*الحلقة الثانية : الي بريد / السادة قوي الحرية والتغيير تلقائية الثورة والتراكم الزمني

مهندس : السنوسي علي السنوي

علي مدار التاريخ التراكمي نجد أن الشعب السوداني قد سئم نظام الإسلاميين الذي حكم البلاد لثلاث عقود كانت تحمل بين دفتيها كثير من المشاهد التي أمتعطها الشعب السوداني منذ بداية حكم الإسلاميبن حتي جاء تخبط رئيس الجمهورية في آخر أيامه وتأكلت الدولة من الداخل سياسياً واقتصادياً وإجتماعياً والإهتمام بالجوانب الأمنية التي أهدرت ميزانية الدولة وتسخير جل إمكانيات الدولة الإيرادية لخدمة الأمن.

ثم التوسع في الجهاز التنفيذي وكثرت المحليات والمعتمدين وغياب الدور الرقابي علي الدولة وأستشري الفساد الإداري والمالي وضرب كل أروقة الدولة، مما أثار حفيظة الجماهير التي هبت في أكثر من ولاية سودانية تمتعط من هذا النظام الذي دني أجله.

إنتفاصة القضارف وعطبرة والدمازين، خرجت المسيرات الهادرة تندد بإرتفاع الأسعار وإنعدام السيولة وخلافه.

وهنا أتت الثورة من الأقاليم عكس ما حصل في ثورة أكتوبر 1964 ومارس، أبريل 1985 كانت الإنطلاقة من الخرطوم.

وهذه المرة عطست الأقاليم فأصيبت الخرطوم بالزكام، فخرجت الخرطوم متأخرة.

(المسكوت عنه)…. (مدير جهاز الأمن)

صلاح عبدالله قوش مدير جهاز الأمن السابق إبان عهد الرئيس  عمرالبشير، شهدت فترة توليه لهذا المنصب كثير من المشاهد المتعلقة بالأحوال الأمنية المتعارف عليها في أجهزت الأمن العالمية.

كما أنه تم إعتقاله بعد إتهامه في عملية تغويض النظام مع العميد الركن محمد إبراهيم عبدالجليل (ودابراهيم).

ثم إعيد للخدمة في وظيفته مديراً لجهاز الأمن والمخابرات مرة أخري في العام 2018 وأستفحلت دائرة التظاهرات والإحتجاجات ثم توسعت دائرات الإعتقالات بين جموع النشطاء واودعهم السجون.

ولكنه كان يبيت النية للإسلامييين نكاية بما فعلوه به من تنكيل وإعتقال.

ثم أنه كان له القدح المعلي في إنجاح ثورة ديسمبر 2018  المجيدة، معتبرين أن ذلك كفيل بأن يغفر له ماضيه ويغفر له كل تجاوزاته السابقة تجاه الجماهير. حيث قالها بالصوت العالي من غير تواني رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي والقيادي بقوى الحرية والتغيير محمد وداعة وكذلك الجبهة الثورية الذين أكدوا أكثر من مرة أن قوش لعب دوراً مفصلياً في تفكيك نظام الجبهة الإسلامية  وإسقاطه وإنجاح الثورة.

*تنويهات أخرى

القيادي بالحزب الإتحاد الديمقراطي، الناطق باسم الجبهة الثورية بالداخل محمد سيد أحمد سر الختم، أكد أن قوش رفض فض الإعتصام بالقوة، وهو من سهل للمعتصمين التواجد أمام قيادة الجيش.

كما أعتبر بعض المحللين أن صلاح قوش  مصدر قلق للرئيس عمر البشير خاصة بعد أن وجد نفسه أمام ضغوط من أعضاء حزبه بضرورة عدم الترشيح لإنتخابات 2020م، فكانوا يعتبرون أن قوش هو رجل المرحلة خاصة وأنه مسنود من دول عظمى.

القيادي بقوى إعلان الحرية والتغيير محمد ضياء الدين قطع في حديثه   بأنه لا يعرف أي دور إيجابي لمدير الأمن والمخابرات في عهد الرئيس المخلوع وأضاف : شهد عهده الإعتقالات والتسلط والطغيان.

ضياء الدين قال لم يلعب قوش دوراً في ثورة ديسمبر المجيدة، وأعتبره جلاد النظام حتى 11 أبريل وأحد رموزه ويجب أن تتم محاكمته في الفترة القادمة. وأضاف : كان يقتل ويعتقل النساء والأطفال والشباب ولا يمكن التعامل مع هذه الشخصية، وقال قوش ليس لديه صورة أصلاً حتى نقول إنه تم تحسينها بانحيازه للثورة.

الخبير الأمني عبدالله حنفي ذهب في أن قوش لعب الدور الأساسي والمفصلي في الحراك الذي تم لإيمانه بضرورة التغيير، وقال لم يفعل ذلك إنتقاماً أو تشفياً من الرئيس عمر البشير الذي أتهمه بالمحاولة الإنقلابية أو للإعتقالات التي تعرض لها، مؤكداً أن إنحيازه للثورة جعل بعض الإسلاميين يتهمونه بالخيانة، حنفي قال إن قوش كان يخطط في عدم تمكين الرئيس عمر البشير للوصول إلى إنتخابات 2020م  وأضاف : عندما كان قوش مديراً لجهاز الأمن والمخابرات تأكد له أن الدولة لا تسير في الإتجاه الصحيح، وكثرت ملفات الفساد من أقرباء الرئيس البشير وكان قوش يرسلها إليه في القصر ومعها المستندات التي تثبت فسادهم، إلا أن الرئيس يتركها في درج المكتب ولم يحرك ساكناً، مشيراً إلى أنه إنتقد الفساد الذي تم في القطاع المصرفي لكن تم تعطيل عمليات التقصي، لافتاً إلى أن قوش قدم مستندات للرئيس البشير حول ملفات فساد (وسمسرة) في قوت المواطن تقوم بها قيادات في الدولة إلا أنه لم ينظر إليها.

الخبير الأمني حنفي عبدالله قال إن زيارة قوش إلى الصادق المهدي كانت ترتيباً لإنطلاق الثورة الحقيقية، رغم أن الرئيس المخلوع أصر بأن يذهب معه أحمد هارون الذي أكد أنه سيتم فض إعتصام القيادة وهذا الأمر رفضه قوش صراحة، وقال (لن نواجه الثوار المسالمين بالرصاص)، مشيراً إلى أن إستقالته من المجلس العسكري من أجل إستمرار الثورة.

وحول ما يذهب إليه البعض بأن الغرض من إبراز دور قوش في الثورة هو (التلميع) قال حنفي قوش كانت لديه الفرصة أن يقود الثورة ويصبح رئيساً للسودان إذا أراد ذلك فهو يتمتع بكاريزما وله ثقل في المحيط الدولي والإقليمي وتناصره القوات المسلحة والدعم السريع لكن منعاً لسفك الدماء والإنقلاب رفض ذلك).

وحول ما يذهب إليه الرئيس البشير أثناء التحقيقات في قتل المتظاهرين بأن هذا الموضوع يجب أن يُسأل منه قوش رد حنفي بأنه يريد أن يُلبس الآخرين ما كان ينوي القيام به، وأضاف : قوش هو من كان يصر على عدم مواجهة الثوار والمتظاهرين.

لا يحتاج تلميعاً. وهذا ما قله

القيادي بقوى الحرية والتغيير محمد وداعة، حيث كان الأخير يلعب دور الوسيط في لقاء قوش بالصادق المهدي ويحيى حسن وصديق يوسف،وقبل أن يلتقيا وجهاً لوجه بمنزل الصادق المهدي لمناقشة تطورات ميدان الإعتصام أمام القيادة العامة.

قوش كان يريد تضليل البشير بأنه يريد أن يجتمع بهؤلاء لإقناعهم بالإنسحاب من القيادة، إلا أن البشير لم يثق فيه، وأبتعث مع قوش أحمد هارون الذي أكد أنه سيتم فض الإعتصام بالقوة، لكن قوش همس في أذن وداعة بأن اللجنة الأمنية ستجبر البشيرعلى التنحي.

المحلل السياسي حسن الساعوري أكد في حديثه لـ (السوداني) أن ما يترددعن أن صلاح قوش لعب دوراً إيجابياً في ثورة ديسمبر المجيدة يظل (كلاماً) ولا يمكن أن ينفيه أو يثبته إلا قوش نفسه، وإستدرك : لكن يمكن أن نصدق إنحيازه للثوار لأن بعض الذين ألتقاهم قوش أخرجوا هذه المعلومات للرأي العام مثل الصادق المهدي وغيره.

الساعوري قال قد يعود قوش للواجهة مع النظام الجديد بحكم الدور الذي لعبه في التغيير، مشيراً للزيارات التي قام بها لأمريكا ودول الخليج لإقناعهم بالنظام الجديد، مؤكداً أنه شخصية مهمة، لآفتاً إلى أنه أستقال من المجلس العسكري إستجابة لرغبة الثوار وحفاظاً على استمرار الثورة.

ثم غفل الناس عن أهم إجتماعات أعضاء الحرية والتغيير في دار الحزب الشيوعي السودان الذي أعدت فيه الخطة الكاملة لقيام حكومة إنتقالية يبحث لها عن قائد عسكري من الرتب الرفيعة لم يظهر ولاءه للإسلامييين.

تم ترشيح المهندس عمر الدقير الي رئاسة مجلس الوزراء لكن تغيرت الخطة بعد أيام عندما تدافعت الحشود الي ميدان الإعتصام بالقيادة العامة.

وحينها خنفت الحرية والتغيير رأيها وإعتمدت علي الكثافة العددية مقابل الولاء وكراهية الجماهير لنظام حكم الإسلامييين.

هنا تيقن قوش أن الخطة (ب) حان وقتها إلا وهي ضرب الخطة (ٱ) عاجلاً أم آجلاً.

فكان نتاج تلك الفترة هو إخفاء دور صلاح قوش في إنجاح ثورة دسمبر 2018 التي أطاحت بنظام الإسلامييين من  سدة الحكم لثلاث عقود.

نواصل،،،

التعليقات مغلقة.