افول الهلال الاحمر السوداني وانزوائه في محك الاختبار :د. فتح الرحمن القاضي
ماسة نيوز : الخرطوم
بسم الله الرحمن الرحيم
ضرورة خضوع الهلال الاحمر لجرعة منشطة حتي يتسني له التصدي لتحديات الازمة الرهيبة التي تمر بها البلاد
ليس مطلوبا ان
ان يصيخ الفريق الكباشي السمع مرة او مرتين وانما المطلوب ان يدير اذنا واعية والا جاءت الطبخة نيئة، والنيئ للنار ؟؟!!
مستشار في شئون العمل الطوعي والانساني وحقوق الانسان
الخرطوم في
24 ابريل 2023 م
Tel: +249912219666
E mail: elgadi100@gmail.com
رغم العوار الذي لازم تشكيل لجنة تسيير جمعية الهلال الاحمر السوداني غير اننا خاطبنا القائمين عليه ، بنسائهم ورجالهم ، عبر البيان الذي سبق اصداره باسم الجموعة السودانية للدفاع عن حقوق الانسان Sudanese Human Rights Defenders , في محاولة لحث الهلال الاحمر وما سواه من المؤسسات الرسمية والطوعية للاستفاقة من سبات عميق يغط فيه الجميع ، املين ان يستجيب الجميع من غفلتهم ويرتقوا بوعي وجدية واخلاص لمستوي التحدي الذي تفرضه الكارثة الماحقة التي تضرب بلادنا بقسوة جراء النزاع المسلح العبثي المستشري في ارجاء البلاد.
لقد جاء نداؤنا للهلال ، غض النظر عن الكيفية التي تخلق بها وولد ، وهو امر يبقي قيد النظر والتقويم بعد ان تضع الحرب الضروس اوزارها ، جاء الخطاب تقديرا للمكانة العظمي التي تحتلها الجمعية الوطنية في ساحة العمل الطوعي الانساني علي المستوي الوطني والاقليمي والدولي ، فالهلال يملك اطار اختصاص فريد لا يتوفر لسائر الجمعيات الوطنية مما يجعله يتموضع في مصاف المنظمات العالمية ، فضلا عن كون الهلال يعتبر من اوائل المنظمات الطوعية من حيث النشاة حيث تاسس قبيل استقلال السودان وبذلك فهو الاعرق من بين نظرائه من جمعيات الاهلة الوطنية علي المستوي الوطني والاقليمي بحيث لا يكاد يسبقه عمرا سوي القليل وياتي علي راسهم جمعية الهلال الاحمر التركي والهلال الاحمر المصري وربما السعودي والقطري والاماراتي .
لقد كان مرجوا ان يبدو الهلال الاحمر السوداني بازغا في سماء السودان بمبادراته الخلاقة اعمالا لاطار اختصاصه الفريد مبددا ظلام الفتنة الحالك الذي يلف سماء السودان ، بيد ان الهلال ، مما يؤسف له ، شهد افولا مخيبا للامال علي مستوي النظر والتخطيط والسلوك في ذروة الكارثة التي تاخذ بخناق السودان عسكريا ومدنيا .
لقد تبدي لنا الهلال ، او علي الاصح الناطق الرسمي باسمه، وهو يتحدث بلهجة اعتذارية في الفضائيات (Apologetic Tone) معللا غياب الهلال وعازيا عجزه عن الوفاء باطار اختصاصه نسبة لاستيلاء جماعة ، لم يسمها الناطق الرسمي باسم الهلال ولم يفصح باسمها، مكتفيا بوصفها بالجماعة الملثمة متهما اياها بالاستيلاء علي ثمانية من مركبات الدفع الرباعي بالاضافة الي شاحنة تحمل موادا تموينية … ولم يزد الناطق الرسمي علي ذلك لكي يترك جمهرة الراي العام في حيرة عظمي وهم يتساءلون: اين تم الاستيلاء علي هذه المركبات واين كانت وجهتها وكيف تم الاستيلاء عليها علي هذا النحو الغامض وكيف عجز المرافقون لاسطول السيارات المنهوبه عن التعرف علي الخاطفبن وهل تم اخلاء سبيل السائقين ام جري اقتيادهم لبقعة مجهولة ؟؟
مهما كان الامر ، والي ان ينجلي الغموض ، فنحن لا نملك سوي ان نعرب عن تضامننا مع جمعية الهلال الاحمر جراء الخسارة التي المت بالجمعية وتسببت الي حد ما في تعويق نشاطها املين ان تستعيد الجمعية اسطولها المفقود راجين ان تتخذ من التحوطات الضرورية في المستقبل ما يحول دون تكرار هذه الوقائع فائقة الغرابة.
ومع جزيل التقدير والتفهم لاستخدام حادثة اختطاف المركبات كمسوغ معقول لتعطيل نشاط الجمعية علي امتداد البلاد وعرضها في وقت تكون فيه البلاد الي تكثيف نشاط الجمعية باهميته الفائقة ابان الكوارث العظمى (Massive Ctastrophy ) الا ان هذه الواقعة لا تصلح لوحدها في تفسير عجز الجمعية عن الوفاء بالمهام والاختصاصات الموكلة لها علي الوجه الاكمل ، ويعزي ذلك لسبب بسيط وهو ان المركبات الثماني المفقودة ليست هي المركبات الوحيدة المملوكة للجمعية الوطنية ، فالهلال كما هو معروف ، ان لم تخني الذاكرة يملك حاليا ما لا يقل عن 180 مركبة وشاحنة بحالة جبدة حيث لم تبخل جمعيات الاهلة والصلبان والاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الاحمر بمختلف الوان الدعم السخي مما يجعل من الهلال واحدا من اكثر المنظمات الطوعية ثراءا وجهوزية للتصدي للكوارث … والحال كذلك ينشا سؤال مشروع اين هي هذه الامكانات المهولة من المركبات والموارد ، وفيم يتم استخدامها ، وهل يجري استخدامها علي الوجه الامثل في وقت تبدو فيه البلاد في امس الحاجة لاي مورد مادي او معنوي لاحتواء كارثة الاحتراب ، وهل مجرد فقدان نحو ثمانية مركبات من جملة 180 مركبة يعد مسوغا كافيا ومقنعا يحتج به لتعطيل نشاط الجمعية في ذروة الازمة .
ايا كان الامر فاننا لا نملك الا ان ندين ونستنكر التعدي علي مركبات الهلال الاحمر سيما وانها تحمل شعار الهلال او الصليب (Embelem) وهو شعار يحظي بكثير من الاهمية مما يحتم حمايته وعدم التعدي عليه وفق القانون الدولي الانساني والنظم المعمول بها لدي الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الاحمر International Fedration of the red cross and red crescentt society
باعتبار ان الاعتداء علي مركبات الهلال يعد عملا اجراميا يضعه في خانة البلطجة . وطالما كان الشيى بالشيى يذكر فينبغي التذكير بحقبقة مفادها ان جمعية الهلال الاحمر نفسها لم تخلو من فعل شائن واكب عملية حل لجنة التسيير السابقة واعادة تشكيلها علي النحو المغاير الذي تبدو به حاليا … ليس ثمة شك في ان صناع القرار السياسي علي مستوي مجلس السيادة ووزارة الخارجية ووزارة شئون مجلس الوزراؤ قد مارسوا قدرا كبيرا من اساءة استخدام السلطة Power Abuse في التعامل مع ملف الهلال الاحمر حلال وتشكيلا وترقيعا ، ولكن الصحيح ان مسرح التغيير في جمعية الهلال قد جري تهيئته والعبث به بواسطة البعض عبر احتلال مقر ااجمعية وايصاد ابوابها والحيلولة دون خروج مركبات الهلال التي ينبغي ان تخضع للحماية وفق الاتفاقات وذلك فيما يشبه صناعة الازمة واثارة ضجيج احتجاجي لحمل اصحاب القرار السياسي علي التعجيل باستصدار قرار حل لجنة النسيير السابقة والاتيان بلجنة التسيير الحالية لكي تحل محلها ؟؟ . وقد واكب هذا الفعل قدر غير قليل من تحشيد بعض متطوعي ومتطوعات الجمعية لتهيئة مسرح التغبير فضلا عن بث العديد من المفاطع الصوتية واضحة المصدر تحض علي احتلال مقر الجمعية مثلما ضجت به الاسافبر، وفرض التغيير الذي يبعد البعض ويكرس وجود اخرين عن طريق اسلوب يختطف الجمعية نغسها ويضعها تحت سيطرة فئة بعينها في فعل لا يقل غرابة ولا شذوذا عن اختطاف مركبات الجمعية الذي اشتكت منه الجمعية مع ذروة النزاع المسلح مع كون الفعلين يندرجان في خانة الفعل غير المشروع، ويضرب المبادئ المؤسسة للجمعية في مقتل..
في هذا السياق يمكن لنا ان نتخيل بان كل من لا تروق له الامور في مؤسسة طوعية بعينها وينشد التغيير ان يتسور ابواب المنظمة او الجمعية محل الخلاف ، ويشرع لتوه في غلق ابوابها واحتلالها وحبس من هم في داخلها في مسعي لممارسة ضغط متزايد علي متخذي القرار لارغامهم علي اتخاذ قرارات تخدم مصلحته فكيف يكون الحال اذا ما سمحنا لفعل كهذا ان يسود في ساحة العمل الطوعي دون ان نحرك ساكنا لردع القائمين عليه ؟؟!! شيئ كهذا او قريب من هذا ربما اتخذ لنفسه مسرحا في جمعية الهلال الاحمر ، واذا قدر لاي دولة رشيظة تتحكم للقانون والنظام ان تسمح لسنة كهذه بالشيوع في تراث العمل الطوعي والانساني علي مستوي الهلال الاحمر او ما سواه من مؤسسات المجتمع المدني فابشر بفوضي عارمة لا تبقي ولا تذر، وليقل الجميع حينذاك وداعا للديمقراطية في ساحة المجتمع المدني وما سواه من الساحات والميادين ؟؟!!
عودة الي الموضوع الافتتاحي اي عدم صلاحية اختطاف مركبات الجمعية في تفسير عجز الهلال الاحمر عن الوفاء باطار اختصاثه فرب قائل بانه لا داع للتعسف في الحكم علي اداء الجمعية او التسرع في دمغها بالعجز ذلك انه يتعذر علي اي كائن او جهة ان تنجز عملا في ظل الظروف الاستثنائية بالغة الشدة التي تمر بها البلاد وبالتالي فلا داعي للمزاودة علي الجمعية في وقت هي احوج ما تكون للرفق والدعم والمساندة … غير ان من يعتصمون بهذه الحجج ويهرعون اليها لتبرير عجز الجمعية ينسون حقيقة مفادها ان جمعية الهلال الاحمر قد تم انشاؤها خصيصا للتصدي للكوارث والازمات بالغة الخطورة وتم تزويدها باطار اختصاص اختصاص دولي لاعانتها علي انجاز مهامها في ظروف استثنائية مثلما تشهده بلادنا حاليا.
وحتي نبسط الامر ونجليه لغير المختصين في الاوساط الطوعية والانسانية تيسيرا للفهم والاستيعاب ، او كما يقول اخوتنا المصريين (ابسطهالك) فارجو ان يسمح لي القارئ بان اوجز جملة من الانشطة والمهام التي كان يتوجب علي الاخوة والاخوات الاكارم في لجنة التسيير والامانة العامة والجهاز التنفيذي لجمعية الهلال الاحمر الاضطلاع بانجازه في الظرف الراهن ولم يتسن لهم القيام به لاي سبب من الاسباب :
1. كان مرجوا ان يسجل العاملون في الهلال الاحمر ويشمل ذلك لجنة التسيير والامانة الهامة والجهاز التنفيذي حضورا مقدرا في مقار جمعيات الهلال الاحمر وفي مقدمتها المقر الرئيس بالخرطوم واعلان حالة الطوارئ لمجابهة تداعيات الكارثة التي تمر بها البلاد.
2. تنظيم حملة قومية للتبرع بالدم مع اطلاق مبادرة يقودها اعضاء لجنة التسيير ومنسوبو الامانة العامة بانفسهم لنصب خيمة او تحديد موقع او عربة داخل المقار الرئيسة للجمعبة علي مستوي العاصمة والولايات لانجاز هذه المهمة الانسانية .
3. تسخير الاسطول الضخم للمركبات التي لم تزل في حوزة الجمعية لنقل الكوادر الطبية والمساعدة الي المستشفيات والمراكز الصحية والمشافي العاملة باعتبار انه لا توجد وسائل نقل اكثر امانا من المركبات التي تحمل شعار الهلال والصليب الاحمر.
4. تسخير الاسطول الضخم التابع للجمعية في نقل الحالات الطارئة للمستشفيات العاملة فضلا عن حالات الحمل الحرج وعملات التوليد التي تحتاج لنقل الي المستشفيات والمراكز الصحية مع الاعلان عن هذه الخدمة ووضع ارقام للاتصال الطارئ ونشرها في الوسائط الاعلامية بحيث يمكن اللجوء اليها والتواصل عبرنا لطالبي هذا النوع من الخدمات .
5. توزيع ما تيسر من المواد الغذائية لمستشفيات الاطفال ودور العجزة والمسنين ودور الايواء الي جانب تزويد الاطقم الطبية والمساعدة الذين تقطعت بهم السبل واصابهم الانهاك والضنك وتعذر عليهم الحصول علي لقمة الغذاء في هذا الوضع الطارئ.
6. مواكبة عمليات اطلاق سراح الاسري ونقل رعايا الدول الاخري والدبلوماسيين والعاملين في وكالات الامم المتحدة المتخصصة والمنظمات الطوعية العالمية الي المعابر والحدود وذلك عبر اسعافات لمواكبة الاساطيل التي تقل هؤلاء الي بر الامان … مع الحرص علي تقديم وجبة غذاء او جرعة ماء لمن هم في حاجه لذلك … وقد شهدنا كيف لقي الذين تم اجلاؤهم الي السعودية نوعا من الاستقبال الدافئ حيث تم استقبالهم بالترحاب والزهور ، فما ايسر ان نفعل ذات الشيئ في وداعهم وهم يغادرون ارض السودان وهو ليس بالامر العسير …. ذات المبادرة يمكن ان يفعلها فرع الهلال بالولاية الشمالية عبر تزويد المغادرين بكيس ولو صغير من تمر الشمال .
7. فيما نشهد غيابا ملحوظا لعضوية لجنة التسيير ومن ضمنهم نائب رئيس الجمعية مع التكتم علي اعلان شغور منصب الرئيس الذي تقدم باستقالته في وقت سابق . علاوة علي خفوت صوت الامانة العامة فقد خلت الساحة من مبادرات هامة وضرورية كان يتحتم علي الهلال انجازها في مثل هكذا حالات وعلي سبيل المثال كان يتوجب علي الهلال اطلاق نداء طارئ يتضمن قائمة بالادوية الاساسية والمعينات ومواد الايواء والاواني وذلك بالتنسيق مع جمعيات الاهلة الحمراء والصليب والاتحاد الفدرالي لجمعيات الهلال والصلؤر الاحمر عبر نداء دولي لاسعاف المنكوبين في السودان او ما يعرف ب International Appeal .
8. بذل مجهود مقدر في البحث عن المفقودين والسعي للم الاسر التي جري تشتيتها بسبب الحرب او ما يعرف ب Tracing and Family Reunification وهي مهمة تندرج في صميم اختصاص الجمعية الوطنية علي ان يجري انفاذها بالتنسيق والتعاون مع الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الاحمر واللجنة الدولية للصليب الاحمر International Committee of the Red Cross
جدير بالذكر ان هذا النوع من الانشطة ليس بغريب عن تراث العمل رالهلال الاحمر فقد سبق ان خضنا ذات التجربة للم شمل ما اصطلح علي تسميته بالاطفال غير المصحوبين بذويهم Unaccopanied Minors في مطلع تسعينات القرن الماضي لمعالجة قضية الاطفال الذين اختطفتهم حركة قرنق ورياك مشار وهي النواة التي شكلت من بعد ما يسمي بالجيش الاحمر … وقد تم انجاز تلك المبادرة بالتنسيق مع اليونسيف في العاصمة الكينية نيروبي مطلع التسعينات بمعاونة الخبراء الدكتور الحاج حمد والدكتور عبد الرحمن ابودوم والدكتور حسين العبيد والدكتور المرحوم عبد العظيم عبد الله التوم … والحال كذلك فلم لا يجهد الهلال الاحمر بعد مضي نحو ثلاث عقود علي تكرار احد النماذج الجيدة التي يسر الله لنا انجازها بمعية هؤلاء الخبراء الاكارم في ذات يوم من الايام .
9. من عجب ان يكتفي الهلال الاحمر بترديد الادبيات والمعايير التي تتاسس عليها الحركة الدولية للهلال والصليب الاحمر عوضا عن ان يعمل علي بلورتها في شكل نماذج عملية علي ارض الواقع.
في هذا الصدد يصبح الحديث عن التزام الهلال بمبادئ الحياد Neutralty ، او عدم الانحياز Impartiality لا معني له ، كما يصبح الاكتفتاء بالترويج لوقف اطلاق النار للاغراض الانسانية Cease Fire for Humanitarian Purposes ، او حتي الدعوة لتاسيس الممرات والمناطق الامنة Corridor and Zones of Tranquility ، ضربا من التنظير المنفصل من واقع الاحداث ومجرياتها الحرجة. واقع الامر انني لو كنت اتمتع بالمكانة الاثيرة التي يحظي بها من تسنموا قيادة الهلال الاحمر في التشكيل الاخير لدي مجلس السيادة والاجهزة الامنية والعسكرية والتنفيذية وفي مقدمتهم الاخوة الدكتور خليل سربل والاستاذ محمد ادم عربي ، لسارعت في التو واللحظة لاستثمار هذا الارتباط الالتحامي Intìmate Relationship مع مؤسسات اتخاذ القرار من اجل صوغ خارطة تحوي تصورا شاملا لمناطق الهدوء والممرات الامنة التي تربط بينها وذلك بالتازر الوثيق مع المؤسسات الامنية والعسكرية وبقية الاجهزة ذات الصلة بهذه الملفات فائقة الدقة والحساسية … وبعيد انجاز هذا الفرض المنزلي Homework بنجاح تتجلي عبقرية القيادة الحالية للهلال الاحمر بشقيها في الجسم الحاكم Governing Body المتمثل في لجنة التسيير ، والجهاز التنفيذي Executive Body المتمثل في الامانة العامة في اقناع اطراف النزاع الحالي بالقبول الدائم بوقف اطلاق النار للاغراض الانسانية وحث الاطراف المتقاتلة في القوات المسلحة والدعم السريع باعتماد ممرات امنة ومناطق للهدوء في ظل وقف دائم لاطلاق النار مما يسمح بالتوصل الي حل مستدام لجذور الازمة الحالية . وحال افلحت القيادة الحالية للجنة تسيير الهلال الاحمر في انجاز هذه المهمة البطولية بالتواصل مع رعاة الهلال الاحمر في مجلس السيادة وقادة القوات المسلحة من امثال الفريق كباشي وثيق الصلة بالهلال الاحمر فانها سوف تدون اسمها باحرف من نور في سجل تاريخ الامة السودانية الحافل بالماسي والدماء والاشلاء . اما اذا رضيت القيادة الحالية بلعب دور المتفرج والاكتفاء بتريد شعارات واقوال لا يصدقها فعل ولا عمل نافع فسوف تبرهن للشعب السوداني الفرضية السائدة التي تؤكد افول الهلال الاحمر السوداني في ليل الازمة البهيم في وقت تتطلع فيه الامة السودانية لبلوغ الخلاص علي يدي قادته ومنسوبيه من العاملين والمتطوعين …
تري هل ينجح الهلال الاحمر وقادته في محك الاختبار ويخرج الهلال بازغا بشعاره واعماله العظيمة ام يواصل الهلال الافول علي نحو ما نشهده حاليا ؟؟!!.
ما تقدم ذكره يندرج ضمن العديد من المبادرات الطارئة التي كان ولم يزل من الممكن انجازها بواسطة الهلال لاحتواء التداعيات الطارثة للنزاع المسلح الناشب بضراوة في السودان، ولن يكون ذلك ميسورا بالطبع ما لم يخرج الهلال الاحمر والقائمون عليه من القوقعة ويعيروا اذنا صاغيا لما يتفضل به الاخرون، فالذاكرة المؤسسية والتجارب التراكمية حالما يتم الاستماع اليها سوف تسهم حقا في مراكمة خبرات الهلال والارتقاء بتجربته الرائدة في سائر المجالات.
ويبقي القول ان النقاط التي تقدم ذكرها تشكل في مجملها
حزمة مقترحات يمكن الاستئناس بها في تفعيل جمعية الهلال الاحمر التي يرتجي منها الكثير وبذلك فهي تمثل جرعة منشطة Booster Dose
لتنشيط الهلال الاحمر واكسابة مزيدا من الكفاءة والفاعلية حتي بتسني للهلال انجاز الرسالة المنوطة به بوعي واقتدار.
ثم انه لا بد من رسائل ختامية نضعها في بريد السادة الاكارم صناع القرار في سلطة ما بعد 25 اكتوبر ، الي جانب اعضاء لجنة التسيير الموقرين والامين العام وطاقمه التنفيذي :
اولي الرسائل نضعها في بريد الفريق الكباشي ونحن نقول له بان قيادة معركة توجيه الهلال الاحمر وتقويمة لا تقل عن الانخراط في قيادة المعارك القتالية الحالية ان لم تكن اجل خطرا واعظم شانا
فالتحدي الحقيقي لا يكمن في حل الهلال الاحمر واعادة تشكيله وفق مقالات سماعية وانما التحدي يكمن في ان يصيخ الكباشي السمع مرة ومرتين وهو يدير اذنا واعية عملا بالاية الكريمة (وتعيها اذن واعية ) ،
حتي يضمن ان يجئ القرار ، اي قرار ، رشيدا ومحكما …
والرسالة الابلغ من موضوع الهلال فى بريد الكباشي تتمثل العمل علي ايقاف هذه الحرب اللعينة علي نحو فوري والتوصل لتسوية سلمية ببن الفرقاء ومن ثم الافضاء الي حكم ديمقراطي حقيقي يستجيب للثورة وتطلعات الثوار ويحقق طموحات الامة السودانية وامالها وبذلك يكتب نفسه ومن معه في سجل تاريخ السودان الحديث.
اما الرسالة الثانية فنضعها في بريد الاخوة العزاء في ادارة السلام بوزارة الخارجية ممثلة في مدير الادارة السيد السفير محمد سعيد والدبلوماسي مصطفي وبقية زملائهم الابرار ونحن نقول لهم من الممكن ان يجتهد المرء وله اجر ولكل مجتهد نصيب ولكن علي العاقل ان يعمل دوما علي مراجعة القرارات الصادرة عنه ويجتهد في التصويب ، وموضوع الهلال الاحمر ، بما شابه من عوار في ظل تضارب المعلومات والتاثيرات السلبية من هنا وهناك يبدو في امس الحاجة الي تصويب فضلا عن مواكبة اداء المؤسسات التي تفع تحت اشراف الخارجية وهو ما تفتقر اليه وزارة الخارجية لسبب او لاخر في كثير من الاحايين وينبغي استدراكه ورابه.
اما الرسالة الثالثة فنضعها في بريد الاخوة الاحباب دكتور خليل سربل ومحمد ادم عربي وهم من هم خبرة وتجربة وعلما راجين ان يطلقوا مبادرة من تلقاء انفسهم لتطوير الهلال وتقويم تجربته وتلافي الاخطاء التي لازمت تكوينه وهي ليست بالهينة ولا اليسيرة ، وقد سبق لنا تقديمها للاخوين الكريمين عبر مذكرة تحوي تشخيص مظاهر عوار تشكيل الهلأل الاحمر وكيفية اصلاحه حيث جري اتداد المذكرو بكل موجبات الموضوعية والتواضع ببد ان المذكرة لم يجري نشرها حتي الان وربما ننشرها مستقبلا حسب مقتضي الحال .
ثم ان التحية والتقدير نختص بهما الاستاذة عايدة السيد علي نحو موصول ، والاستاذة عايدة
تعد من ضمن الشخصيات التي واكبناها من قبل في جمعية الهلال الاحمر ولقينا منها كل عون ومساندة وهذه شهادة منا بذلك من باب العرفان بالجميل .
ثم ان السلام موصول الي السيد السفير صديق ابوعاقلة وهو يحتل مكانه اللائق المرموق في سلك الجمعية نضجا ووعيا وعلما وخبرة فهنيئا للجمعية الوطنية بمثل هكذا قدرات .
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين سائلين الله ان يوفق الهلال واحمر وان يدرا فتنة تكاد تقضي علي السودان بحرثه ونسله واخضره ويابسه …والله المستعان ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .
التعليقات مغلقة.