وجهة نظر محمد آدم إسحق يكتب.. السطو ظاهرة دخيلة علي المجتمع السوداني…؟

ماسة نيوز

 

الشعب السوداني عُرف بالشجاعة والجود والكرم وغيرها من الصفات الحميدة التي اشتهر بها السودانيون، لم يكن السطو والنهب والسرقة صفة من صفات أهل السودان ولا ثقافة عند السودانين، ولكن سرعان ما تفشى وأصبح سلوك في الآونة الأخيرة، وأنا شاهد عيان لظاهرة السطو ونهب مقر البعثة المشتركة للأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي “اليوناميد” بالفاشر بعد أن تم تسليمها للحكومة بكامل معداتها المتطورة وأقسامها المختلفة للاستفادة منها في الأغراض المدنية،هذه الموقع أن تم استغلالها بطريقة امثل لاستفادة منها ولايات دارفور في جميع نواحي الحياة.

هذا المقر تصلح بأن تكون مستشفى مرجعي ومقر لحكومة اقليم دارفور، ولكن قدر الله تم السطو عليها نهاراً، ولم يبقَ فيه إلا الآثار يتذكره الناس يوماً ، وقتها كتبت عدداً من المقالات، وناشدت فيه المواطنين بعدم الاعتداء عليها، ولكن هناك من يعول أنه مال الخواجات يجب أكله، ولم نجد في ديننا الحنيف ما يشير إلي اكل المال العام.

الأمر لم يقف عند معسكر اليوناميد في وقتها بل امتد إلي مخازن المنظمات الأجنبية، ومخازن وزارة التربية والتعليم بشمال دارفور، ومخازن ديوان الذكاة بالولاية وعدد من المؤسسات العامة والخاصة، واستباح السارقون جميع المقرات بولايات دارفور ومحلياتها، وتناول عدد من خطباء الجمعة والأئمة والعلماء خطورة الاعتداء علي المال العام، بينوا رأي الدين في ذلك ولكن لا حياة لمن تنادي.

إذن المسألة أصبحت ثقافة وسلوك عند الكثيرين من ضعاف النفوس، فمجرد بداية الحرب بين القوات المسلحة والدعم السريع في ١٥ أبريل٢٠٢٣م الماضي، بدأ نشاط السطو والنهب علي المؤسسات والممتلكات العامة والخاصة في ولايات السودان التي تدور فيه الحرب، بالإضافة إلى عاصمة السودان الخرطوم.

شاهدنا عبر شاشات التلفاز السطو علي المصارف والشركات والدكاكين بسوق ليبيا واجزاء واسعة من ولاية الخرطوم، نساء ورجال تنهب أموال الناس دون وجه حق، ولكن المثل بيقول إلي ان”الموية الحارة ما بتقرع العطش” فلماذا هذا التصرف أيها الشعب السوداني الفضل..؟ومن اين اتيتم بهذا السلوك الدخيل الذي لا يشبه أهل السودان؟ ولم يكن معروفاً حتي في وقت قريب؟ فكل من أكل مالاً عاماً او خاصاً فسوف تحاسبون حساباً يسيراً وان لم تحاسب في هذه الدنيا.

وجهة نظر خاص…

أيها الشعب السوداني عودوا الي صوابكم، وتاريخكم، وارجاع الحقوق إلي أصحابها، والتاريخ لا يرحم أن طال الزمن أم قصر.

التعليقات مغلقة.