خارطة طريق للجيش السوداني لدرء هزيمته في الحرب
ماسة نيوز : وكالات ( العرب اللندنية )
ـ يعكس إعلان نائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار عن خارطة طريق مقترحة لإنهاء الحرب في البلاد، أن الجيش بات على قناعة بأنه فشل فشلا ذريعا في تحقيق أي تقدم ميداني على حساب قوات الدعم السريع، وأنه يريد حلا يحفظ به ماء الوجه بعدما أصبح محاصرا داخل قاعدة سلاح المدرعات جنوبي الخرطوم، وانكشاف مخطط الإسلاميين الذين كانوا وراء إذكاء اندلاع المعارك للعودة إلى السلطة.
وقال عقار إن خارطة الطريق المقترحة والتي تمثل موقف الحكومة السودانية، تبدأ بالفصل بين القوات المتحاربة وتنتهي بعملية سياسية.
وخلال لقائه مع ممثلات لمنبر نساء ضد الحرب وفق بيان نشره عبر صفحته على فيسبوك، أكد عقار أن الفصل بين القوات المتقاتلة من الجانبين هي أولى الخطوات لإنجاح خارطة الطريق.
وتعدّ خارطة الطريق المقترحة الأولى المعلنة من قبل القوات المسلحة السودانية، وتظهر تغيرا في المواقف من فرض شروط لإنهاء القتال خلال محادثات جدة بالسعودية والتي غادرها وفد الجيش الأسبوع الماضي للتشاور، إلى تقديم مقترحات لإنهاء الحرب التي خلفت ثلاثة آلاف قتيل أغلبهم من المدنيين، ونحو 4 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، بحسب الأمم المتحدة.
وقال عقار إن خارطة الطريق تتضمن التسريع في إيصال العون الإنساني وضمان سلامة المواطنين ومن ثم تحقيق عملية سياسية ترتكز على تأسيس الدولة وليس اقتسام السلطة.
وأكد أنه ينبغي تجنب تعدد المبادرات في السودان واعتبر تعددها خطرا ويضر بجهود السلام ويطيل أمد الحرب.
ويرى مراقبون أن التغير الطارئ على موقف الجيش السوداني يعود إلى دوافع عديدة في مقدمتها الخسائر الكبيرة المتلاحقة على جميع الواجهات وانشقاق الكثير من عناصره عنه، إلى جانب الاستنفار الشعبي والسياسي ضده عقب انكشاف تورط قياديين من الحركة الإسلامية وحزب المؤتمر الوطني المنحل في إذكاء الصراع منذ اندلاع الأزمة السودانية قبل قرابة خمسة أشهر، أملا بالعودة إلى المشهد السياسي في البلد الأفريقي.
وأعلنت قوات الدعم السريع في بيان مساء الأحد عن انضمام مجموعة جديدة من شرفاء القوات المسلحة بالفرقة 22 بابنوسة بولاية غرب كردفان إليها
وقالت “إننا إذ نرحب بانضمام 21 من ضباط وضباط صف وجنود الفرقة 22 بابنوسة بغرب كردفان، نؤكد أن المنضمين سيشكلون إضافة حقيقة لأشاوس قوات الدعم السريع في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ شعبنا العظيم”.
وأكدت “المؤامرة التي نسجت خيوطها قيادات القوات المسلحة بمعاونة عناصر النظام البائد والفلول تحت ستار هذه الحرب، تكسرت أمام يقظة أشاوس قواتنا ووعي الشرفاء من جميع القوات النظامية وصمود شعبنا الجسور”.
وأوضحت الدعم السريع بقيادة الفريق الأول محمد حمدان دقلو “حميدتي” “لقد أكدنا منذ اليوم الأول لهذه الحرب، أن قيادات القوات المسلحة الفاسدين رهنوا المؤسسة العسكرية من أجل تحقيق أجندة الفلول، وها هي الأيام تثبت سيطرة عناصر النظام البائد على مقاليد الأمور داخل القوات المسلحة، وكيف هم يتجولون في ولايات السودان تحت حماية الاستخبارات وجهاز المخابرات وفي ضيافة رئاسات الفرق العسكرية بالرغم من أنهم هاربون من السجون”.
وختمت بيانها، بتأكيد أن الحرب التي تخوضها، ستضع حداً فاصلاً لمعاناة الشعب السوداني “بإزالة الفلول من جذورهم، ليكون الطريق ممهداً لبناء سودان جديد، ينعم أهله بالحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة بلا تمييز”.
ورفضت قوات الدعم مرارا وجود الكيزان أو الفلول بين صفوف الجيش السوداني، أو يقاتلون إلى جواره، وهو رفض جاء متسقا مع تحركات اتخذتها السلطات القضائية، بحق عدد من الإخوان، تزامن مع استنفار شعبي وسياسي، ظهر في ثوب تتبع أماكن تلك القيادات شرقي السودان.
تلك التحركات الهادفة لإجهاض خطة الحركة الإسلامية للحشد شرقي السودان، محاولة من القوى السياسية، لاستئصال خطر هؤلاء، في منطقة حيوية استراتيجية بالسودان.
وتحدثت تقارير محلية، عن اختباء القياديين في حزب المؤتمر الوطني المحلول أحمد هارون وعبدالحليم المتعافي، في إحدى الضواحي الجنوبية لمدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة وسط السودان.
ونقل موقع “سودان تربيون”، عن مصادر وصفها بـ”الموثوقة”، قولها، إن أحمد هارون وعبدالحليم المتعافي، في ضاحية دار أم بلال التي تبعد نحو 10 كيلومترات جنوبي ود مدني.
وأشارت المصادر إلى أن مجموعة من المحامين تعتزم تقديم طلب للنيابة في ود مدني، لإلقاء القبض على قيادات حزب المؤتمر الوطني المحلول، كمطلوبين للعدالة وفق المادة 110، للهروب من الحراسة القانونية.
تحدثت تقارير محلية، عن أن قادة من الحزب المحلول، يتقدمهم أحمد هارون وعوض الجاز، التقوا كوادر من الحزب والحركة الإسلامية في ولايتي كسلا والقضارف شرقي البلاد، قبل أيام، ضمن جولة تشمل عددًا من الولايات، ونفى والي ولاية كسلا استقبال حكومته لأي من قيادات الحزب المحلول.
تطور جاء في أعقاب إصدار النيابة في ولاية كسلا أول أغسطس الحالي، أوامر بالقبض على عدد من قادة النظام السابق عقب بلاغات، من قوى مدنية تتهمهم بالتخطيط لإشعال الحرب شرقي السودان.
وكشفت صحيفة “الراكوبة” السودانية، أن الرئيس المخلوع عمر البشير، يتواجد في مدينة كسلا شرقي السودان، متنقلاً بين حي الراقي وإحدى المزارع.
وسبق أن أعلن الجيش السودان، عن نقل الرئيس السوداني إلى مكان آمن وتحت حراسة مشددة، عقب اندلاع الحرب في 15 إبريل.
كما أشارت إلى نائب البشير السابق، والقيادي الإخواني المعروف علي عثمان محمد طه، يتواجد أيضاً في كسلا رفقة حرسه الخاص “عبدالغني عبداللطيف”، والذي تحوّل إلى سائقه الخاص.
وبعد اندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع تحولت الأجهزة الأمنية للمؤتمر الوطني للعمل بكثافة بكسلا، وبعدها بدأ توافد كبار الشخصيات في نظام الرئيس المعزول عمر البشير إلى المدينة التي أصبحت مرتعا لقيادات النظام البائد.
وقال القيادي جعفر حسن، بمنصة إكس (تويتر سابقًا)، إن قوى الحرية والتغيير تتشاور مع أحزاب وحركات مسلحة، بينها الحزب الشيوعي السوداني لتشكيل جبهة مدنية موسعة، مع استثناء حزب المؤتمر الوطني المحلول، تمهيدا لإعلان رؤيتها للمرحلة المقبلة.
وأضاف عضو المكتب التنفيذي لقوى الحرية والتغيير، أن “كل مَن يقول لا للحرب، جزء لا يتجزأ من هذه الجبهة المدنية”، مشيرًا إلى أنه “لا يمكن استيعاب المؤتمر الوطني المحلول، ولا يمكن أن يكون جزءاً من الحل”.
وأشار إلى أن التحالف يرى تأخير نشر رؤية الحرية والتغيير، لتطرح للتشاور مع القوى المدنية والسياسية الوطنية، لمزيد من الإسهام في توسيع الجبهة المدنية.
وبحسب السياسي السوداني، فإن أحد مسارات التفاوض لوقف الحرب، التشكيل الدستوري بعد انتهاء الحرب واستعادة مسار التحول المدني الديمقراطي مع توسيع الجبهة المدنية، مشيرا إلى تواصل الحزب الشيوعي وعدد من القوى المدنية والسياسية والحركات المسلحة، لتوحيد الجبهة المدنية لوقف الحرب.
وبينما أحجم طرفا الصراع السوداني عن تفاصيل الأوضاع الميدانية، قال شهود عيان، إن الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع، أدت إلى تدمير شامل غيّر معالم القصر الرئاسي بالسودان.
وأكد شهود العيان، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، أن الاشتباكات المسلحة امتدت إلى جنوبي العاصمة الخرطوم، مشيرين إلى أن أحياء الشجرة، والصحافة، وجبرة، والرميلة، والكلاكلة، وغيرها من أحياء جنوبي العاصمة الخرطوم، تأثرت بالعنف.
وضع جعل المنطقة بمثابة ساحة حرب، ما دفع القوات المتصارعة إلى إجبار المواطنين على مغادرة منازلهم، بحسب شهود العيان
التعليقات مغلقة.