نيالا …نشيد الجبل
بدون زعل : عبدالحفيظ مريود
نيالا مسقط رأسى. ولدت قريباً من قيف الوادى. ونيالا مدينة كل الدارفوريين، كل السودانيين، وكل دول الجوار الغربى والشمالى.
تلك حقائق، ليست شعرا. هى ثانى أكبر مدينة فى السودان. وجنوب دارفور ثالث أكبر تعداد للسكان بعد ولايتى الخرطوم والقضارف، حسب تعداد عام 2009م.
إن لم تخنى الذاكرة… نيالا محمد سعد دياب “عيناك والجرح القديم”..أحد أهم الشعراء الرومانسيين.. ونيالا يوسف باب الله وعمر إحساس..عمر إحساس خطف الأضواء من يوسف باب الله، فلم يعد يذكره أحد.. وتلك أقدار الله.. ونيالا محمد خير الخولاني.. شاعر فحل لا يحب أن يقترب من الأضواء.
إعلاميا، نيالا : النجيب آدم قمر الدين، الصادق الرزيقى، عبدالماجد هارون، نبيلة عبد الله، محمود أحمد الشين، وكثيرون..أجيال جديدة شابة تقدل فى الإعلام القومى، لم نعرفهم، ولكنا نسمع بهم.
أدبيا، أيضا، نيالا : منصور الصويم، ناصر السيد النور، أبو عسل، وغيرهم من الروائيين والنقاد.. ونيالا : خالدة خالد بالطبع، ووليد حسن الألفى، وسيد عبد الله صوصل. هو من رهيد البردى، لكننى منحته جنسية نيالا.
شايف كيف؟
رشان أوشى الإعلامية المناصرة لـ ” معركة الكرامة”، تلمح إلى أن ثمة تسليماً وتسلماً تم من قبل اللواء جودات، الذى يقود الفرقة 16 بنيالا. لم تسقط عنوة واقتدارا. بل هو اتفاق فى توقيت بدء المفاوضات بين الجيش والدعم السريع.. تتحدث أوشى – قطعاً – بلسان الكثيرين ممن لم يبلعوا سقوط نيالا. وفيما هى تنشر ذلك، ينشر عبدالماجد عبدالحميد مقالاً قصيرا يمدح فيه اللواء جودات وابطال الفرقة 16… من فرط الجمل الإنشائية، لن تعرف شيئا غير أن جودات والذين معه لقنوا الدعم السريع دروساً.
حسنا…هل سقطت نيالا أم لا؟
سقطت..ذاك مؤكد.
لكن النافخين نيران الحرب الكيزانية الكرامية البرهانية، لا يقرون بذلك.. يعز عليهم سقوط نيالا. فى الوقت الذى كانت كل الدلائل تشير إلى أنها ستسقط.. مسألة وقت، وحسب. لا خطوط إمداد، هرب الوالى هنون، ليبحث فى بورتسودان سبل تطوير الولاية. تمت تصفية قائد الفرقة. نزح نصف السكان عن المدينة المحاصرة. يزيد الدعم السريع من رباط جأشه، تتقدم القبائل بعقدائها، يرابط قائد ثانى عبدالرحيم دقلو ليشهد السقوط.. أو التحرير.
شايف كيف؟
عسكرياً : نيالا هى بلد العميد الركن نبيل عبدالله، الناطق الرسمى باسم الجيش، كما أنها بلد العميد الركن عمر حمدان، رئيس وفد الدعم السريع لمفاوضات جدة… كلاهما ابن للكلية الحربية، التى لم تسقط بعد، بالطبع.
ماذا يعنى سقوط/ تحرير نيالا فى سياق هذه الحرب؟
الوساطة سألت وفد الجيش : هل صحيح أن نيالا سقطت هذا الصباح؟ أجاب بالنفى.
خرجت إلى وفد الدعم السريع، فسألته. أكد صحة الخبر.. الوساطة علقت “لكن وفد الجيش نفى ذلك”.. جعل وفد الدعم السريع الوساطة تتفرج على الفيديوهات…هل ثمة دليل أكبر من ذلك؟
يعنى أن الجيش يتضعضع موقفه المضعضع، أصلا، قبل أن ينطق كلمة واحدة.
أن يخرج الدعم السريع من بيوت المواطنين.
الأكذوبة التى يمضغها الجميع.
كيف يكونون ساكنين بيوت المواطنين، يتخذونهم دروعا بشرية، والمواطنون نزحوا عن الخرطوم ؟. وكيف يقاتلونكم من بيوت المواطنين، على جبهات مفتوحة متعددة، وما خرجوا من معركة خاسرين؟ آخرها العيلفون ومعسكر حطاب؟
شايف كيف ؟
سقطت نيالا. تم تحريرها… يتوجب على الأخريات أن يبللن شعورهن: الفاشر، الأبيض، وأخواتهن.
ليس للجيش ما يفعله.. وليس للبراء بن مالك، صبية الكيزان أولئك إلا المسيرات، كلعبة ظريفة أكثر حداثة، وأضمن من مواجهة هؤلاء البرابرة.
بإمكان الوفدين – الآن – أن يبدأ التفاوض.
أحدهما سيكون موقفه غاية فى الضعف..بلا شك.
الذين لا يفهمون طبيعة المنطقة وثقافة أهلها، لن يفهموا لماذا تداعت القبائل العربية بالآلاف لتحرير نيالا… ولن يفهموا.
على الصعيد الشخصى : هاتفنى – واتساب – شقيقى د. عبداللطيف مريود، أستاذ مناهج التربية، بجامعة الضعين، صباح اليوم من نيالا… يطلب منى أن اطمئن والدتنا والجميع أنهم بخير.. بقية أهلنا جميعا، وشقيقتى المدرسة أميرة مريود…شقيقنا الأكبر،حضرة الصول، سليمان خرج سليماً من رئاسة الفرقة، وذهب إلى بيته وأبنائه… وحضرة الصول كان قد لبى نداء الواجب، فأعاد خدمته ضمن الفرقة 16.
شايف كيف؟
تلك هى قصة نيالا…
لا…قصتها سيرويها منصور الصويم، ذات يوم.
التعليقات مغلقة.