لا للحرب اوقفوا الحرب ،، نعم لاستعادة الدولة :بارود صندل رجب/المحامي
ماسة نيوز : الخرطوم
بعد خمسة وستون يوما من القتال لم تتمكن القوات المسلحة من حسم التمرد وبدلا عن ذلك امتدت مساحة القتال الي خارج العاصمة في اكثر من ولاية ،،ومع ذلك فان امر الحرب متروك لتقديرات القوات المسلحة وحسب تصريحات قادتها ربما يتاخر الحسم ،،
هذا من جانب ومن جانب اخر فان الحرب خلقت حالة من التوهان بالنسبة لمؤسسات الدولة فلا حكومة مركزية تدير دولاب العمل وترسم السياسات ولا يعرف علي وجه الدقة مركز القرار ،، لم نشهد اي اجتماعات علي مستوي عال لمناقشة القضايا الساخنة واتخاذ القرار المناسب لم نسمع بمجموعات العمل لادارة الازمات المتلاحقة وعلي سبيل المقال ،،،الازمة مع الامم المتحدة ،،الاتحاد الافريقي ،،المفاوضات في جدة ،،هذه الملفات وغيرها لم تجد حظها من الدراسة والتخطيط،،نسمع اعتراض الحكومة علي رئاسة الرئيس الكيني للايغاد بحجة ان كينيا غير محايدة هكذا بدون حيثيات !! مع ان اجتماع الايغاد الاخير كان بحضور نائب رئيس مجلس السيادة السيد مالك عقار والذي تراس الجلسة،، ووافق علي مقررات الاجتماع ووفق الالية المتبعة فان الرئاسة انتقلت لكينيا وبالتالي فان الاعتراض علي رئاسة كينيا يعد خروجا علي نظام الايغاد ،، ففي الوقت الذي تسعي الدولة الي اعتماد الحل الافريقي بديلا للحلول الدولية والاقليمية الاخري حسب تصريحات المسئولين،،كيف يستقيم ذلك ونحن نشكك في الدور الافريقي !!
السيد نائب رئيس المجلس السيادي ادلي بتصريح عجيب بل مدمر لكل المبادرات في الساحة الاقليمية والدولية حين وصف المبادرات بانها تشكل مدخلا لاحتلال البلاد هكذا ولم يوضح سعادته ماذا يقصد بالاحتلال !!
والغريب انه في نفس يوم التصريح هذا نجح الوسيطان السعودية وامريكا في فرض هدنة ثلاث ايام ،،السيد مالك عقار ليس مستجد في الساحة السياسية ولا يفتقر الي الخبرة والدربة اللازمتين لادارة ملف الحرب ،،اذن ماذا هناك !! اليد الواحدة لا تصفق ،، كل يغني علي ليلاه.،، وما لليلي من حبيب ،،
من يدير الامور خاصة المتعلقة بالسياسة الخارجية بما فيها الادارة المدنية لذيول الحرب ؟
لم تجد الحكومة ردا علي اعتراضها علي رئاسة كينيا للايغاد ،، تم تجاهل الاعتراض بدليل ان وزير خارجية كينيا دعي لاجتماع الرباعية التي تتكون من كينيا واثيوبيا وجنوب السودان وجيبوتي وبالرغم من الاعتراض علي الاجتماع من السودان انعقد الاجتماع وخرج بمقررات،،اعترضتها حكومة السودان علي لسان مسئول من هو هذا المسئول ؟ ولماذا الاعتراض وهل تراجعت الحكومة عن الحلول الاقريقية ؟
خلاصة خبط العشواء في ادارة الدولة اننا فقدنا تقريبا كل الحلفاء من منظمات اقليمية ودولية وتجمعات اقليمية ودول كانت غالبها اصدقاء او ذات مصالح مشتركة تهمها استقرار السودان ،، حتي مصر يبدوا انها غير متحمسة في رمي ثقلها الي جانب السودان !!
استمرار هذا التخبط يعني عودة البلاد الي العزلة السابقة والي فقدان السند الدولي والاقليمي !! يفترض البعض وفيهم مسئولون ان تقف معنا كل الدول والمنظمات وتتبني رؤيتنا للقتال وتعتبر قوات الدعم السريع قوات متمردة !!
هذا الافتراض قائم علي الظن والوهم وليس علي معطيات حقيقية لاننا ببساطة لم نقدم او لم نفعل ما يجعل تلك الدول تقدر علاقاتها ومصالحها معنا وتضعها في الاعتبار عند اتخاذ اي موقف ومعلوم بالضرورة ان علاقات الدول في مجملها قائمة علي تبادل المصالح وليس علي الحب وحسن النوايا بطبيعة الحال ،نحن بتصرفاتنا العشوائية وتصريحاتنا البائسة وافتراءاتنا نفقد الجميع لنقف بلا ظهير ولا نصير ،،،
استمرار اوضاع البلاد علي ما هي عليها من غياب الحكومة والرؤية وتاخر حسم المعركة يقود الي انفراط عقد الدولة والي انفضاض الجميع من حولنا هذا اذا لم يفتح الباب علي مصراعيه لتدخل دولي او اقليمي خشن يهدد البلاد في وحدتها واستقلالها ،،
نصحتهم نصحي فمتي يستبين النصح ،،والسلام
التعليقات مغلقة.