اعتصام أمري : إمتداد للوعي بالحقوق

تقرير: مصطفي حسين حسن  – سونا

لحظة وصول الناطق الرسمي بإسم مجلس السيادة الإنتقالي الاستاذ محمد الفكي سليمان  لساحة  إعتصام قرى أمري الجديدة، كانت لجنة الإعتصام مصطفة لاستقباله  وأعضاء وفده المرافق.

نصبت جماهير أمري خيمة الإعتصام في ميدان بين مدرستين، إمتلأت الخيمة بالمعتصمين وكذلك الميدان كما أن حوائط المدارس كانت إمتداد لساحة الإعتصام حيث صعدت الجماهير عليها غير آبهة بما يحدث داخل الخيمة مشغولون بثوريتهم الخاصة وكانوا يرددون شعارات (حقنا كامل ما بنجامل – ثوار أحرار حنكمل المشوار) وغيرها مما علق في الذاكرة من سكان جمهورية أعلى النفق بإعتصام القيادة العامة.

و على غير العادة فان إعتصام أمري شهد مشاركة كل فئات المجتمع الشيوخ منهم والشباب، الصغار منهم والكبار ، كما أن نساء أمري أيضا شاركن في الإعتصام، ورفع المعتصمون شعارات طالبوا بتحقيقها على مجموعة من البوسترات  (حقوق شهداء أمري، أملاك وتعويضات الفترة السابقة، إستقرار العاملين بمشروع أمري الزراعي، المحطة النيلية، مراجعة المنشئات الصحية والتعليمية، أيلولة دواجن النيل والمحاور لمشروع أمري، إقالة مدير السدود، ومدير هيئة تطوير الزراعة، والمفوض، إدخال وحدة بيطرية وأبحاث زراعية بالمشروع).

فور وصول الفكي ووفده المرافق وأعضاء حكومة الولاية الشمالية إنخرط الجميع في إجتماع مطول مع لجنة الإعتصام تواصل لأكثر من 5 ساعات  اتفق خلالها الطرفان على تنفيذ بعض الحلول آنيا وهيكلة ما تبقى من حلول بحسب جدول زمني متفق عليه.

لقد أقرت السلطات الحكومية بمشروعية مطالب أهالي أمري مع التأكيد بأن هذه الثورة لم تأت إلا لتحقيق شعارات الحرية والسلام والعدالة.

 صعد مدير إدارة السلع الإستراتيجية بوزارة المالية علي عسكوري على منصة الإعتصام لمخاطبة المواطنين وبدأ عسكوري حديثه بالتأكيد على مشروعية الإعتصام، وإعتبر إعتصام امري مصدر فخر واعزاز، ووصف ما حدث للمهجرين بسد مروي بالجريمة الكاملة التخطيط، ولم يكن مشروعا وطنيا وهدفت للتخلص من المجموعات المتأثرة بالسد ورميها في العراء.

لكن من غير المألوف أن يطلب مسؤول حكومي من معتصمين إضافة بعض المطالب لإعتصامهم ولكن عسكوري كان له رأي آخر وطالب من  المعتصمين إضافة مطلب آخر لمطالبهم المرفوعة يتعلق بتفكيك وحدة تنفيذ السدود في تلك اللحظة قاطعه المعتصمون  بترديد هتافات قوية بالقول (تنهد تنهد عصابة السد) وبرر عسكوري بتفكيك وحدة تنفيذ السدود  حتى لا تتكرر جرائمها على حد وصفه، ودعا المواطنين لفهم ووضع قضيتهم في الإطار الصحيح.

ونادى عسكوري بضرورة حكم القانون في هذه البلاد وعدم التنازل عن الحقوق ومواصلة النضال، وقال عسكوري للمعتصمين ” بفضل جهودكم أصبحنا أكبر حركة مناهضة للسدود في العالم” وحدث ذلك بفضل تضحيات كبيرة، واضاف ان الثورة قامت على مبدأ العدالة واصفا ما حدث من اغراق للاهالي ب “العمل الاجرامي لذلك يجب أن تكون قضية العدالة من أولى الأولويات، واعتبر ان من مسؤولية الدولة استرداد حقوق الشهداء.

حيا الناطق الرسمي باسم مجلس السيادة نضالات أهالي أمري وأقر بمشروعية الإعتصام وملتزما في الحين بتحقيق 80% من مطالب المعتصمين وطالبهم برفع الإعتصام إن رغبوا في ذلك أما لو رأوا ضرورة المواصلة في إعتصامهم فلهم مطلق الحرية في ذلك.

ووعد الفكي بايلاء قيادة مشروع أمري الزراعي لإدارة مسؤولة موضحا ان المشروع في الوقت الراهن لا تتبع لجهة محددة يمكن مساءلتها.

وأبان الفكي عن توصلهم مع ممثلي لجنة اعتصام أمري  لحل يتعلق باستيعاب العاملين في المشروع في هيكل الخدمة المدنية مع الجهات التي سيتبع لها المشروع وحتى ذلك الحين التزم الفكي بالحوافز وكل المطلوبات لرفع الإضراب.حينها قاطعه المعتصمون بالتصفيق الحار مرددين هتافات حرية سلام وعدالة الثورة خيار الشعب، كما اعلن ايضا الالتزام مع وزير الري بتاهيل الترع وكذلك الالتزام بصيانة السلك الكهربائي.

ووعد الفكي بوضع كل المطالب قيد التنفيذ اما موضوع المحطة النيلية ستكون من أولويات ميزانية العام ٢٠٢١، واشار الفكي إلى أن الالتزام الأخلاقي تجاه قوى الثورة يحتم عليهم التعامل بوضوح وصراحة.

طالب المعتصمون بضرورة التحقيق في التعدي على أموال التنمية المصاحبة لقرى التوطين والتهجير وأكد لهم الفكي بملاحقة كل شخص تعدى على أموال التوطين والتهجير مثل أموال المحطة النيلية.

وفي ختام حديثه كشف الفكي عن قرار لجنة ازالة التمكين بفتح ملف سد مروي وستقوم بمراجعة الأموال والعاملين ومفوضية التهجير والشؤون الإجتماعية مع التأكيد بأن كل الاموال التي نهبت وأرسلت لخارج البلاد سيتم استردادها.

وطالب الفكي من كل المعتصمين حراسة الثورة ومراقبة الحكومة وتصحيحها إن أخطأت واصفا إياها بحكومة الثورة ردد المعتصمون “حرية،سلام،وعدالة مدنية قرار الشعب، ثوار أحرار حنكمل المشوار”

التعليقات مغلقة.