الوزير أنتوني ج. بيلنكن في اجتماع مع وزراء خارجية مجلس التعاون لدول الخليج العربية

ماسة نيوز : وكالات

فندق بالاس

مدينة نيويورك، نيويورك

الوزير بلينكن: صباح الخير للجميع. لا يسعني التفكير في طريقة أفضل لبدء هذا الأسبوع الرفيع المستوى من الاجتماع بكم جميعا. هذا رأيي الشخصي على الأقل، لذا نرحب بكم. لقد سبق أن عقد البعض منكم بعض الاجتماعات، ولكن هذا أول اجتماع لي في خلال هذا الأسبوع رفيع المستوى، ويسرني أن يكون مع أصدقاء وزملاء لي.

واصلنا العمل منذ أن أتيحت لنا فرصة للاجتماع آخر مرة في حزيران/يونيو في الرياض، وذلك بغرض تحقيق المزيد من الاستقرار والأمان والتكامل في المنطقة، بما يعود بالنفع على شعوب الخليج وشعوب العالم أجمع أيضا. أعلن الرئيس بايدن وقادة آخرون، بما في ذلك قادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، في خلال قمة مجموعة العشرين قبل بضعة أسابيع عن اتفاقية تاريخية لممر للسكك الحديدية والشحن والخدمات الرقمية والطاقة عبر منطقة المحيطين الهندي والهادئ والشرق الأوسط وأوروبا.

ونحن نعمل من خلال مبادرة “الشراكة من أجل البنية التحتية العالمية والاستثمار” لتسهيل قدر أكبر من التجارة والتصنيع ونشر الطاقة النظيفة والسكك الحديدية عالية السرعة والوصول إلى الإنترنت، ونعمل في الوقت عينه على تعزيز الأمن الغذائي وتوسيع نطاق الفرص للشعوب في كافة الدول المعنية وجعل سلاسل التوريد لدينا أكثر أمانا.

وتعكس هذه الجهود قناعتنا بأن تحقيق المزيد من التكامل في منطقة الخليج والشرق الأوسط قد يؤدي إلى نتائج تحويلية حقيقية للمنطقة والعالم. ولهذا السبب تجمعنا مصلحة في مواجهة التحديات المشتركة واغتنام هذه الفرصة المشتركة القوية. ستستضيف دولة الإمارات العربية المتحدة الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 28) في غضون أشهر قليلة، وهذا المؤتمر الأول من نوعه في منطقة الخليج. ونحن نعمل على تعزيز كافة المجالات من خلال مجموعات مثل منتدى النقب، بدءا من الأمن المائي ووصولا إلى الأمن الصحي، وإحداث تأثير ملموس على حياة شعوبنا.

ولكن تعمل الدول أيضا على معالجة التهديد الرئيسي للأمن الإقليمي، ألا وهو إيران. ونحن نتعاون لردع عدوان طهران وأنشطتها المزعزعة للاستقرار، بما في ذلك التهديد الذي يشكله برنامجها النووي. ونعمل كذلك على دعم حرية الملاحة، كما من خلال قوة عمل متعددة الجنسيات تعمل على حماية السفن في مضيق هرمز.

لا تزال الولايات المتحدة ومجلس التعاون لدول الخليج العربية ملتزمين بحل الدولتين للإسرائيليين والفلسطينيين، ونواصل حث الطرفين على الامتناع عن اتخاذ أي خطوات أحادية من شأنها تقويض آفاق التوصل إلى حل مماثل ونعمل أيضا مع دول المنطقة لتوسيع نطاق علاقات التطبيع مع إسرائيل وتعميقها.

لقد ساعدت الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان في التوصل إلى هدنة في اليمن بقيادة الأمم المتحدة والحفاظ عليها. ونحن ننتقل إلى عملية يقودها اليمنيون لتعزيز السلام الدائم، بينما نعمل على معالجة النقص الكبير في الإغاثة الإنسانية الحرجة بشكل يمكن البلدين من لعب دور قيادي.

لقد نجحت وكالات الأمم المتحدة وشركاؤها الخليجيون الشهر الماضي في تفريغ النفط من الناقلة صافر الراسية قبالة سواحل اليمن، مما حال دون تسرب كارثي محتمل، وأنا أثني على كافة المشاركين في حل هذه المشكلة.

وأخيرا، نعتقد أنه يتعين علينا مواصلة الضغط على نظام الأسد في سوريا لإحراز تقدم ملموس ودائم باتجاه حل الصراع السوري ومعالجة الاحتياجات الملحة للشعب السوري.

وما سبق ليس سوى جزء بسيط من جهودنا الجماعية الرامية إلى تعزيز السلام والأمن والفرص في المنطقة ومختلف أنحاء العالم. وتشتمل جهودنا أيضا على العمل لحل الصراع في السودان والضغط من أجل التوصل إلى سلام عادل ودائم في أوكرانيا، وهو ما يعكس المبادئ التي تكمن في قلب ميثاق الأمم المتحدة الذي يجمعنا في نيويورك هذا الأسبوع.

لقد استثمرت الولايات المتحدة في علاقاتنا معكم ومع بلدانكم، ونحن نستثمر فيها على المدى الطويل.

لذا نتطلع قدما للإصغاء إليكم اليوم بشأن كيفية مواصلة البناء على شراكاتنا الدائمة، وأود أن أدعو الآن زميلي العماني لإلقاء بعض التصريحات.

وزير الخارجية البوسعيدي: شكرا على تصريحاتك الافتتاحية يا معالي الوزير وعلى الترحيب بنا وعلى مشاركتكم. نحن فعلا – يسعدنا أن نتواجد هنا في نيويورك لعقد هذا الاجتماع المشترك بين الولايات المتحدة ومجلس التعاون لدول الخليج العربية. أود أن أعرب بالنيابة عن مجلس التعاون لدول الخليج العربية عن امتناننا لاستضافة الولايات المتحدة الاجتماع اليوم، ونأمل أن يكون الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة ناجحا أيضا.

وأود أن أؤكد أيضا في هذا السياق على التزامنا بالحفاظ على علاقاتنا الجيدة وصداقتنا مع بلدكم ومع من نتشارك وإياهم ضمن نظام الأمم المتحدة (كلام غير مسموع).

يرحب مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالحوار مع الجميع ويسعى دائما إلى إيجاد نقاط توافق وتقارب نستطيع أن نبني تقدما ملموسا عليها.

نتطلع إلى تبادل مشجع وبناء جدا لوجهات النظر اليوم حول العديد من المواضيع والتي أشرت إلى بعضها يا معالي الوزير ونحن واثقون من قدرتنا على اتخاذ المزيد من الخطوات على مسار تعزيز علاقاتنا القائمة. شكرا جزيلا.

الوزير بلينكن: شكرا يا صديقي. أترك الكلام الآن للأمين العام لمجلس التعاون.

الأمين العام البديوي: شكرا يا معالي الوزير. حضرات الجلالة والمعالي، أود أن أعرب عن سعادتي البالغة بالمشاركة في هذا التجمع الهام في إطار الشراكة الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون والولايات المتحدة لتحفيز التنمية الإقليمية والعالمية منذ اجتماعنا الأخير في الرياض في حزيران/يونيو الماضي. تواجه منطقتنا بالإضافة إلى التحديات العالمية خطر الانتشار النووي والصواريخ والتهديدات للأمن البحري وحرية الملاحة، بالإضافة إلى انعدام الاستقرار السياسي والصراعات الداخلية في اليمن والسودان وسوريا ولبنان وأفغانستان وأماكن أخرى، على غرار التطورات الأخيرة في العراق. ويظل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بلا حل، مع استمرار اندلاع أعمال العنف المتكررة التي تهدد السلام والأمن وتمنع الطرفين من تحقيق كامل إمكاناتهما.

لقد سعت الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي منذ أن أعلنا عنها في أيار/مايو 2015 إلى تعزيز تعاوننا في مختلف المجالات من خلال الحفاظ على المشاركة المنتظمة على كافة المستويات. لقد عقدت خمس قمم على مستوى رؤساء الدول واجتماعات وزارية عديدة ومجموعات عمل متخصصة لترجمة هذه الشراكة إلى خطوات عملية فعالة. لقد كانت شراكتنا مفيدة لكل الأطراف وساهمت في الجهود الرامية إلى إحلال السلام والرخاء في منطقتنا وبقية العالم.

حضرات الجلالة والمعالي، الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي متجذرة في صلات تاريخية قوية واهتمامات مشتركة واعتقاد بأن النظام متعدد الأطراف المتمحور حول الأمم المتحدة هو أفضل أساس للسلام والأمن. تحتل الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي الصدارة بين أولوياتنا ويؤكد هذا الاجتماع على ذلك. عقد مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة خمس قمم مشتركة في الأعوام و2015 و2016 و2017 و2022، وقد وفر اجتماعنا الوزاري توجيهات واضحة بشأن كيفية عمل شراكتنا وتطورها.

لقد عقدت أكثر من 10 مجموعات عمل وفرق عمل بين دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة وهي تغطي مجالات مثل الدفاع الجوي والصاروخي المتكامل والأمن البحري والأمن السيبراني والتعاون العسكري اللوجستي والتدريبات العسكرية والعمليات الخاصة ومكافحة الإرهاب والتجارة والاستثمار وغيرها من مجالات التعاون. وتضاف هذه المجموعات على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي إلى الهيئات المنشأة بشكل ثنائي بين الولايات المتحدة والدول الأعضاء. وقد اجتمعت مجموعة العمل المشتركة المعنية بالدفاع الجوي والصاروخي والأمن البحري المتكامل في الرياض يومي 13 و14 شباط/فبراير 2023 لتعزيز التعاون في هذين المجالين المهمين للتعاون العسكري.

واستضافت القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية في حزيران/يونيو اجتماعا متعدد الأطراف بشأن الأمن البحري لمدة يومين، وضم الاجتماع تسعين فردا من كبار الضباط العسكريين والدبلوماسيين من 22 دولة، بما في ذلك دول مجلس التعاون الخليجي. واجتمعت في شباط/فبراير أيضا مجموعة العمل المعنية بمكافحة الإرهاب ومجموعة العمل الخاصة بإيران، وهما من أكثر الهيئات نشاطا من بين تلك التي تم إنشاؤها تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة. واستضافت أمانة مجلس التعاون الخليجي في شهر آذار/مارس حوار الاستثمار التجاري الرابع بين دول مجلس التعاون والولايات المتحدة وتمت فيه مناقشة سبل تسهيل التجارة وتشجيع الاستثمار.

ونأمل أن تجتمع بقية مجموعات العمل بحلول نهاية هذا العام وعلى النحو المتفق عليه بغرض تحقيق المزيد من الأهداف المشتركة، بما في ذلك في مجالات الأمن السيبراني والتدريبات العسكرية والتدريب وتوافق القدرات الدفاعية الحيوية، بالإضافة إلى مجموعات العمل المعنية بالدفاع الجوي والصاروخي والأمن البحري المتكامل.

وختاما يا معالي الوزير، أتطلع إلى اجتماع بناء يدفع بشراكتنا قدما لمواجهة التحديات المتنامية. شكرا جزيلا.

الوزير بلينكن: شكرا جزيلا يا حضرة الأمين العام

التعليقات مغلقة.