إزدواجية معايير زعماء العالم وسقوط زعماء العرب!!! عبدالعزيز يعقوب-فلادليفيا
ماسة نيوز
ayagoub@gmail.com
عبدالرحمن الكواكبي عالم ومحامي، ولد بحلب ١٨٥٥ وتوفي ١٩٠٢ بالقاهرة في ظل الدولة العثمانية ودرس المحاماة وعمل بها بحلب. وسمي بأبي الضعفاء لأن في كثير من الحالات لم يكن يتقاضي اجرا للدفاع عنهم ورد حقوقهم المسلوبة امام المحاكم ، واصل دراسة الفقه والشريعة والتاريخ وعلم الاجتماع والسيرة، وكان ثائرا ضد الظلم عمل في الصحافة أسس صحيفة الشهباء فلم يتسع صدر العثمانين لها واغلقت بأمر السلطات، ثم أسس بعدها صحيفة الاعتدال ولم تكن افضل حظا من الشهباء، درس التاريخ وكان من رواد مجالس العلم والفكر ، طاف شرقا بالهند والصين وسواحل أفريقيا واقام بمصر وتوفي بها. له عدة مؤلفات وكتب، وكتابه الاكثر شهرة اسمه “طبائع الاستبداد و مصارع الاستعباد”، قال فيه “الاستبداد يقبل موازين الاخلاق، فيجعل من الفضائل رذائل ومن الرذائل فضائل” ، وكأنما الكواكبي معنا اليوم ويري بأن المحتل والمغتصب لاراضي فلسطين بالمنظمات الارهابية اصبح اليوم الضحية بعدما مارس القتل والارهاب والتهجير القسري وقتل الأبرياء عبر منظمات ( الهاغاناه، الارغون)التي صنفت إرهابية حتي من قِبل اليهود أنفسهم قبل العام ١٩٤٨، وأصبحت عناصر هذه المنظمات الدموية الإرهابية بعد ذلك نواة جيش الاحتلال الصهيوني.
في ظل هذه الغفلة والهوان أصبح الشعب الفلسطيني المحتلة ارضه ويمارس الكفاح المسلح المشروع ضد الإرهاب بحسب القوانين الدولية ومواثيق الأمم المتحدة أصبح إرهابيا ويجب القضاء عليه وابادته. وأصبحت فلسطين المحتلة دولة من بين أكثر الدول يمارس فيها الفصل العنصري ضد أهلها واصحابها بجانب جنوب افريقيا التي استطاعت نيل استقلالها.
أما قادة العالم المتخاذلين و المنهزمين فلاذوا بالصمت في أفضل الاحوال أو دعموا الصلف الصهيوني في قتل الأطفال والنساء وقصف المستشفيات والمدارس والأحياء السكنية دون وزاع أو أخلاق، سقطت قيم الإنسانيه
والسيادة والكفاح الليبرالية والحرية والمساواة وحقوق الانسان فاصبحت هذه القيم الانسانية لهم وحدهم وما عداهم لا يدخل ضمن منظومة الانسانية. بصلف وعنجهية واستبداد يحمل ازدواجية معايير لايقبلها المنطق والعقل والواقع.
اما حكام العرب فلم يخيبوا ظن الشعوب العربية والمسلمة فيهم إلا بكلمات يقولونها علي استحياء، فهم نمور من ورق إلا علي شعوبهم التي ظلوا يعملون فقط علي ترويضها، فاصبحت هذه الشعوب كالحمل الوديع وكأن الامر لا يعنيها ولايحرك ساكنا في قلبها إلا من رحم ربي.
فالدعوة هنا الي الشعوب الي التحرر من قيود الحكام والملوك الذين لايملكون ضرا ولا نفعا وحالهم البائس الذي ترونه بخضوعهم وتسليمهم الكامل لمظاهر القوة الصهيونية، خير دليل علي قلة الحلية وضعف الإرادة وخيبة المسعي و لكن يراها الحصيف بأنها تعبير عن الخوف الشديد، الخوف غير العاقل الذي يقصف النساء والاطفال والعجزة الذين يعيشون سجناء لسنوات طوال في بلدهم تحت قذائف الهاونات و الطائرات. وأنها دعوة الي الشعوب لتثور من اجل حقوقها واقامة الحق، ثورة ضد الظلم والاضطهاد ثورة ضد الحكام الذين يستهترون بامكانات الشعوب ويهدرونه من اجل الكراسي المهتزة اصلاً ثورة من اجل إحقاق الحق، ثورة تجعل الشعوب تعبر عن إرادتها وتحقق أمنياتنا، ثورة يقولوا فيها وبها كلمة الحق في وجه حكام التبعية و للحشد الأخير الذي يجري امام اعينكم باكثر مما كان في الحرب العالمية، وهو يشبه حشد غزوة الاحزاب الذي كان يستهدف دين الحق وهو كذلك اليوم، لانه بعدها سيعود عهد الاقطاع والعبودية، ولكن اهل التاريخ والعبر يرونها بشارة لأهل القبلة والقابضين علي جمر القضية للوحدة و بأن النصر قادم وسيكون نصرا تهتز له عروش الطواغيت في العالم، واذكركم بأن النصر صبر ساعة فاصبروا وثابروا ورابطوا ، واكثروا لهم من الدعاء الصادق بالنصر الكبير والله المستعان.
التعليقات مغلقة.