كادوقلي ومهرجانات التنافس الثقافي

الشيخ الله جابو سرور : متطوع لنشر مفهوم ثقافة السلام ورتق النسيج الإجتماعي 

يا أحبابي الكرام، وأهل مودتي وعشيرتي أشارككم الأحزان علي وفاة الثقافة وعهد  الغناء والطرب الذي  ولي وهرب منذ أن رفع  أبناء الولاية السلاح في وجه الحكومات المتعاقبة علي السلطة في البلاد، وذلك من أجل أخذ الحقوق المهدرة وأزالت الضيم فأصبحت ولاية جنوب كردفان منطقة  تماس ومسرح للعمليات الحربية ، فيما بين  القوات الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال.

فأنطفأت الشمعة المضيئة وذبلت الأذهار وجفت ينابيع المياه المنهمرة من قمم الجبال وصمتت الطيور عن الشدو بألحانها الشجية وفتحت القبور وعمت الفضي والفجور. فعاشت الولاية سنين عجافاً نهت الحرب فيها الشيب والشباب وأصبحت بيوت عامر. اليوم خراباً ويباباً سكنها البوم وينعق على أعتابها الغراب.

علي وجه كل حال نحن أبناء ولاية جنوب كردفان قصرنا منها  تركناها ساكنة في دير الأحزان ودار العجزة والمسنين رغم (فصاحتنا وفلحمتنا) ما قدرنا نوقف تلك الحرب  التي أنهكت كاهلنا مع وجود كوكبة نيرة من أساتذة الجامعات وطلبتها  والضباط وضباط الصف والجنود بقوات الشعب المسلحة والشرطة والأمن والموظفين في الخدمة المدنية والمغتربين في دول المهجر من أبنائها وبناتها بهذا العدد الكبير من تلك الفعاليات، أصبح (قاعد أم فكو) ناس تنظير وكلام كتير ولا بجدعوا ولا حتي  يجيبو الحجارة. المفروض علي هؤلاء كطبقة مستنيرة تكون لوبي ضاغط علي كل من الحكومة والحركة الشعبية لإيقاف تلك الحرب لأنها عبثية ، ومسرحية سيئة الإخراج.

هل يعقل أربعون سنة مواطن الولاية مشرد والمدهش وداعي للإستغراب يوجد نفر من المثقفين يدعو للتنافس الثقافي ويشمل الغناء والطرب والمسرح شوفوا مثل تلك (المسخرة) والاستهار بعقول ناس الولاية ثقافة شنو ومسرح شنو لحل معضلة الحرب.

للعلم شدوا من وسطكم وابقوا ناس حجة ومنطق علي أقل تقدير تعملوا لجنة لكي تذهب وتقابل عبدالعزيز آدم الحلو رئيس الحركة الشعبية وتقولوا له بصريح العبارة أوقف هذه الحرب إذا كانت من أجلنا لأنها ما جلبت لنا إلا الساحق والماحق والبلاء المتلاحق    مضي عليها زمن ولم تحقق أية إنتصارات علي القوات المسلحة ولم تتمكن من الإستيلاء  على محلية واحدة أو مدينة، بل ظلت في المناطق النائية وزعزعت أمن وإستقرار إنسان الولاية في شتي دروب وضروب الحياة الإجتماعية وأصبحت لنا وصمة عار في  جبيننا قتلت الرجال ورملت النساء ويتمت الأطفال واصبحوا عالة علي المجتمع إضافة إلي الفاقد التربوي لعدم الوالي ورب الأسرة الذي  يسوس أمرها … الحرب قضت نحبه .

ولا تكتفوا بهذا القدر تبقوا للحكومة في (ظبوطها) وتقولوا لها بصريح العبارة لا يعقل أن تكون هنالك حكومة وبيدها كل الصلاحيات المكفلة في الدستور وتجهل معالجة الوضع  الأمني في ولاية جنوب كردفان دهراً كاملاً فاقدة نعمة الأمن والطمأنينة العامة ما دام تقوموا بأمور الثقافة وما أدراك ماهية من أساليب الغش والخداع  المفروض.

تعملوا الإعتصامات الجماعيه أمام مقر أمانة حكومة الولاية مطالبين بوقف الحرب عاجلاً بدون قيد أو شرط وتكون ممهورة بعويل النساء وبكاء الأطفال وينادوا باعلي الأصوات بدون كلام (عاوزين سلام) إذا لم يتمكن الوالي من ذلك هو وأركان حربه من لجنة أمن الولاية فاليغادروها فوراً ويتم إستبدالهم بآخرين عسى ولعل أن يكون الخلف خيراً من السلف ولايعقل أن تكون ولاية جنوب كردفان مضروبة جبخانة ويصبح مواطنيها كالصيد مهلوع نافر وناجع دهرأً كاملاً من الزمان وحتي لحظة كتابة هذا  الموضوع  ما فارز (الكوع من البوع).

إن السلطات في الدولة هي ملزمة قانونياً ببسط هيبتها في تلك الولاية وإلا تتركها عرضة للإنتهاكات من جانب الحركة الشعبية قطاع الشمال دون ولياً مرشداً. للسعى والهرولة في  الغدو والرواح باحثاً للأمن والآمان فإني من هذا المنبر أقول تاني أمور تحنيس برقيص ولعب مافيش. نحن بشر ولدينا إحساس وشعور وملينا قعدت المهانة ديل عاوزين أمور بلباص الحركة الشعبية إذا عندها القدرة خليها تستلم الولاية بلقوه لا ماعندها قوة كمان  تنسحب من الموضوع (لا حرب ولا سلام) مع الحكومة تضررنا منه كثيراً إذا لم تستجب الحركة لمنادات السلام تفرض الحكومة نفسها وتقضي على الحركة بردع والقوة العسكرية المفرطة عدا ذلك الحل يكون بيد أبناء الولاية بعد أن يجمعوا رأيهم علي الكيفية التي توقف الحرب في تلك الولاية المكلومة لأن الرؤيا وضحت جلية نحن من جانب  حكومة المركز مهمشين وعاملة ولاية جنوب كردفان علي حسب قول المثل العامي السوداني (أرنب كوع) أي مكان فايدة للمأكله فقط لأن ألاجهزة الأمنية المرابطة فيها مفضلة إستمرار القتال من الجنوح الي السلام لوقف الحرب المشؤمة، لكي يستغلوا السلطة والنفوذ تحت ستار العمل الرسمي وينهبوا ثروات الولاية بحجة الإجراءات الأمنية ولما لا. إتضح لكل عاقل وبالغ الرشد ذكر كان أم أنثي لعب حكومة المركز بابناء ولاية جنوب كردفان الدال على صحة هذا الإدعاء لماإ ندلعت الحرب في الخرطوم  ما بين قوات الشعب المسلحة وقوات الدعم السريع قامت الولاية بأمر وإيعاذ من الحكومة  بإرسال أرتال من الجنود للحرب في الخرطوم والعدد الذي أرسلوه كان كافياً  لإخماد بؤر التمرد واخداع الحلو طايع أم مكره بقوة الردع للإستسلام وإيقاف الحرب، ولكن  الشيء المؤسف السلطات في الولاية ما عملت بمقولة المثل العامي السوداني ( الزيت لو ما كفي البيت حرام للجيران) المفروض ما يستجيبوا لنداء الحكومة ويرسلوا جندي  واحد.

 لماذا لأن الولاية إذا كان عندها فضل  زاد في هذا الخصوص المفروض تقدمه لنفسها وتعالج مشكلة الحرب الدايرة فيها الآن هي عملت بقول مثل (أبوحرقوس) الذي تبرع برأسه وبدأ يلوس أرسلوا مقاتلين لإنقاذ الخرطوم وفضلوا حل موضوع الحرب في الولاية بثقافة الغناء والطرب الرقيص.

التعليقات مغلقة.