الرأى اليوم *البرهان خطاب الحرب أمام دعوات السلام*صلاح جلال
الرأى اليوم
*البرهان خطاب الحرب أمام دعوات السلام*
(١)
💎إنتظمت الساحة الداخلية والإقليمية والدولية فى الأيام القليلة الماضية فسحة من الأمل بخطابات مفعمة بقرب الوصول لإتفاقات لإيقاف الحرب فى السودان وتوجت بخطوة تعتبر إختراق فى ظل تصاعد نيران الحرب *بالتوصل لإتفاق بين القوى المدنية الديمقراطية (تقدم) أكبر تجمع شعبى مدنى من أجل السلام بقيادة رئيس الوزراء د.عبدالله حمدوك*
توصلوا لإعلان أديس أبابا الموقع مع قائد قوات الدعم السريع الفريق أول حميدتى فى غُرة يناير الحالى من أجل وقف الحرب فورا والإلتزام بحماية المدنيين وفتح الممرات اللازمة لتوصيل المساعدات الإنسانية الضرورية للمواطنين فى المدن والنازحين فى الأطراف ومساعدة اللاجئين على العودة من مصاعب اللجؤ ومعالجة بعض قضايا المستقبل والعملية السياسية ، *تتفاجأ الساحة اليوم السبت ٥ يناير بخطاب نارى لتصعيد الحرب من القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول البرهان* .
(٢)
💎 لقد تحدث الفريق البرهان بلغة تصعيدية للحرب أمام جنوده فى أحد القواعد العسكرية بخطاب غير موفق ، مما يعطى الطرف الآخر الدعم السريع العذر للسماح لقواته بإجتياح الأقاليم المحاصرة فى الأبيض وكوستى وسنار والدمازين، *لقد ألجم خطاب السلام وخروج قائد الدعم السريع تحركات قواته العسكرية فى توسيع نطاق الحرب* وألزمهم بوقف العمليات لإعطاء الفرصة للسلام ، *جاء خطاب البرهان ليعطي الدعم السريع كل المبررات للتصعيد* خاصة لقواته المرابطة على بوابات الأقاليم ومداخلها فى سنار والنيل الأبيض وكردفان فقد رفع عنهم خطاب البرهان اليوم الحرج من التمدد وتوسيع نطاق العنف فى البلاد ولن يلومهم أحد إن فعلوا ذلك على نفسها جنت براقش .
(٣)
💎 نحن أبناء النيل الأزرق بعد إجتياح الجزيرة والسيطرة على مدينة ود مدنى ووصول قوات الدعم السريع لأطراف مدينتنا سنار ، حرصاً منا على سلامة أرواح أهلنا والحفاظ على ممتلكاتهم والبنيات التحتية لمدننا، *تواصلنا سياسيين وزعماء مجتمع ومثقفين وتوافقنا على مذكرة* تناشد قوات الدعم السريع عدم الدخول لمدن النيل الأزرق مقابل دعمنا اللامحدود لوقف الحرب وحيادية أهلنا وإبتعادهم عن التجييش والإنحياز لأى من طرفى النزاع ، لقد *تواصلنا مع أبناء النيل الأزرق فى الدعم السريع خاصة القائدين المك أبوشوتال والأخ البيشي* وإنتزعنا منهم وعد بتجميد العمليات العسكرية فى منطقتنا وإعطاء السلام فرصة ، لكن خطاب الفريق البرهان اليوم أصاب مجهوداتنا لحماية مجتمعاتنا المحلية فى سنار والدمازين فى مقتل ، ووضع مبادرتنا لوقف الحرب ومن إجتياح أهلنا فى مهب الريح ورفع الحرج عن قوات الدعم السريع من الدخول لمناطقنا دون أن يلومهم أحد .
(٤)
💎 إن خطاب التصعيد للحرب تقف خلفه مجموعات سياسية محدودة ومهزومة إخططفت قرار القوات المسلحة وتختبئ تحت بذتها العسكرية، وإن الدعوة الفاشلة لتسليح الشعب لا تعددى (نقارة الورل) وقيادات الإستنفار فى الدنيا البعيدة خارج الحدود فى القاهرة وتركيا وبعض المدن الباردة، *كنا سنتفهم خطابات التصعيد من القائد العام للقوات المسلحة إذا كانت قواته تحقق إنتصارات على الأرض* وتقترب من تحقيق النصر المبين، لكن الحقيقة المؤسفة أن القوات فى تراجع وعاجزة عن حماية المواطنين حتى أطلق عليهم المتهكمين (الفحاطة) أمام مصطلح الكيزان لإستصغار القوى المدنية بعنوان (القحاطة) ، تعبئة الجماعة السياسية المساندة لخطاب الحرب لسفنهم على اليابس وعاجزة عن الإبحار لرفض الشعب للحرب ورغبته العارمة لإيقافها فوراً وتحقيق السلام، ملئوا الدنيا ضجيجاً بإسم الكتائب ومن بعدها الإستنفار والآن المقاومة الشعبية إبداع فى نحت الأصنام بلا روح ولا حركة ، الحرب حقيقة قاسية لا تقتات بالشعارات الجوفاء وقودها الأرواح والدماء ، فهى ليست نزهة قونات ولايفاتية وصحافة صفراء تحترف الكذب والتطبيل والتضليل وقلب الحقائق .
(٥)
💎💎 ختامة
لقد أحزننى اليوم خطاب الفريق البرهان المعاكس لأمواج السلام والقاتل لأمل إيقاف الحرب والمجهض لأحلام المواطنين الذين إشتروا أمل العودة لديارهم وإنهاء معاناة الدواء والطعام وحرمان ١٩ مليون طفل من الجلوس للتعليم ، القيادة الرشيد ترفع الإحباط وتغرس الأمل وقت الأزمات *لكن الفريق البرهان وخطابه البائس يحقق العكس فهو حشف وسوء كيل وسقوط مفردات*
لقد أنشد الشاعر الجاهلى (الأفوه الأودى) وقد صدق ، الأبيات الخالدة التى تًطابق حالنا اليوم.
لا يَصلُحُ الناسُ فَوضى لا سَراةَ لَهُم
وَلا سَراةَ لهم إِذا جُهّالُهُم سادوا
وَالبَيتُ لا يُبتَنى إِلّا لَهُ عَمَدٌ
وَلا عِمادَ إِذا لَم تُرسَ أَوتادُ
فَإِن تَجَمَّعَ أَوتادٌ وَأَعمِدَةٌ
لِمَعشَرٍ بَلغوا الأَمرَ الَّذي كادوا
*لابد من إنهاء الحرب وتحقيق السلام وإن طال السفر* .
صلاح جلال
٥ يناير ٢٠٢٣م
التعليقات مغلقة.