اذ كانت المنطقة مسرحا للعمليات وشهدت معارك شرسة بين الحركات المسلحة والحكومة وملايشها كما يقولون.
شباب دليج يقطعون الطريق بالاعلام والهتافات
بعد ان تحرك الوفد من منطقة بيجة وفي وسط الغابات والاشجار الكثيفة والجبال تفاجأنا بمجموعات كبيرة من الشباب والشابات يسطفون علي جنبات الطريق بعد ا استقلو عدد من البصات السفرية والبكاسي محملة بالاعلام ولافتات مكتوب عليها شعارات الثورة فكانت هتافاتهم مع صدي الاشجار والجبال تؤكد رغبتهم ورضائهم عن التغيير الذي حدث في البلاد فكانت شعارات واهازيج واناشيد الثورة تعيد مشهد اعتصام القيادة العامة كانو جميعهم يرتدون الزي الافريقي المزركش (الكنغولي) في اشارة منهم الي ان خطابات ونضالات نكروما والزعيم نلسون مانديلا تتجسد في منطقة دليج التي شهدت احد المجازر في حرب دارفور كيف لا ودليج واحدة من المناطق التي ورد اسمها ضمن مناطق الانتهاكات في تحقيقات المحكمة الجنائية الدولية كانت مطالبهم (العدالة وتقديم مجرمي الحرب الي لاهاي بجانب مطالب الطرق والخدمات الصحية والتعليم والكهرباء وتوفير مياه الشرب وشبكات الاتصال)
دليج كان الحماس فيها عالي رغم ان الطريق لم يمر بداخل المنطقة بسبب ان الخريف يحول الطريق خارج المنطقة لكنهم عبروا الصعاب ورافقو وفد الوالي الي رئاسة محلية وادي صالح (قارسيلا)

التعليقات مغلقة.