بالواضح – فتح الرحمن النحاس _ غندور وأنس والجزولي الحرمان من حرية التعبير..!
حزن عميق عصف بالرئيس الأسبق نميري، وهو يقف على جثامين شهداء مجزرة قصر الضيافة الذين تمت تصفيتهم وهم (أسرى) وعزًل من أي سلاح، وكان هو عرفهم (ضباطاً وجنوداً أشاوس) في ميادين الوغى، ولو أن لحظة قتلهم كانت (متكافئة) بين القاتل والمقتول لاختلفت النهاية كثيراً، ولذلك قال نميري وهو غارق في موجة حزنه:(كان تدوهم سلاح وتنازلوهم، كنتم عرفتم من هم وكيف يجيدون قهر المعتدي)… ماأشبه ذاك الموقف بإعتقال قيادات من الرموز الوطنية لم يعرف الناس (إتهاماً) ضدهم غير (إختلاف الرأي) مع سياسات قحت، وليس أدل على ذلك من إعتقال بروفيسور غندور واللواء أنس عمر والشيخ الدكتور محمد علي الجزولي مايعني أن (تكميم الأفواه) بند أصيل في أجندة قحت، وهو مايسقط ويمزق شعار حرية سلام وعدالة، وينتقل إلى إصابة الديمقراطية (بتشوهات) ماكنا ننتظر أن تعتريها…!!
ألم يكن بروف غندور هو صاحب أطروحة (المعارضة المساندة؟!) أليس هو الذي يتمتع بالمنطق والعقلانية في الحوارات الإعلامية والمكتوبات ولم يسمع منه شطط ولا ضجيج؟! أليس هو من دعا لتقديم أي متهم بالفساد للمحاكمة؟! وهل خرج أنس عمر عن هذا النهج العقلاني التبصيري؟! ألم يقف على ضفاف الحقيقة بلا حياء أو وجل وكان قصده أن تتعقل قحت؟! وهل ذهب دكتور الجزولي إلى أبعد من مرافعاته النقدية الصريحة التي تكشف الأخطاء؟!! ألم يتبع منهج التقويم وتعرية مواقف قوي داخلية وخارجية قبل أن يقع البلد في شراكها…؟!
*لن تكسب قحت شيئاً من تكميم الأفواه، بل هي تخسر (خسارة فادحة)، بسد الأبواب أمام الرأي الآخر التي هي أحوج ماتكون إليه، في ظل هذا الراهن (الملبد) بالفشل والتحديات والمشكلات الإقتصادية الخانقة… وربما لم تطرق آذان قحت أقوال (الشارع العام) التي تدين بكثافة هذا النهج الإقصائي، والحكم عليه بأنه يكشف عن خلو أوراق قحت من (الخطط والبرامج) الإصلاحية التي هي أهم من إضاعة الوقت في ملاحقات المعارضين لها، وبالفعل وصلت غالبية الشعب إلى (القناعة) بحقيقة (المخطط الأجنبي) الذي يجري طبخه بعيداً عن سيطرة ومراقبة الحكم الإنتقالي، ليكون (الوريث الشرعي) للسودان، مايعني أن حكومة قحت تعني عند صناع المؤامرة (الجسر المؤقت) لتمرير أجندتهم المدمرة…!!*
كنا نتوقع من القحاتة قبول (التحدي)، ومقارعة الرأي بالرأي (إحتراماً واحتكاماً) للديمقراطية وحرية التعبير، ترسيخاً لمبدأ (المنازلة السلمية)، أما أن تكون المنازلة بالمعتقلات والإقصاء، فهذا يعني أن قحت قد سقطت (سقوطاً مدوياً) في إختبار الديمقراطية، ويبقى عليها أن تعترف بأنه لامكان لها في مفكرتها السياسية ولا مجال لها في ممارسة الحكم…فما أقبحه سقوط…!!
*سنكتب ونكتب…!!!*
التعليقات مغلقة.