الدلنج الحبيبة كفى سفكاً للدماء

 بقلم : نهي جودة

الدلنج بقعة حالمة مدينة فاضلة وبؤرة للتعليم والثقافة والأدب فضلاً عن أنها  عروس الجبال والجمال.

أيام عصيبة وصعبة شهدتها مدينة الدلنج بعد إرتكاب عدد من جرائم القتل راح ضحيتها نفر كريم من أهل المدينة، منهم العابر ومنهم الضيف ومن أتت به  ظروف العمل أو الجامعة.

بين أهلها وجدوا طيبة الأخلاق والتصالح مع النفس وقبولهم بالآخر وتعايشهم مع الكل، فكانت هذه بمثابة بيئة جاذبة لهم استقروا فيها وفى هذه المدينة الفاضلة وجعلوها سكناً لهم وامتهنوا التجارة وغيرها من المهن وهم يمشون بين الناس إخوانا.

هكذا هي الدلنج ورثناها أباً عن جد، ورثنا منها الأخلاق والقيم الفاضلة ومكارم الدين الإسلامي بقيمه وتعاليمه السمحة الراسخة، وكان التعايش الحقيقى بين كل مكونات عروس الجبال الشامخة شموخ جبل أبوزمام الذى يرمى برمزيته نحو القوة والشجاعة لرجال عرفناهم على مر التاريخ وسمعنا عنهم الكثير”السلطان عجبنا وابنته مندى بت السلطان،وللذين لا يعرفونها هي صاحبة المارش العسكرى المعروف، فكان دورهما مشهود وطليعى فى جبال النوبة فى تحقيق إستقلال السودان والناظر كندة كربوس والسير الأمين على عيسى والناظر محمد حماد أسوسة” وغيرهم كثر لا يسع المجال لذكرهم، رجال سطر لهم التاريخ فى سجله أحرف من نور، كانت لهم الإسهامات الواضحة فى مدينة الدلنج حينها، وعبروا بهذه المدينة إلى مرافئ الكمال وسلموها لخلفهم نسيجاً إجتماعياً متماسكاً عبر تحالفات قديمة وعريقة كان يجب أن نتمسك بها ونسلمها أيضا لابناءنا وبناتنا بعيداً عن القبلية والجهوية والنظرة الحزبية الضيقة.

ما أضر بهذه المدينة إلا الظواهر الدخيلة والتصرفات الهوجا هذه السلوكيات جعلت المدينة تسير نحو القبلية والفتن والتشظى.

الدلنج مدينة كان يشار لها بالبنان تعايشياً وتسامحاً ومنطقة التقاء وقبول بالآخر

ماذا دهاك أيتها الدلنج !

ماذا أصابك أيتها الدلنج !

أين أبناؤك وبناتك يا دلنج ؟

علينا أن نخرج بهذه المدينة الفاضلة إلى سلام مستدام ونسيج إجتماعى متماسك.

جرائم القتل التى شهدتها الدلنج تحتاج إلى وقفة قوية من لجنة أمن المحلية ولجنة أمن الولاية حتى تصل إلى الجناة وتقديمهم للجهات العدلية والمطلوب من لجنة أمن والولاية ضرورة تسخير الإمكانيات كافة، حتى تعمل المنظومة الأمنية داخل المحلية بكل قوة، ومن هنا نذكر المقدم أبوعبيدة عبدالله كان مديراً لشرطة المحلية وتم نقله الى الخرطوم ،ففى عهده حققت الدلنج نجاحاً كبيراً فى محاربة الجريمة وكان دوماً تصريحه لنا فى الأجهزة الإعلامية نحن سنظل نطارد الجريمة ونلاحق المجرمين فى كل مكان… والمواطن أيضاً يجب أن يكون له دور إيجابى فى محاربة الجريمة قبل وقوعها لأن الأمن مسئولية الجميع.

نسأل الله الرحمة والمغفرة للموتى وعاجل الشفاء للجرحى ….

الإدارة الأهلية فى محلية الدلنج الكبرى أين دوركم فيما يحدث من جرائم قتل داخل مدينة الدلنج ؟

أليس أنتم من تعملون علي رتق النسيج المجتمعى !

أليس أنتم من تعملون على رعاية التصالحات المجتمعية بين القبائل كافة…. ظللتم دوماً فى إنعقاد دائم لورش تدريبية حول فض النزاعات. مهم أن تتنزل هذه الورش لقواعدكم ويجب أن تسهم فى حل المشكلات الحالية فى الدلنج وتسكت صوت البندقية.

أليس انتم من ترعون الشباب وتجالسوهم وتناصحوهم من أجل الأمن والاستقرار.

كل هذه الأسئلة تحتاج منكم إلى الجلوس أكثر فأكثر وتفعيل دوركم تجاه إنسان الدلنج بصفة عامة والشباب على وجه الخصوص.

تظل الدلنج جميلة بإنسانها وتعايشها، فمهم كل شرائح المجتمع أن تعمل فى منظومة واحدة حتى ننعم بالأمن الذى بات مفقوداً.

الأمن أصبح هاجساً يؤرق إنسان الدلنج…. وكذلك نحن الإعلاميين على مستوى ولاية جنوب كردفان لابد لنا من لعب دوراً إيجابياً وفاعلاً تجاه إنسان الولاية عموماً والمحلية على وجه الخصوص بتوعية المواطن بالتعايش والسلم المجتمعى وليس الدور فقط تجاه المسؤولين وعكس أنشطتهم فبلا شك هو دور العلاقات العامة فى المؤسسة المعنية وتفعيل رسالة الإعلام نحو إعلام فاعل فى هذا الظرف الإستثنائي الذى يمر به الوطن الجريح، إعلام يسهم فى حل جميع القضايا المحورية مما يكون له دور كبير فى تحقيق الأمن والإستقرار والتنمية.

أرضاً سلاح عروس الجبال نعود إلى سابق عهدها تعايش…. تصافى….تسامح … وسلام.

التعليقات مغلقة.