ودق الرواعد ثم ماذا بعد الحرب(1) الطاهر أبوجوهرة

ماسة نيوز

مؤسف جدا .. وقعت الحرب والكل عاش التجربة وإصطلى .. سقطت الزجاجة وتحطمت وجرى اللبن مختلطاََ بدماء المعركة .. الان .. لايستطيع أحد ان يرجع ( القزاز ) ولا اللبن المتداعي .. فهل نبقى نندب حظنا ونبكي على الزجاجة والحليب أم ندع القلق والبكاء على الماضي ونبدأ الحياة .. ستقف الحرب ومؤشرات وقوفها دانية بالتأكيد ، ليبقى السؤال ماذا نحن فاعلون بعد توقيع عقد الايقاف والجنوح للسلم .. الاجابة ، لابد من لملمة كل الجراح ، وهذا لايعني الإفلات عن المحاسبة ، فذاك شأن قانوني له أهله ، ومواعينه ، وقضاءه ، لايمكن صرف النظر عنه .. ولملمة جراح مابعد الحرب مسؤولية تاريخية تقع على عاتق القوى السياسية المدنية جمعاء بلا إستثناء ، إلا من حكم عليه القضاء بالابعاد وتوافق الجميع على ذلك .. تمام .. اذا كان للحرب نِعمٌ فإنها الان يمكن ان تكون وضعت عربة مسار بلادنا في الطريق الصحيح بعد أن ضلت الطريق عقودا من الزمان .. ونعني طريق الحكم المدني ودرب دولة المؤسسات .. وممشى دولة المواطنة والحريات والعدل والمساوة والتوزيع العادل للاشياء دون طغيان جهة .. كل البلدان التي نهضت عاشت تجارب من ملحقات وتوابع حروب طاحنة ، بعدها جاء التعايش وإنسلخ الناس من جلد الذات وإتجهوا ناحية البناء والتعايش في ماعون وطني خالص مجرد من الكراهية وحب الذات .. الان .. الكل عرف معنى الحرب وكفى .. فلا أحد يرغب في إعادة التجربة من جديد .. وهكذا يبقى التحدي امام القوى السياسية لتلتقي وترتب بيتها الداخلي تواثقا إستعدادا لمرحلة مابعد الحرب ، وهي مرحلة أصعب من لحظاتها ، فالحرب تهدم والهدم سهل والاعمار صعب .. نعم .. قلنا الإعمار .. والذي ينبغي أن يبدأ بإعمار القلوب لتلتقي في رحاب دائرة أنا سوداني أنا ، وهذه المرة بصدق وعقد وطموح .. القوى السياسية المدنية جمعاء عليها أن تنفض عن ثيابها غبار مخلفات الصدام العسكري الذي جرى ، وتبدأ في لملمة شتات الماضي ، لنضع حجر أساس قاعدة بناء المستقبل الذي يبدأ بالالتقاء والحوار وتقديم والاوراق ذات الصلة والرؤى لنخرج بما يليق ببناء سودان جديد يستوعب هذا التباين الثقافي والتفاوت الاثني لننهض .. نعم .. لاحت في الافق أضواء لبشارات قادمة لمبادرة مبكرة من جوبا ، أخوتنا في جنوب السودان بقيادة سلفاكير بمبادرة من الامين العام للمؤتمر الشعبي دكتور علي الحاج مدوا إياديهم مبكرا وأنتبهوا لاولويات بناء المرحلة القادمة ، التي تبدأ بفكرة ان تلتقي القوى السياسية السودانية جمعاء هناك لتتفاكر وتتناقش لتاتي بمخرجات تكون لبنة لبناء مستقبل القادم .. هنا يكمن التحدي .. وهنا ستفرز الالون ، والراقبون الصادقون هم من يلتفون حول ألوان العلم .. التي تبدأ بالاخضر الرامز للزرع ثم تاتي بقية الالوان التي غنيناها في نشيد العلم أيام الشمل جامع والوصل متصل :
علمي انت رجائي
أنت عنوان الولاء
ونواصل
وهكذا يكون الودق
رعد :
ياااسادتي
دعوا التناوش حول جثمان الوطن
أحملوا هذي المعاول من جديد
ثم صبوا في حناياه معينات الحياة
ثم ينهض
بعد ان أكل الثرى
ثم يقتاد الجميع
من صحون العدل لا للظلم
لا للانفراد
كلنا أبناءه
كلنا من أسر رضعت من
النيل الحليب بالتساوي
بالتعادل
بالرضاء
بلا تباعد وإنشطار

ونواصل

التعليقات مغلقة.