كلمة المؤتمر الشعبى فى المؤتمر التأسيسي لتنسيقية القوى الديمقراطيةوالمدنية (تقدم)
ماسة نيوز
بسم الله الرحمن الر حيم
الحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله الأمين (ص) .
فخامة السيد ممثل جمهورية أثيوبيا الشقيقة
سعادة السيد ممثل الاتحاد الإفريقي .
سعادة السيد ممثل الاتحاد الأوربي
سعادة السيد ممثل الايغاد.
سعادة السادة سفراء الدول الشقيقة والصديقة .
سعادة السيد رئيس تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية والسادة أعضاءالتنسيقية (تقدم)
السادة الضيوف .
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
قال الله تعالى (قد افترينا على الله كذباً إن عدنا في ملتكم بعد إذ نجاناالله منها وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا وسع ربنا كل شيءعلما , على الله توكلنا ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين) الأعراف 89
ـ تظل آيات الله وسننه ماضية في الأرض، فالطواغيت هم الطواغيت ديدنهمالعلو والاستكبار والقهر، إما اتباع بإكراه وإما نفي وتعذيب ….
ـ ولكن إرادة الله في عباده مطلق الحرية في تصريف شئونهم …. ولهسبحانه وتعالى سعة العلم والمشيئة في مقتضيات الحياة وعليه الكتلان ًوالدعاء من عباده بأن يفتح الله بينهم وبين القوم جميعاً بالحسنى . ويبقيالحق هو الرجاء والمبتغى .
السيدات والسادة الحضور:
في البداية الشكر لدولة أثيوبيا الشقيقة رئيساً وحكومة وشعباً للاستضافةالكريمة ، وهذا هو ديدن وشيم أهلها فهم أبناء النجاشي الملك العادل الذيلا يظلم عنده أحد (أجار فئة المستضعفين الأوائل في صدر الإسلام وحمىبيضة الدين نصرةً للمستضعفين و انحيازاً للحق والفضائل)
وهم أبناء وبنات السيدة بركة (أم أيمن) حاضنة الرسول ـ صلى الله عليهوسلم ـ في طفولته ، فهي التي قامت بدفن أمنا السيدة آمنة بنت وهب ومعهاالرسول (ص) وهو لم يبلغ السابعة من عمره وهو يبكى أمه عند وفاتها فيصحراء الأبواب وهي عائدة من المدينة بعد زيارة قبر والد النبي(ص) وحافظت على الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى سلمته لجده عبد المطلب.
ومنهم أيضاً سيدنا بلال أول صوت صدح بنداء الحق
فهم ملجأنا عند كل مدلهمة وكرب وشدة ألمت بالدولة السودانية القديمةوالحديثة فكانوا الملاذ والسند والعون فلهم منا كل التقدير والعرفان لجلائلصنيعهم وعطائهم غير الممنون .
وكذلك الشكر لتقدم رئيساً وأحزاباً وقوى سياسية ومدنية لدعوتنا لحضورهذا اللقاء والذي نرجو منه مشاركة فاعلة بإسداء النصح والمشورة للكيانالجديد والذي نرجو له كل رشد واستقامة وقوة لإصلاح حال البلاد وتقويمنكبتها .
السيدات والسادة الحضور:
جاء هذا التجمع الفريد من عدة كيانات واحزاب وقوى سياسية ومدنيةتختلف في توجهاتها و رؤاها ومناهجها ولكنها تتفق على الهدف الأسمى الاوهو إصلاح الوطن ونهضته ورفعة انسانه.
فالمؤتمر الشعبي إحدى هذه الكيانات الفاعلة في الحياة السياسيةالسودانية يحمل ذات الهموم
والأهداف ويعمل لأجل الإصلاح العام متوافقاً مع كل التيارات والقوىالسياسية والمدنية لبلوغ تلك التطلعات السامية
فحركة الإسلام وكوادرها ليسوا حديثي عهد في مشاركة القوى السودانيةالوطنية في سوح النضال عبر التاريخ البعيد والقريب .
فقد شاركت الحركة في النضال ضد الاستعمار طلاباً ومهنيين في تجمعالخريجين ومن ثم في تكوين الأحزاب الوطنية التي أسست الدولة الحديثة.
وشاركت أيضاً في مقاومة الحكومات الدكتاتورية العسكرية الشمولية التيمرت في التاريخ السوداني الحديث ….
وكان شباب الحركة الإسلامية من طلائع الجبهة الوطنية في مقاومة وتغييرالنظام المايوي وكذلك في تجمع قوى الإجماع الوطني لإسقاط النظامالسابق ، وكان ذلك بطرح منهج الحركة وبالتنسيق و كامل الاحترام والتقديرلرؤى ومناهج الآخرين.
جاءت مذكرة القوات المسلحة في العام 1989 تدخلاً سافراً في الحياةالسياسية وكانت بمثابة انقلاب على السلطة المدنية الديمقراطية الشرعيةبالبلاد.
كما أنه كان هنالك تربص لتغيير الحكم الديمقراطي المدني من عدة كياناتحزبية بواسطة كوادرها داخل القوات المسلحة ..!!!
لذلك اضطررنا للتغيير(أكل لحم الخنزير) الذي تم في يونيو من العام 1989 كخطوة استباقية لحماية الكيان ولأجل إصلاح الحياة السياسية المضطربةوإعادة بناء المؤسسات السياسية المتردية في ذلك الوقت …
وعندما خالف النظام السابق المبادئ وتنكب للمواثيق وحاد عن الجادةخالفناه وفاصلناه وعارضناه ورفضنا كل ممارسات القمع والقهر والظلموالفساد ودفعنا في ذلك أثمان باهظة وما زلنا
فقد تنكب النظام السابق لمبادئ الحريات العامة والتي هي منحة ربانيةلكافة مخلوقاته لا ينازعه فيها أحد
نكص النظام السابق عن الفدرالية وأصر رأس النظام السابق على تعيينولاة الويات دون انتخابات ؟ وتهميش وسلب لأصحاب الحق من نيلحقوقهم . . وهذا ما قاد للحروبات والتي نتائجها انفصال الجنوب وحتى مانعيشه من الحرب العبثية الكارثية الآن ….
شارك المؤتمر الشعبي في ثورة ديسمبر المجيدة وقدمنا ثلة من الشهداءالأبرار وفي مقدمتهم سيد الشهداء وأيقونة الثورة الشهيد الأستاذ أحمدالخير.
السيدات والسادة الحضور:
تعيش البلاد الآن حرباً كارثية مدمرة وصفها مشعلوها بأنها حرباً عبثيةولكن للأسف الشديد ظلوا سادرين في هذا العبث الذي أقعد بالدولة وبددمواردها وشرد المواطنين ويقضي على مستقبل الأجيال .
وهنا يجب أن نحمل وندين طرفي النزاع كل تلك الجرائم التي وقعت علىالمواطنين من نهب وسلب للممتلكات واغتصابات في حق المدنيين العزل .
وما زال النظام الحالي ممعناً في ممارسة ذات النهج المتسلط القاهر والأفعال الغير ملتزمة بالقوانين والحريات الممنوحة بالدستور والغير مراعيةلحقوق الإنسان وقد تمثل ذلك في الإنقلاب على الوثيقة الدستورية على مافيها من نواقص ومعايب وتمثل ذلك في مذكرات التوقيف التي صدرت مؤخرافي حق بعض القيادات السياسية والناشطين في العمل العام .
وكذلك ما صدر أخيراً لقانون الأمن الوطني والذي تم رفضه في السابق منجميع القوى السياسية .
وهنا نسجل إدانتنا ورفضنا لكل تلك الأساليب وكل القرارات التي صدرتأخيراً .
وهذا ما يستوجب أن تقف عنده كل القوى الوطنية بالتصدي لهذا العبثواللامبالاة المدمرة للبلاد بالآتي: ـ
أولاً : السعي الجاد والحثيث لوقف هذه الحرب وبكل الوسائل المتاحة ،مباشرةً مع طرفي النزاع ومن ثم بمناشدة الدول الشقيقة والصديقةوالمنظمات الإقليمية والدولية بالتوسط للمساعدة في وقف الحرب .
ثانياً: تشخيص الأسباب التي قادت إلي الحرب والعمل على طرحالمعالجات والحلول لها آنياً ومستقبلاً حتى لا نُورِد إلى ذات الأزمة .
ثالثاً: التواثق بين كافة القوى السياسية باحترام العهود والقوانين وتحقيقالعدالة بين جميع فئات الشعب السوداني ونبذ العنصرية والاستعلاء العرقيوالجهوية والتهميش .
السيدات والسادة الحضور:
كانت مشاركتنا للقوى السياسية المدنية فعالة في إعداد دستور الفترةالانتقالية بنقابة المحامين ثم تطورت هذه المشاركة في إعداد الاتفاقالإطاري والذي في تقديرينا جاء سفراً سياسياً متكاملاً لتحقيق الوفاقالوطني وتقديم حلول مرضية لكافة قضايا الوطن وقد نال هذا الاتفاقمشاركة جُل القوى السياسية وحظي بتوقيع واعتراف السلطة العسكريةبشقيها ومن ثم نال اعتراف المجتمع الإقليمي والدولي والمؤسسات الدولية …
كنا نريد لهذا الاتفاق الإطاري أن يبقى ويمضي وأن نعمل على تطويرهوتوسعته حتى يستوعب بقية القوى السياسية والمدنية ..؟
ولكن جاءت تقدم وقبلنا بها وأبدينا ملاحظاتنا عليها والتي نرجو لها أنتمضي لذات الأهداف المرجوة باستعادة الديمقراطية وتحقيق الحكم المدنيوقبل ذلك أن تحقق وقف الحرب المستعرة التي تقعد بالدولة وتذهب بها إلىالسيناريوهات الخبيثة المفجعة لا قدر الله ….
السيدات والسادة الحضور:
قد كتبت هذه الحرب نهاية لحقبة تاريخية قد مضدت وسوف نستشرف حقبةتاريخية جديدة في تاريخ السودان لما بعد هذه الحرب بإذن الله والتي سوفتفرض واقعاً جديداً ومغايراً لما قبله له سماته و وصماته التي ربما لا تكونحاضرة الآن في حسبان الكثير منا …
لذلك ماذا أعددنا لها ..؟
نعم ، كما قلنا إن وقف الحرب هو الأولوية ….
ولكن من الفطنة والكياسة والحكمة أن يشرع هذا التجمع وبما توفر له منإجماع وطني وحضور واعتراف دولي في الإعداد لما بعد الحرب ، وحتي لانفاجأ بمرحلة ما بعد الحرب كعادتنا.
وذلك بحشد الخبراء والمتخصصين من السودانيين والاجانب لإنجاز هذاالأمر .
وأن نعمل على تجاوز كل سلبيات ومرارات الماضي واستحضار الإيجابياتفي التاريخ السوداني لتشييد وبناء الحقبة القادمة .
السيدات والسادة الحضور:
كانت دعوتكم لنا تشريفاً مقدراً ولكننا لا نريد لهذا الحضور أن يكونحضوراً رمزياً جامداً فقط …
بل نرى أنه من الواجب علينا أن ندلي برأينا فيما نظن أنه الأفيد لإثراء العملالتأسيسي لهذه التنسيقية الوليدة وتوجيهها إلى ما يقود إلي تحقيقمسعاها الأسمى لإصلاح الوطن وبناء الحياة السياسية المستقبلية الراشدة.
عليه نرجو لهذه المنظومة (تقدم) أن تعمل مبدأ الشفافية والمشاورة والإجماعفي اتخاذ كافة القرارات .
ومن هذا المنطلق فإننا نعلق على ما تم من اتفاقيات مؤخراً مع الحركةالشعبية لتحرير السودان شمال (عبد العزيز الحلو) وحركة تحرير السودان(عبد الواحد محمد نور )
فإننا نقول الآتي :ـ
نحن على اتصال دائم مع الحركتين وكل الحركات المسلحة منذ حوالي ثلاثعقود من الزمان ولم تنقطع الاتصالات معهم في كل الظروف ولدينا تفاهماتمعهم في بعض القضايا وبيننا توافق في معظم القضايا التي تهم الوطنوكذلك لدينا بعض الاختلافات في بعض الرؤى ونسعى على تذليلهابالتفاوض والحوار مع كامل الاحترام والتقدير لتوجهات ومعتقدات الآخرينوذلك لما يعود بالنفع لصالح الوطن .
ونقترح لمثل هذه الاتفاقيات أن تقوم على المبادئ العامة والحد الأدنى الذييجمع عليه غالبية أهل السودان وألا يتضمن أياً من القضايا الخلافيةوإقحام المناهج و الأفكار الحزبية الخاصة والتي قد لا تجد قبولاً عليها ولومن جزء يسير من الشعب السوداني ، وقد نجحنا في الإتفاق الإطاري علىتحييد تلك القضايا الخلافية وإرجائها إلى حين إنعقاد البرلمان المنتخب منقبل الشعب السوداني للبت فيها وإقرارها وحينها تكون ملزمة للجميع ومثاللذلك :
ـ الدولة الدينية والدولة العلمانية .
ـ المبادئ فوق الدستورية .
ـ فصل الهويات الثقافية و الإثنية والدينية والجهوية عن الدولة .
كما وإننا نود أن ننتهز فرصة هذا التجمع الكريم ونتقدم ببعض الاقتراحاتالآتية والتي هي متضمنة فيما قدمناه إليكم بالورقة المقترحة للفترة الانتقالية:ـ
– الفترة الانتقالية القادمة أن لا تمتد لأكثر من عام .
ـ أن يكون الجهاز التنفيذي خلال الفترة الانتقالية من كوادر وكفاءات(تكنوقراط) غير حزبية ودون محاصصة .
– نقترح للبرلمان القادم أن يكون التمثيل فيه نسبياً تتمثل فيه كل القوىالسياسية السودانية بمختلف أوزانها .
– كما نقترح أيضاً لما بعد الفترة الانتقالية ديمقراطية توافقية على نسقالبرلمان المقترح تمثيله وذلك لهشاشة الديمقراطية القادمة بعد مرحلة منالحروب والاضطراب وعدم الاستقرار في الحقب السابقة .
ختاماً :ـ
نكرر الشكر والتقدير لدولة أثيوبيا الشقيقة رئيسا وحكومة وشعبا لكرمالضيافة والاستقبال وكذلك الشكر لتنسيقية القوى الديمقراطيية للدعوةالكريمة وإتاحة الفرصة لنا لمخاطبة هذا الجمع الكريم ,
التعليقات مغلقة.