إحاطة خاصة عبر الإنترنت مع السفيرة المتجولة لشؤون العدالة الجنائية العالمية بيث فان شاك وزارة الخارجية الأمريكية إحاطة خاصة
ماسة نيوز : وكالات
المركز الإعلامي الإقليمي في أفريقيا
مدير الحوار: طاب يومكم جميعا من المركز الإعلامي الإقليمي في أفريقيا التابع لوزارة الخارجية الأمريكية. أود أن أرحب بالمشاركين معنا الذين انضموا إلينا من مختلف أنحاء القارة الأفريقية وأشكركم جميعا على انضمامكم إلى هذا النقاش.
يسعدنا أن تنضم إلينا اليوم السفيرة الأمريكية المتجولة لشؤون العدالة الجنائية العالمية بيث فان شاك. وستناقش السفيرة فان شاك تحديد الوزير بلينكن ارتكاب القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وأعمال تطهير عرقي في السودان. وبعد أن تلقي السفيرة فان شاك كلمة افتتاحية مقتضبة ستنتقل للإجابة على أسئلتكم. وهي تنضم إلينا من واشنطن العاصمة.
نستهل اتصال اليوم بكلمة افتتاحية من السفيرة فان شاك ثم ننتقل إلى أسئلتكم، وسنحاول الإجابة على أكبر قدر منها في خلال الإحاطة.
نذكركم بأن اتصال اليوم مسجل، والآن، أترك الحديث للسفيرة الأمريكية المتجولة لشؤون العدالة الجنائية العالمية بيث فان شاك.
السفيرة فان شاك: رائع، شكرا جزيلا يا تيفاني. صباح الخير أو طاب يوم جميع من انضموا إلينا اليوم. أقدّر أنكم قمتم بتخصيص بعض الوقت للاطلاع على ما تم تحديده بشأن الفظائع التي تم ارتكابها مؤخرا. الوضع في السودان مأساوي بحق، ومن المهم بمكان أن نواصل جميعنا التركيز عليه، فالسودانيون يستحقون فعلا انتباهنا الكامل.
لا بد أنكم تتابعون ما يحصل وتعرفون أن المدنيين السودانيين يتحملون وزر نزاع يفوق التصور ولا داع له بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع منذ شهر نيسان/أبريل الماضي.
وتشير البيانات المتوفرة لدينا إلى مقتل ما لا يقل عن عشرة آلاف شخص ونزوح أكثر من 6,8 ملايين شخص. ويبقى البعض نازحين في الداخل، بينما أصبح البعض الآخر من اللاجئين في دول أخرى. وقد اطلعنا جميعنا على تقارير تقشعر لها الأبدان عن اعتقال الآلاف ووضعهم في مراكز احتجاز في مدينة الخرطوم أو حولها، ونحن نعرف أن بعضهم قد تعرض للتعذيب وقتل البعض الآخر.
لقد تم شن حرب أيضا على أجساد النساء والفتيات اللواتي تعرضن لأعمال عنف جنسي متعمد ومنهجي على يد قوات الدعم السريع وقوى الميليشيات المتحالفة معها. يتم الاعتداء على النساء والفتيات في منازلهن واختطافهن من الشوارع واستهدافهن بأعمال العنف الجنسي المرتبطة بالصراع، بما في ذلك الاغتصاب والاغتصاب الجماعي والعبودية الجنسية. وغالبا ما لا تتمكن الناجيات من الحصول على أي نوع من الرعاية الطبية أو الدعم النفسي، مما يخلف صدمة دائمة.
لقد شهدنا تفشيا لأعمال العنف ضد المدنيين في دارفور على وجه الخصوص، وذلك على خلفية عرقية. لا ينعم الناس بالأمان في منازلهم أو مساجدهم أو مدارسهم. وقد اطّلعنا على عدة تقارير موثوقة عن قيام قوات الدعم السريع والميليشيات العربية التابعة لها باستهداف أفراد عرقية المساليت وأفراد المجتمعات الأفريقية الأخرى بشكل محدد وملاحقة الرجال والصبيان وإطلاق النار على الفارين وسرقة كل ما هو ذي قيمة وإحراق ما تبقى.
وقد توصل وزير الخارجية بناء على مراجعة متأنية للوقائع وتحليل قانوني إلى تحديد مفاده أن أفرادا من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع قد ارتكبوا جرائم حرب. كما حدد ارتكاب أفراد من قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها جرائم ضد الإنسانية وتطهير عرقي في دارفور.
لقد توصل وزير الخارجية إلى هذا التحديد ليكون شاهدا على الانتهاكات التي يعاني منها الشعب السوداني على يد القوات التي يفترض أن تحميه وليسلط الضوء عليها أيضا. ونحن نأمل أيضا أن نتمكن من حشد المجتمع الدولي لمساعدتنا على وضع حد للعنف ومعالجة الأزمة الإنسانية وتعزيز العدالة للناجين وللضحايا. وستواصل وزارة الخارجية ومختلف أقسام الحكومة الأمريكية تعقب نطاق واتساع جرائم الأطراف المتحاربة التي لا تعد ولا تحصى وتوثيقها.
وأود أن أشيد في هذا الصدد بالعمل المهم الذي قام به الصحفيون في هذه القضية. لم تردعهم أعمال العنف الميدانية، لذا نحن نقدّر فعلا استمرارهم في تغطية هذه القضايا وبخاصة بعض المراكز الإعلامية الإقليمية.
لقد عاث الجناة قتلا واغتصابا ومهاجمة للمدنيين بدون عقاب لفترة طويلة جدا في السودان. وليست الفظائع التي تحدث اليوم في دارفور سوى تذكير مشؤوم بالإبادة الجماعية التي شهدتها المنطقة في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، فعدد كبير من الجناة لم يتغير ويتم استهداف المجتمعات عينها بأنماط الإجرام عينها.
لقد أشادت الولايات المتحدة بالإعلان الأخير عن إمكانية أن تخضع جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في خلال القتال الحالي للتحقيق والملاحقة القضائية أمام المحكمة الجنائية الدولية، وقد أعلن مكتب المدعي العام للمحكمة عن أنها قد بدأت تحقيقات مركزة في الأحداث الأخيرة. ويجب أن يعمل المجتمع الدولي معا لتحقيق العدالة المُجدية للضحايا والمجتمعات المتضررة ووضع حد لهذه الحقبة الطويلة من الإفلات من العقاب. ونحث كافة الدول على التعاون مع هذا التحقيق.
وفي هذا الصدد، سيكون استمرار التوثيق أمرا بالغ الأهمية لإرساء أساس كافة جهود المساءلة. وقد عملت الحكومة الأمريكية بشكل وثيق مع الحلفاء الرئيسيين لإنشاء بعثة جديدة لتقصي الحقائق تركز على السودان في مجلس حقوق الإنسان. وستتمكن هذه الآلية الجديدة من جمع الأدلة على الفظائع المرتكبة في مختلف أنحاء البلاد والبدء في تحديد المسؤولية عن ارتكابها.
وقمنا أيضا بتمويل مرصد جديد للصراع في السودان في جامعة ييل، وذلك من خلال منظمتنا المعنية بالصراعات وإرساء الاستقرار. ويتم نشر تقارير المرصد للعموم وأشجعكم على زيارة موقعه الإلكتروني للاطلاع على أحدث التقارير.
وستواصل الولايات المتحدة أيضا دعم جهود التوثيق التي يقودها السودانيون، وبخاصة تلك التي تتمحور حول الناجين وتركز على الصدمات.
وفي ما يتعلق بالأزمة الإنسانية، تبقى الولايات المتحدة أكبر جهة مانحة منفردة للمساعدات الإنسانية للشعب السوداني. وقد قدمنا حوالي 895 مليون دولار من المساعدات الإنسانية في السنة المالية 2023 من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ومكتب السكان واللاجئين والهجرة التابع لوزارة الخارجية ومصادر أخرى. ويوفر هذا التمويل المساعدات الغذائية الطارئة وخدمات الحماية والرعاية الصحية ودعم التغذية والمأوى والمياه وخدمات النظافة الصحية وأشكالا أخرى من الإغاثة للملايين في السودان وللسودانيين الذين فروا إلى دول مجاورة. ويساعد هذا التمويل أيضا الشركاء على المشاركة في جهود الحماية، بما في ذلك لناحية منع العنف القائم على النوع الاجتماعي والرد عليه، كما يساعد على تقديم خدمات الدعم النفسي والاجتماعي للسكان الأكثر ضعفا والمعرضين للخطر عبر جهود الاستجابة الإنسانية الكاملة.
وأخيرا، إننا نعمل على إنهاء القتال من خلال الوسائل الدبلوماسية مع فريق من الدبلوماسيين ذوي الخبرة، كما نعمل مع الشركاء الإقليميين مثل الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) والاتحاد الأفريقي والمؤسسات الحكومية الدولية الأخرى لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية والتوصل إلى وقف إطلاق النار وغير ذلك من تدابير بناء الثقة والبناء على وقف دائم للأعمال العدائية.
إن مستقبل السودان السياسي بيد الشعب السوداني وهو يستحق مستقبلا يحقق تطلعاته إلى الحرية والسلام والعدالة، ونحن نعمل مع عدد من الشركاء لتحقيق هذا الهدف.
والآن، يسعدني أن أتلقى أي أسئلة من المجموعة وأن أناقش موضوع تحديد ارتكاب الفظائع والخطوات التالية. شكرا جزيلا على مشاركتكم معنا
التعليقات مغلقة.