تصريحات للسفيرة ليندا توماس غرينفيلد في إيجاز لمجلس الأمن الدولي بشأن الهجمات الروسية على الموانئ الأوكرانية
ماسة نيوز : وكالات
شكرا سيدتي الرئيسة. وشكرا لمساعد الأمين العام خياري على إيجازك المهم.
أضاعت روسيا وقت هذا المجلس في وقت سابق من صباح اليوم باجتماع صوري آخر، وكان ذلك مدعاة سخرية على نحو قاس بالنظر إلى أن القوات الروسية قد دمرت كاتدرائية التجلي التاريخية في أوديسا هذا الأسبوع بصاروخ روسي موجه.
تتحدث اليونيسكو عن تضرر حوالي 270 موقعا ثقافيا منذ شن الرئيس بوتين اجتياحه الشامل لأوكرانيا. إن خسارة التراث الثقافي الأوكراني مروعة ومخزية بحق، وكان الهجوم الذي استهدف كاتدرائية التجلي التاريخية مجرد هجوم يضاف إلى العديد من الهجمات التي شنتها روسيا على منطقة أوديسا هذا الأسبوع.
لقد استمرت حملة الكرملين الوحشية بلا هوادة ويدفع الشعب الأوكراني ثمنا باهظا. أبلغت حكومة مدينة أوديسا عن مقتل شخص وإصابة ثمانية بعد الضربة الروسية يوم 19 تموز/يوليو، كما تسببت الهجمات الروسية على أوديسا يوم السبت الماضي بمقتل شخص وجرح 22 آخرين. قلبي مع أحباء كل من قتلوا وجرحوا ومع المجتمعات التي ضربت بوابل من الصواريخ والطائرات المسيرة الروسية والأطفال الذين تحملوا كما هائلا من المعاناة وأعمال العنف غير المبررة.
نعلم جميعا أن للهجمات الروسية عواقب دولية، فهي هجمات على الإمدادات الغذائية العالمية وعلى كافة من يعانون من الجوع وسوء التغذية والمجاعة، وبخاصة في أقل مناطق العالم التي تستطيع تحمل ذلك.
لقد وجه الجيش الروسي الضربات على أوديسا ومدن ساحلية أخرى على مدار الأسبوع الماضي، وقد دمر هجوم واحد 60 ألف طن من الحبوب، وهي كمية تكفي لإطعام أكثر من 270 ألف شخص لمدة عام بحسب برنامج الأغذية العالمي. وضربت روسيا يومي 23 و24 تموز/يوليو موانئ أوكرانية على نهر الدانوب، ودمرت بذلك البنية التحتية الخاصة بتخزين الحبوب في ميناء ريني المواجهة لرومانيا على الضفة الثانية من النهر. وقد أوقعت هجمات روسيا على ميناء تشورنومورسك الذي يسهل مرور حوالي 70 بالمئة من صادرات الحبوب الأوكرانية إلى الدول النامية أضرارا تحتاج إلى ما لا يقل عن عام لإصلاحها بحسب الخبراء.
حضرة الزملاء، روسيا مصممة على الحؤول دون وصول الحبوب الأوكرانية إلى الأسواق العالمية، وهذا ما دفعها إلى تعليق مشاركتها في مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب بشكل أحادي. لقد ساعد هذا الترتيب لإيصال الغذاء إلى من يحتاجون إليه على الرغم من أن روسيا لم تطبق المبادرة يوما بشكل كامل.
لقد كانت هذه المبادرة “بارقة أمل” على حد تعبير الأمين العام، ونحن نشجعه على مواصلة جهوده الرامية إلى إيجاد سبيل لاستئناف هذه المبادرة التي توسطت تركيا والأمم المتحدة للتوصل إليها وخفضت أسعار الغذاء للجميع. لقد كانت هذه المبادرة حاسمة للعمل الإنساني الذي يقوم به برنامج الأغذية العالمي في دول مثل أفغانستان والصومال واليمن. لقد أفادت المبادرة العالم النامي بشكل غير متناسب ومثلت شريان حياة بالنسبة إلى كثيرين على حد تعبير السيد خياري.
تدعي روسيا غير ذلك وتزعم أن الدول الغربية هي الوحيدة التي استفادت من هذا الترتيب، ولكن الوقائع لا تدعم زعمها، وهي تعرف ذلك حق المعرفة، لذا اختارت عدم التحدث اليوم، ليكون تصرفها ذلك أشبه بنوبة غضب لأنها لم تحقق مرادها.
لقد وصل ثلثا كمية القمح المصدرة من خلال هذا الترتيب الدول النامية بحسب الأمم المتحدة. لقد ارتفعت أسعار الغذاء إلى حدود شبه قياسية بعد شن روسيا اجتياحها الشامل لأوكرانيا وعادت لترتفع بعد أن علقت مشاركتها في مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب، كما ارتفعت أسعار القمح يوم الاثنين الماضي بعد وابل الصواريخ الروسية الذي تساقط على أوديسا.
يدفع العالم ثمن الهجمات الروسية البربرية، لذا دعونا لا نتحدث عن “طرفين” في هذه القضية، إذ ثمة دولة واحدة – دولة واحدة تستخدم الغذاء كسلاح. ثمة دولة واحدة تستخدم حبوبها كوسيلة ضغط لضمان الدعم من الدول الأخرى، وثمة دولة واحدة مسؤولة عن تعليق مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب.
ينبغي أن نحث روسيا على وقف هجماتها على الأمن الغذائي العالمي وتمديد مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب وتوسيعها وتنفيذها بشكل كامل. وعلينا مواصلة مساءلة روسيا عن حربها غير المبررة وغير الشرعية على أوكرانيا.
لا يمكن أن يلتزم هذا المجلس الصمت، فقد حان الوقت ليتحرك، وهذه مسألة ملحة تتعلق بالسلام والأمن الدوليين. يحتاج الشعب الأوكراني إلى السلام ويحتاج العالم إلى السلام. وإلى الرئيس بوتين نقول: وجب أن توقف هجماتك منذ وقت طويل وتسحب قواتك وتنهي عدوانك الوحشي.
شكرا سيدتي الرئيسة
التعليقات مغلقة.