تصريحات للسفيرة ليندا توماس غرينفيلد في خلال إيجاز في مجلس الأمن الدولي بشأن الوضع في البحر الأحمر
ماسة نيوز : وكالات
شكرا سيدي الرئيس وشكرا لمساعد الأمين العام خياري على الإيجاز.
حضرات الزملاء، كما سمعتم، قامت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة — وبدعم من كل من أستراليا والبحرين وكندا وهولندا — بشن عدد من الضربات المشتركة ضد أهداف للحوثيين في اليمن ليلة البارحة، وذلك ردا على الهجمات المتواصلة والمتزايدة التي يشنها الحوثيون في البحر الأحمر. ويتمثل الغرض من هذه الضربات بتعطيل وتقليص قدرة الحوثيين على مواصلة هجماتهم المتهورة ضد السفن والشحن التجاري في البحر الأحمر وخليج عدن.
كانت هذه الضربات ضرورية ومتناسبة على غرار ما تفضل به زميلي البريطاني منذ قليل، كما كانت متسقة مع القانون الدولي وأتت ضمن ممارسة الولايات المتحدة لحقها المتأصل في الدفاع عن النفس، وذلك وفقا للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة. ولم يتم اللجوء إلى هذه الضربات إلا بعدما برهنت الخيارات غير العسكرية عن عدم ملاءمتها لمعالجة التهديد.
ولكن على الرغم من ذلك، ليس قرار توجيه أي ضربة مماثلة بقرار تتساهل الولايات المتحدة في اتخاذه، لذا أود تفصيل مراحل وصولنا إلى هذه النقطة ومناقشة الخطوات التي ينبغي أن نتخذها جميعنا من الآن فصاعدا للتخفيف من تصعيد الوضع والحفاظ على حقوق وحرية الملاحة. وبينما يأتي هذا الرد المنسق عقب أكبر هجمات الحوثيين وآخرها وأكثرها تعقيدا في وقت سابق من هذا الأسبوع، يشير الواقع إلى أن هجمات الحوثيين الانتهازية التي تستهدف السفن آخذة في التصعيد منذ تشرين الثاني/نوفمبر.
حضرات الزملاء، ما من شخص واحد في هذه القاعة محصن ضد آثار هذه الهجمات. ولا حتى روسيا. لا أحد على الإطلاق. هذا هو الحال سواء كانت السفينة ترفع العلم الأمريكي أو علم أي دولة أخرى وسواء قمتم بالتصويت لصالح القرار الذي صدر هذا الأسبوع أو امتنعتم عن التصويت. كافة سفننا معرضة للتهديد ما دامت أي من سفنكم معرضة للتهديد.
لقد أجبرت ألفي… ألفي سفينة على تغيير مسارها لآلاف الأميال منذ تشرين الثاني/نوفمبر بغرض تجنب البحر الأحمر. وقد تأثرت أكثر من خمسين دولة بفعل 27 هجوما شنه الحوثيون على الشحن التجاري الدولي، كما هدد المسلحون الحوثيون بحارة من أكثر من عشرين دولة أو أخذوهم كرهائن.
ويشتمل هؤلاء البحارة على أفراد طاقم سفينة “غالاكسي ليدر” التي ترفع علم جزر البهاما وتشغلها اليابان، إذ اختطفت قوات الحوثيين السفينة يوم 19 تشرين الثاني/نوفمبر وأخذت أفراد طاقمها متعدد الجنسيات كرهائن، وهم مواطنون بلغاريون ومكسيكيون، ورومانيون، وأوكرانيون، وفيليبينيون. وما زال الحوثيون يحتجزونهم كرهائن حتى اليوم على الرغم من مطالبات المجلس بالإفراج عن السفينة وأفراد طاقمها.
وبعد فترة قصيرة وإدانة المجلس لهذه الهجمات، كانت سفينة ترفع علم النرويج ضحية هجوم بما يبدو أنه صاروخ مضاد للسفن تم إطلاقه من منطقة يسيطر عليها الحوثيون في اليمن.
وحاولت قوات الحوثيين بعد بضعة أيام الصعود على متن سفينة ترفع علم مارشال بينما تم توجيه صاروخين آخرين من مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن.
وأنشأت الولايات المتحدة بتاريخ 18 كانون الأول/ديسمبر عملية حارس الازدهار، وهي عبارة عن تحالف دفاعي يضم 22 دولة للمساعدة في الدفاع ضد تهديدات الحوثيين في البحر الأحمر.
وبتاريخ 19 كانون الأول/ديسمبر، وبعد مرور شهر على اختطاف الحوثيين لسفينة غالاكسي ليدر وأفراد طاقمها، أدانت 44 دولة تدخل الحوثيين في حقوق وحريات الملاحة في البحر الأحمر، إلا أن الحوثيين واصلوا هجماتهم لسوء الحظ.
واعترضت القوات الأمريكية يوم 26 كانون الأول/ديسمبر 12 مسيرة هجومية أحادية الاتجاه وثلاث صواريخ كروز مضادة للسفن وصاروخين هجوميين أرضيين من طراز كروز في جنوب البحر الأحمر ، وقد تم إطلاقها جميعها من قبل الحوثيين ضد سفن عدة تمر هناك.
وفي محاولة لردع المزيد من الهجمات وتهدئة الوضع، أصدرت الولايات المتحدة بيانا رئاسيا حظي بدعم قوي، باستثناء عضو واحد من أعضاء هذا المجلس لسوء الحظ.
وبينما تابعنا التداول أكثر يومي 30 و31 كانون الأول/ديسمبر، تزايدت الهجمات واستهدف الحوثيون سفينة ترفع علم سنغافورة وتمتلكها وتشغلها الدنمارك، ثم حاولوا الاستيلاء عليها.
وعندما تجاهل المهاجمون الحوثيون التحذيرات وأطلقوا النار على مروحياتنا البحرية، ردت الولايات المتحدة بضرب ثلاثة من قواربهم الأربعة وإغراقها.
وفيما سعت الولايات المتحدة للدفاع عن السفن التجارية في البحر الأحمر، واصلنا متابعة الرد الدبلوماسي. وفي 3 كانون الثاني/يناير، حذرت الولايات المتحدة و13 دولة أخرى تمثل بعضا من أكبر شركات الشحن في العالم من أن هجمات الحوثيين تهدد حياة الأبرياء والاقتصاد العالمي والتدفق الحر للتجارة، مشيرة إلى أن الحوثيين سيتحملون العواقب كاملة إذا واصلوا هذه الهجمات.
وعقد هذا المجلس في اليوم عينه اجتماعا طارئا شهدنا فيه على إجماع على اتخاذ المجلس لإجراء، فقمنا بصياغة قرار بالشراكة مع اليابان، وتم اعتماده في وقت سابق من هذا الأسبوع بعد مشاورات مكثفة. ودعا هذا القرار الحوثيين مرة أخرى إلى وقف هذه الهجمات وأدان الجهات التي تقدم الأسلحة والمساعدة اللازمة لتنفيذها. وأشير أيضا إلى أن هذا القرار تطرق إلى الحق الطبيعي الذي تتمتع به الدول الأعضاء في الدفاع عن سفنها من الهجمات وفقا للقانون الدولي، وهو حق متأصل.
ما الهدف من تفصيل هذه المراحل الزمنية؟ يجعل هذا التفصيل الأمور واضحة وضوح الشمس، ويشير إلى أن الضربات التي تم توجيهها ليلة البارحة ما هي إلا أحدث إجراء ضمن سلسلة من إجراءات الدفاع عن النفس التي اتخذتها الولايات المتحدة ودول أخرى، وهي ضربات حدثت على خلفية دبلوماسية واسعة النطاق من الإدانة العالمية.
حضرات الزملاء، لا ترغب الولايات المتحدة في اندلاع المزيد من النزاعات في المنطقة التي ترزح أصلا تحت نزاعات كثيرة. غايتنا بسيطة، ألا وهي التخفيف من التوترات واستعادة الاستقرار في البحر الأحمر وحماية مبادئ حرية الملاحة الأساسية. وينبغي أن يواصل هذا المجلس القيام ببعض الأمور لتحقيق ذلك، إذ ينبغي أن نواصل التأكيد على أنه ليس لمعظم السفن التي هاجمها الحوثيون أي علاقة بإسرائيل، على الرغم من المزاعم سيئة النية بعكس ذلك. وغني عن القول إن الهجمات على أي سفينة في البحر الأحمر غير مقبولة على الإطلاق، بغض النظر عن مصدر هذه السفن أو ملكيتها، والقول بخلاف ذلك يهدد بإضفاء الشرعية على الانتهاكات الواضحة للقانون الدولي.
وينبغي أن نكون واضحين أيضا بشأن دور إيران في هذه الهجمات. فبدون الدعم الإيراني الذي ينتهك التزامات إيران بموجب القرار 2216، لن يكون سهل على الحوثيين تتبع السفن التجارية عبر ممرات الشحن في البحر الأحمر وخليج عدن وضربها بشكل فعال. وينبغي أن يضغط كافة أعضاء هذا المجلس — وبخاصة من لديهم قنوات تواصل مباشرة مع إيران — على القادة الإيرانيين لكبح جماح الحوثيين ووقف هذه الهجمات.
وأخيرا، حري بهذا المجلس أن يواصل مطالبة الحوثيين بوقف هجماتهم والإفراج عن السفينة والبحارة الذين لا يزالون يحتجزونهم كرهائن. وعلينا كذلك أن نواصل دعم التدفق الحر للتجارة في أحد الممرات المائية الأكثر حيوية في العالم، وذلك وفقا للقانون الدولي. كانت تلك المهمة المطروحة أمامنا عندما اجتمعنا لأول مرة بشأن هذه المسألة في كانون الأول/ديسمبر، وكانت أيضا مطروحة أمامنا عندما اجتمعنا في وقت سابق من هذا الأسبوع، وهي نفسها التهمة العاجلة والطارئة المطروحة أمامنا اليوم.
شكرا
التعليقات مغلقة.