——————————- وعن الإتفاق الإطاري ، يتساءلون ! ومهددات بفشله /الاستاذ : عبدالمنعم ابوبكر

ماسة نيوز

بسم الله الرحمن الرحيم

————————————–
تلقاني أحدهم  متسائلا  مستنكرا ، لم  تدعو الناس   للقبول  بالاتفاق  الإطاري  ” منهجا” للتوافق بين أهل السودان ،  يا شيخ ؟؟!!
هل رضيت بالعالمانيةدينا ، وبالتدخل الأجنبي وحيا منزلا ، وبالعملاء  رسل  سوء  مبشرين
بالشر ومنذرين  عن الخير ؟!
وهل تريد  أن تطفئ  شمعات الأمل وبشارات  السلام ، والتي رضيت بثمراتها معظم حركات الكفاح المسلحة ؟
وهل سرتك تظلمات  الشرق المحقة ، وتفاقم أدواء  العنصريات  والجهويات ،  وما  يضمر بعضهم من غبن وأحقاد موغلةفي القدم كلها
تنذر  بشر  مستطير ، فتدعو  أنت  بذلك  إلى تمزيق شعب السودان إلى  جماعات ومناطق متناحرة ولتشعل بينها حروبا  شعواء لا تبقي ولا تذر ؟ …. وهل…..
فقلت له على رسلك ، هل أنت قرأت مقالاتي الأربع والتي  سبق  أن كتبتها في  شأن  هذا
” الإتفاق الإطاري”  وماذا  أدركت  منها؟
وقد كتبتها تحت  العناوين  التالية :
١)  جوهريات الإتفاق الإطاري ؛
( كما بدت لي ابتداء ) .
٢) الإتفاق  الإطاري ، منطلقا للحوار
الشامل بين جميع  القوى السودانية
السياسية والإجتماعية .
٣) الإتفاق الإطاري ، ومعارضوه .
٤)  من  الذي  يمتلك  السودان اليوم ؟
ومن الذي يجوز له حق التصرف فيه ؟
فهلا قرأتها مرة أخرى ، وبتمعن ؟ و لا بأس
أن أعينك بإعادة  نشرها ، إن  شاء الله.
(فقد ضمنتها  “رؤيتي” التي يجب أن يكون
عليها ، الإتفاق الإطاري ، إذا أريد نجاحه ) .
فهاك من عندى المزيد وربما الجديد المفيد :-
فهكذا كان  الأمر  عندي  مع  “الإتفاق  الإطاري” كما قدمه أساطينه  وواضعوه  وموقعوه  وهم “قيادة  الجيش”  و “تابعها  المطلق”  في الأمر
— قوى الحرية والتغيير المركزي — فهي  تابعة  أي لا وجود لها في الواقع  السياسي السوداني وجودا  مستقلا ومؤثرا ، إلا  “بحبل” من قيادة  الجيش الحالية ، ثم  بدفع  من قوى الإستكبار العالمي أعداء الإسلام والعدو التاريخي لشعب السودان ، وهذا  العدو يسعي دائما لهدم الدين ولقهر  الشعوب  المسلمة  حقدا  منه  وانتقاما.
ولكن الله متم نوره ولو كره الكافرون.
مضافا إليهما بعض القوى  السياسية  المتوكلة  والتي كثيرا ما  تحفظت على ما ورد في  بنود  الإتفاق طمعافي تحقيق التوافق المنشود هدفا وطنيا أعلى ،ومن بين هذه القوى حزب المؤتمر الشعبي  والذي   توكل   مقتحما  لإبقاء  الإتفاق جذوة  متقدة  عسى أن تتدافع  إليه كل  القوى السياسية بالبلاد  ،  توافقا جامعا شاملا  ليكون مخرجا  تمضي به  البلاد  بسلام  لتأسيس منبر للإجماع الوطني لا تستبد به قوة منفردةحزبية مدنية أو عسكرية ، لكي تحكم الفترة الإنتقالية بحكومة مستقلة مدنية لمدة  عامين ذات مهام محدودة وصولا إلى انتخابات عامة حرةونزيهة بلا عزل أو لإقصاء لأحد في نهاية فترتها .
ورغم  أن الإتفاق الإطاري قد  تعلقت  به بعض الآمال العراض إلا أن تقديمه قد أخرجه مشوبا ومعطوبا  بتحفظات   عديدة  حتى  من  بعض موقعي الوثيقة مما يشي باختلاف ظاهر بينهم  غير أن العبرة كانت فيما صرح به قائد الجيش ونائبه من أقوال داعمةللإتفاق باعتبار أن قيادة الجيش هي الطرف الأساسي والأقوى وقد جهر القائدان  بقولهما  هذا  أثناء  الإحتفال بالتوقيع على وثيقة ” الإتفاق الإطاري”أمام جشد مشهود محليا  وإقليميا  وعالميا – فلا عبرة لما يقال أن هناك وثائق  سرية – لأن القائدين  ظلا  يرددان  مرارا وتكرارا فحوى أقوالهماالأولى حتى اليوم بأن الأتفاق  الأطاري  قد تضمن خروج  الجيش  نهائيا من العمليةالسياسيةبرجوعه إلى الثكنات فالإطاري عبارةعن آلة للحوار فقط وليس عقدا مبرما بين طرف  أو أطراف  مع  قيادة الجيش طرفا ثانيا ، بل الإتفاق  دعوة مفتوحة للتوافق بين أهل السودان لوضع ترتيبات لإدارة الفترة الإنتقالية كما ينبغي أنتكون .
وقد أوردنا  تلك  الأقوال  تفصيلا في المقالات المشار إليها أعلاه .
وبهذا يصبح الإتفاق الإطاري مجرد وعاء حكمة — صدق قائلوه أم كذبوا — لكونه  فقط  منطلقا من كلمة” إتفاق “فهذه الكلمةهي”قضيةالساعة” فقد ظلت ترددها كل القوى السياسيةالسودانية بألوان طيفها سواء عن إيمان بها أو نفاق بأمرها خاصة  فقد  جاءت  كلمة  ” الإتفاق ” هذه المرة مؤكدة  وممهورة  بتوقيعات ممن كانوا هم أشد  الناس كرها لها وأكثرهم مقاومة لفكرنها ،  فقد بذلوا جهدا  عظيما حربا عليها ، وعلى  كل  من يسعون  بصدق  إلى تحقيقها في  واقع  الحياة  السياسية  السودانية  حربا  عليها بالخداع مرة وبالمراوغة ،وتارة بالزج ظلما بكل داعيةمخلص إلى التوافق بالزج بهم في غياهب السجون ، بل  إن قحت  شريكةقيادة الجيش قدظلت ترفض الوفاق علنا  طالما  أنه  يكون  وفاقا  مع  فلول النظام البائد .
فقيادة  الجيش  وشراذم   قحت   هكذا  صارا يرفضان الوفاق قولا وفعلا ، وقد ظلا على هذا الموقف حتى اصطدما  بغضبة  معارضة شعبية عارمة ، وقد حاقت بهما  نذر الفشل أينما  توليا وأحاطت بهما الخطايا المبلسة والرزايا العصيبة التي أودت بالسودان إلى  مهالك الطامة الكبرى.
أما قيادة الجيش  فقد كانت  طامعة  في دوام
السيادة والهيمنة وملك لايبلى، ذلك حلم راودها  منذ الأيام الأولى”لانتصار”ثورةديسمبرالمجيدة ومن ذلك  الوقت  فقد  تمادت  القيادة  بارتكاب أخطاء سياسية جسيمة فكانت سببا رئيسا فيما تعانيه البلاد اليوم  من أزمات لا تحصى :
١) فقد نكثت القيادة بعهدها الذي قطعته ببيانها الأول  لجماهير الشعب  السوداني   الثائر  الذي أعلنت فيه عن :
(تشكيل حكومةمدنيةانتقاليةمن أشخاص ذوي كفايات مستقلين ، تتفق عليهم كل القوى البلاد السياسية  دون  عزل  ولا إقصاء ، ماعدا  حزب المؤتمر الوطني ، ومدتها عامان ) .
ولكن  قيادة الجيش  ما لبثت  أن أجازت خيار  حكومة المحاصصة  الحزبية المكونة فقط من أحزاب قحت  مع  الإقصاء التام  لباقي  القوى السياسية الأخرى  بحجة أن قحت هي الممثل  الشرعي والوحيد  للشعب  السوداني  بمخالفة واضحة وفاضحة لبيان الجيش الأول مايعتبر  خرقا بينا لما أعدته قيادة الجيش وشريكها ما  يسمي زورا بالوثيقة الدستورية . هذا من جهة  ومن جهة أخرى ، فقد ملأت  شريكة القيادة — قحت – ملأت الدنيا بالإدعاءات الكاذبةوالأيمان المغلظة أمام الثوارالمخدوعين بأنها زاهدة في المناصب الوزاريةوأنها لن تشارك في الحكومة الإنتقالية المستقلة وإن حدث  شيء  من  ذلك فهو خيانة  منها لمبادئ  الثورة  ولثقة  الثوار . وقد كان كل ذلك كذبا محضا فقدخانت مبادئ الثورة وثقة الثوار .
٢) ومن خطايا قيادة الجيش وقحت معا أنهما اتخذا قرارا صادما  للشعب السوداني ومحزنا، وللعالم أجمع من بعده حين أقرا تحييد عناصر من الثوار الحقيقيين الأبرياء  بمذبحة اعثصام القيادة  والذين  ذهبت  دماؤهم  الزاكية  هدرا  ،بل وصارت  هذه الدماء  للأسف  سلعة  تتاجر بها  قحت  لنيل كراسي الحكم وقد نالتها فعلا، ولكن  قحت  ويا للعار لم  تقتص  لدم  الشهداء طيلة  فترة حكمها ، بل ولم تتعرف  حتى  الآن على  الجناة  فتقدمهم  إلى  العدالة  الأمر  الذي أكسب قحت وشريكها خزيا ، فوف ما لحق بهما من فشل ذريع أينما اتجها معا أو  كلا على حدة .
٣) ثم عقب ذلك فإن قيادة الجيش وقحت قد خرجتاإلى شعب السودان بأنهما شريكان ولكن كما يبدو ، كانت شراكة عن طمع وخوف ،طمع في السلطة ومغانمها وزينتها وخوف من عاقبة ما اقترفاه  معا  من جرم  عظيم ، فادارءا  فيه نكوصا منهما عن كل عهد قطعاه وخرقا لميثاق اعتمداه. ولكنها كانت شراكة غير موفقة لسوء تقدير منهما ، فلم  تدم  طويلا  كما  توهما  بل كانت لعنة  عليهما ، فما لقيتا  منها  إلا  خذلانا، ووصمتهما بالإخفاق الدائم كيفما جهدا ، ففقدا  مصداقيتهما واهتزت ثقة الشعب  فيهما فولت منهما نفورا ، فطاشت  مراميهما وتبدد حلمهما فتفرقا  تفرقا  لا  لقاء  بعده  ،  فكلاهما  حانق  يلعن صاحبه لعنا كبيرا وانفضح  أمرهما فصار كل شأنهما عسيرا ، فطفقا يلتمسان – كما يبدو حلولا منقذة  ولكن هيهات ، فربما  يرغبان  أن  يعودا الكرة إلى  بعضهما  ولو  في ثوب جديد  فضفاض وجميل هو : ” الاتفاق الإطار ”  ولكن  هل  سيترك الأمر إليهما كي يفعلا ما يشاءان ؟
وإلا فما يوجد  تفسير لإصرار  قحت على نهج الإقصاء و مع ذلك  تظل قيادة الجيش  تداوم على صلتها بها  سرا وجهرا ، بل وتؤكد  دعمها مرارا على انفاذ الإتفاق  الإطاري والقيادة تعلم أن الحوار يجري ولكن ليس على وفق  شرطها المعلن – وتصر  قحت  على  إيهاماتها  بأنها  لن تفتح  أبواب  الحوار  إلا  لمن   تحب  وترضى لأنها  لا  ترغب  في ” إغراق  الإتفاق  الإطاري”  بإراء  كل  من  هب  ودب  من ” أراذل  القوم ” ريثما  تستوي  الطبخة  فما  على  الجوعى  إلا الإلتهام حتى ولو كانت الطبخةمن لحم  خنزير
فذلكم  يؤكد  بوضوح  إنعدام  الإرادة الوطنية و يكشف عن مدى سطوةالتدخل الأجنبي حتى كاد الظن أن  يصبح يقينا !!
فهل لمثل  هؤلاء  يترك الشعب السوداني الأبي أمر العباد والبلاد كله  بين  أيديهم ؟
فقيادةالجيش لاتملك أن تقرر مصيرهذا الشعب والبلاد  وحدها ، حتى  وإن أرادت ذلك ، كما أن
لا أحد  بالسودان  يرضى  بأن  يكون  أمر البلاد وشعبها رهينة بين  يدي  قحت   المركزي  بؤرة العمالة  الضالة  ومنتدى  المرتشين ،  بدعم  من رعاتها الحاقدين والطامعين من الكفرة  الفجرة وزمر  النفاق الإقليمي والإستكبار الدولي .
٤) إن الإتفاق ، والوفاق ، والتوافق  ، كلها  معان سامية لا يرفضها إنسان  عاقل ، بل ويسعى إلى تحقيقهاكل الشعب السوداني مهما كلفه ذلك من تضحيات  تقتضي  بذلا  وعطاء   وتنازلا  وعفوا وصلحا . بعد ما تبين للشعب  مخاطر الشقاق .
فلماذا يهجر العقلا من  أهل السودان  مثل هذه المعاني السامية ذات  الأهداف العليا ليعبث بها من لا يقدرون خطرها ، بل يرفعونها مجردشعار فقط ، ثم  ليخفوا طيها خبالات غير راشدةبالغة السوء ، تهدر قيم التوافق وترقى بأخبث الخبايا عوضا  عنه ، وصنوفا  من الأحقاد  لأبشع  صور الإنتقام  ودنيء الرغبات الذليلة .
* فالمعروف  بداهة  أن ” التوافق ”  من القيم الإجتماعية  السامية والتي لا تدرك ولا تتحقق  إلا  عبر  تفاوض  وحوار حر بين كل  الأطراف المتنازعة  في  البلاد  ،  والحوار حق مكتسب بالمواطنة ، بلا  إقصاء أو إكراه ، كما لا تحسم قضاياه بين المتنازعين إلا بقوة الحجةوصحة المنطق معززا بالحقائق الدامغة والتي غالبا ما قد تثمر  إجماعا  ورضى  تامين ، أو في حدها  الأدني قد تثمرتوافقا للمعظم الساحق بمواجهة القليل  الشاذ  ،  وإن  أي  تدخل   بين  الأطراف المتحاورة بغرض إثناءفريق أو طرف عمايرغب  فعلا ، بإغراء أو إكراه ، فإنه بذلك ينفي حقيقة  التوافق الصادق جملة ، إلا بتدخل للإصلاح قد  يوصل  إلى الإقتناع طوعا وسماحا .
فقيادة الجيش تؤكد  دعمها  لمخرجات الإتفاق الإطاري وحمايته ، رغم أن بعض الموقعين من المدنيين لا يزالون  يصرون  على الإقصاء  لكل  رافض حتى ولو لحرف من  محتويات الإطاري ووثائقه ،وإن ما بين القيادةوالموقعين المدنيين قائم على قدم وساق ،فهل هو اختلاف أم تبادل أدوار ؟. فإن حسن  الظن ، فذلكم  نذير  بانهيار الإطاري وأن ساء الظن ، فقد صار الإتفاق باطلا لانحياز القيادة إلى فئة ولو  توارت  القيادة في الى ثكناتها . “والساقية لسع مدورة ” .
* وهنا يثور تساؤل هام ، ما هو البديل حقا من الإتفاق ، التوافق ، أو الوفاق ” الإطاري”؟
وكيف يمكن الوصول إلى هذا البديل الأسمى ؟
١) ليس  هناك  من  بديل  لحل أزمات  السودان
إلا “بالتوافق  الوطني” الشامل  لجميع  مكونات
الشعب  السوداني الإجتماعية  والسياسية…الخ
٢) ولن يتحقق  هذا البديل الأسمى  إلا  بالصلح
والعفو والتراضي وبوضع كل المظالم  والجرائم
السالفة – بعد زمانها أم قرب ، عظمت أو صغرت فلن تتحقق إلا بالتنازل عنها وتركها وراء الظهر ؛
— لأنها كلها كانت  عملا من أعمال الجاهلية — ولأنه لا يوجدفي سودان اليوم بالمطلق من هو بريء مظلوم  يملك دليلا  بالحق  – والله  أعلم – ليقتص من غيره – والظالم  معلوم غير  مظنون لأن  أيدي  الجميع  تكاد تكون   ملطخة  بدماء بعضهم بعضا ، أو ظلمت  في حق  من  الحقوق سواء  أكان بالمشاركة  فعلا  أو بالرضى  بالقول أو بالصمت الذي  لم  تتمعر  معه  الوجوه غضبا لله واستنكارا .
وإن  كان  البعض  ينكر  أن  الجرائم  قد  تسقط بالتقادم فهل للمسلمين في السودان أن يتصدوا لعصي   مشكلاتهم المعقدة ،  الأمنية ،  والعدلية والاجتماعية والسياسية ،  والتي استمرت لأكثر من سبعة عقود ، فهل لهم أن يهتدوا  بقول  الله تعالى :–
( إنما جزاء  الذين   يحاربون  الله  ورسوله ، ويسعون  في  الأرض  فسادا ، أن يقتلوا ، أو يصلبوا ، أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف
أو ينفوا  من  الأرض  ،  ذلك   لهم  خزي  في الدنيا  ،  ولهم  في  الآخرة  عذاب   عظيم *
إلا  الذين  تابوا  من  قبل أن  تقدروا  عليهم ، فاعلموا  أن  الله  غفور  رحيم *.)
سورة المائدة الآيتان ، ٣٣ ، ٣٤ .
كما يكاد  يحيط بأهل  السودان  قول  رسول الله صلى الله  عليه وسلم ،  وهم  في  غمرة  هذه الفتن السوداء :–
(إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار . قلنا : هذا القاتل  ، فما  بال المقتول ؟
قال : إنه كان حريصا على قتل صاحبه .)
* وإن فضل العفو لعظيم وإن خيرالصلح لكثير فتلك من نعم  الله ورحمته  على عباده ، فذلكم أمر الله أنزله  إليكم  وسنة  نبيكم تركها فيكم ؛ وإذ يقول الله سبحانه:–
( يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول
فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ، وأطيعوا الله
ورسوله إن كنتم  مؤمنين )
سورة الأنفال ، الآية، ١ .
( والصلح خير ) .
سورة النساء من الآية ، ١٢٨ .
( وجزاء سيئة سيئة مثلها ، ومن عفا وأصلح
فأجره على الله ،  إن الله لا يحب  الظالمين )
سورة الشورى الآية ، ٤٠ .
( ثم إن ربك  للذين عملوا  السوء بجهالة ، ثم
تابوا من بعد ذلك وأصلحوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم )  .
سورة النحل الآية ، ١١٩ .
* وقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم :
( وإن ربا  الجاهلية   موضوع ، ولكم  رؤوس
أموالكم ، لا تظلمون ولا تظلمون ، وقضى الله  أنه لا ربا ، وإن أول ربا أبدأ به ربا عمي العباس ابن المطلب .
وإن دماء  الجاهلية  موضوعة . وإن  أول  دم
نبدأ به دم  عامر بن  ربيعة بن الحارث بن عبد
المطلب . وإن  مآثر  الجاهلية  موضوعة  غير
السدانة والسقاية. )
من خطبة الوداع  للنبي صلى
الله  عليه وسلم ، يوم عرفة .
( ألا  كل  مأثرة  أو دم  أو  مال  يدعى ،  فهو
تحت  قدمي هاتين ، إلا سدانة البيت وسقاية  الحاج .
يامعشر قريش- أو يا أهل مكة – ما تظنون أني
فاعل بكم ؟ قالوا  أخ  كريم  وابن  أخ  كريم ،
قال : فاذهبوا  فأنتم  الطلقاء .)
من خطبته صلى الله عليه وسلم ؛
يوم فتح مكة.
ففي كتاب الله تعالى وفي سنةرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ، فيهما كل  ما يحسم به الإشتجارويفض به التنازع  مهما  كانت معقدة
مزمنة ،  وبتحكيمهما  تسعد  النفوس  وتطمئن  القلوب  عند المسلمين  وغيرهم ،  حكما  فصلا فيما وقع  بين  الخلق في  ماضيهم  من مظالم  حاقت  بهم  من  ذل  وضيم  لعدالة  غائبة  ، أو  لقضاء  عاجز  ، فلا  شاهد بحق ولا مشهود  له  بصدق ، فلا ينتفي الظلم عندئذ  وبحق إلا بعلم  الله علام الغيوب  ،  فيحكم  بين  الناس  بعلمه سبحانه  فلا يظلم ربك  أحدا  ،  فعندئذ  تتحرر الأمم  والشعوب من إصر ماضيها والأغلال التي كانوا  عليها إلى  مستقبل  مستقر  آمن عامر  بالإبداع  والعطاء.
* وتثار أسئلة  أخرى ، لماذا  يتردد  المحجمون
من الإستجابة  لمطلوبات الإتفاق الإطاري الذي وقع  من  قيادة  الجيش  والآخرين  المدنيين؟
— ألإنهم لا  يؤمنون  أصلا  بفكرة  التوافق ، أم لأنهم يرفضونه  بسبب  مشاركة بعض الأطراف الموقعة لعلة يبغضونها  ؟
— أم لعلمهم  بأن  بعض الموقعين  على الإتفاق
قد يستبدون  بالأمر  دون الآخرين  وبدعم  من قيادةالجيش ومن قوى التدخل الأجنبي بصورة سافرة ؟
—  وهل  يحق للجيش والأجنبي  وكل الأطراف المدنية الموقع ة أو كائنا  من كان هل يحق لهم  التحكم -سماحا أو منعا -لغيرهم من المواطنين السودانيين بالإشتراك أوعدم الإشتراك لمناقشة جميع القضايا المضمنةبالإتفاق الإطاري وغيرها وبدون قيد أو  شرط  وبنفس  القدر الذي  أباح لمعدي الإتفاق وموقعيه تعديلا بحذف أوإضافة  سواء  بسواء ؟
فلماذا لا يقتحم  العقلا  الصادقون على  هؤلاء العابثين الباب  كلما رفعوا شعارا ساميا، صدقا أو كذبا ، فإن كان  صدقا  فهم  أحق الناس به، وأهله ،  وإن كان  كذبا  يردوه  إلى  الحق  ردا جميلا تركوهم  وانصرفوا .
وذلك عملا بنصيحة صاحبي رسول الله موسى عليه الصلاة والسلام  ، نصحا وتأكيدا لأمر نبي الله موسي إلى قومه بني إسرائيل، وكما حكاها  الله عز وجل على لسان الصاحبين في ، سورة المائدة الآية ،٢٣ :
( قال رجلان  من  الذين  يخافون  ، أنعم الله
عليهما ، أدخلوا عليهم  الباب  ، فإذا  دخلتموه فإنكم  غالبون ، وعلى  الله  فتوكلوا  إن كنتم
مؤمنين ) .
ثانيا :
إن التوافق  المطلوب  ليس  هو  رسما  للطريق الذي ” يجب ”  أن  يسير  عليه  الشعب  وصولا إلى مبتغاه  حاضرا  ومستقبلا . خاصة لا يوجد
في  الساحة  من  يمثل  الشعب  شرعا  من بين  جميع  الأطراف المتنازعة ، وإنما المقصود  من  الحوار هو لوضع  أسس  محددة  لفض التنازع  بين القوى السياسية  المتنازعة فيما بينها فقط حتى تمكن من إعداد خططها  ورسم  سياساتها
ثم  الإحتكام  النزيه  إلى  الشعب  ليفصل  فيما بينها  فيختار  منها  من  يرتضيه  الشعب   فعلا ليسوس  ويتولى  أمره  وفق خطته التي أيدها
الشعب .
وهذا  يؤكد  أنه  لا  يحق  لأي  أحد  من  القوى السياسية المتنازعة  اليوم  منفردة أو  مجتمعة، بل ولا يحق حتى  للجيش ، بالمطلق ، أن تحدد نظاما  سياسيا للدولة أو أن تضع  دستورا للبلاد وتفصل مبادئه  ، أو أن تضع حتى خطة للتنمية أو غيرها ،أنما ذلك كله  شأن  يختص به الشعب وحده أو لمن يفوضه ممن  يختارهم بحر إرادته في انتخابات عامة تنتظم كل البلاد حر ةونزيهة
وإن المجلس التشريعي المنتخب يكون في حل
من الإلتزام  بأي ،  دستور أو خطة أو أي مواثيق
لم يجزها الشعب  في الإنتخابات  العامة  الحرة
والنزيهة وبالتالي فإنه  يجوز للمجلس المنتخب
أن يجيز أو يلغي كل ما سبق من مواثيق أعدت
قبل  انتخابه . فلا جدوى  إذن  من  الإتفاق  أو الإختلاف  في  شؤون  لم  يكلفهم  بها  الشعب
ولا هي من إختصاصهم .
وختاما :–
١) مبطلات الوفاق الإطاري :–
* أن تكون مخرجات  حوارات الإتفاق الإطاري  مخالفة لمعناه  الحقيقي والذي  يعني  التوافق الشامل لكل أهل السودان أو لمعظمهم الساحق دون إقصاء أو عزل لأي  من  القوى  السياسية  والإجتماعية  ومن  جميع  أقاليم  السودان  إلا من يأتي مفاوضا باسم  حزب  المؤتمر الوطني الذي أسقطته الثورة .
* أو إذا لم يخرج الجيش من العملية السياسية أو خرج ولكنه ظل يدعم فريقا من قوىسياسية
مثل قحت دون الآخرين الذين  يمثلون الأغلبية الساحقة من أهل السودان . فإذا وقع  نزاع في تحديد أين تكون الأغلبية الساحقة يجب إجراء  استفتاء عام للشعب السوداني ليقرر فضا لهذا النزاع .
٢) كيف نحقق التوافق الأمثل أو بديله الأسمى إذا  أخفق الإتفاق الإطاري؟
* إذا أصر بعض موقعي الإطاري من المدنيين أو العسكريين على عزل أوإقصاء بعض القوى
السياسيةوالإجتماعية وبأي ذريعة من الذرائع
إلا حزب المؤتمر الوطني  يكونون فقد حكموا على الإتفاق الإطاري بالفشل  ولن يكون هناك  اتفاق ، بل انفراد وهيمنةواستبداد باتكاء على  بندقية الجيش .
هذا إذا صدقت  نوايا  الضامن  الوطني وهي قيادةالجيش أو الدولي التدخل الأجنبي وإلا
يكون الموقعون المدنيون قد ذبحوا بأيديهم    فكرة التوافق نهائيا  ولم  يفكروا في المصير الذي ستؤول إليه البلاد .
* وسؤال ينهض في مواجهة معارضي الإتفاق
الإطاري :–
لاشك أنكم مؤيدون وساعون لتحقيق التوافق
بين جميع القوى السياسية والإجتماعيةبالبلاد  بلا عزل ولا إقصاء لأحد ،  حسنا فما وسيلتكم ألى ذلك ؟ :–
هل تم التوافق بين المعارضين للإتفاق الإطاري فيما بينهم  أولا ؟
وقدتم توحيدهم  بخطة لتنظيم فترة الإنتقال سياسيا  وتشريعيا  وتنفيذيا  وإداريا  وغيرها اقتصاديا وأمنيا وللسلام ، وعدليا وخطة عملية لتحقيق التوافق الأسمى الخ.. وقد تم نشر هذه الخطة في وثائق معلومة عرضت  على  الشعب  للإطلاع عليها ؟
أم لا تزال القوى  المعارضة  متفرقة  أيدي سبأ تطل  على الشعب من منابر متعددة فتجهر مرة
بالعداء السافر والساخر  ، فيه  كثير  من  قصف الرعود والوعيد بالموت والثبور وعظائم  الأمور
إن خطةالمعارضةللإتفاق الإطاري المعلنة حتى الآن وإضافة  الى ما  سبق أن  ذكر  عبر المنابر فهي الإفطارات والوقفات الإحتجاجية ومواكب مليونية وإغلاق الطرق القومية ،
فهي إذن خطة للنزاع  وليست  دعوة “للتوافق”
فكل هذه المواقف عدائيةولكن موجهةضد من؟
أهي عداء ضد قيادة الجيش ؟
أم ضد القوى المدنية الموقعة على الإطاري مع
قيادة الجيش ؟
أم ضد التدخل الأجنبي ؟
أم ضد هؤلاء جميعا ؟
ومن جهة أخرى :–٢
فهل هي دعوة للحفاظ على الدين  فأين الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة ؟
أم هي حرص على وحدة وسلامة الجيش كما تعلنون ، فكيف يتسق ذلك مع عداوة قيادته ؟
أم هي دعوة للحفاظ على منافع مكتسبةلبعض المواطنين ، فأين المصلحة العليا للوطن .
وأخيرا ، أيسر السبل :–
كل المعارضين للإطاري ، أحزاب سياسية قبائل وطرق صوفية ونقابات ومنظمات  ..الخ
أكتبوا كتابكم  وضمنوه ما عن لكم  وما بدا لكم
وامهروه بتوقيعاتكم ،ثم قدموه  لأهل  السودان
كافة بما فيهم الجيش وكل القوى السودانية ثم
أبدوا للجميع استعدادكم لمقابلة كل من  يرغب فى الحوار لتحقيق التوافق ، وقولوا للناس هذا هوكتابنا نقدمه إطاراللتوافق السوداني الوطني بين كل أهل السودان بلا عزل ولا إقصاء لأحد.
تعالوا نتحاور على قضاياه دون قيد ولا شرط
ولنعمل متعاونين على ما عليه رضى بلا إكراه
من أجل إنقاذ الوطن وسلامته شعبا وأرضا .
ثم كونوا مطمئنين إذا اجتمع ممثلو معظم أهل
السودان ، ناهيك عن كلهم أحزابا وقبائل وطرقا وقوات الجيش  والحركات  المسلحة ،  ونقابات  واتحادات ومنظمات المجتمع المدني إذا التقوا على مائدة بحث التوافق الوطني ودون شروط مسبقة ، فكونوا مطمئنين ولا تخشوا مطلقاعلى وحدة السودان شعبا وأرضا  وثروات ومقومات  ولا على  الأسلام  عقيدة  ونظاما ومنهجا، ولا ولا على الأديان و المعتقدات الأخرى.
ولا على تاريخ السودان  ونسيج مجتمعه ثقافة وتراثا ولغه .
لأن كل كيانات أهل السودان المذكورين آنفاإنما هم الأمناء على هوية ذاتهم ، إيمانا وعزةوأصالة
فماذا يضير إذن :
كيد الإستكبار العالمي الطامع الحاقد .
ورعب الجوار المقهور والحاسد ،
وخيانة بني الوطن عمالة و خسة ..
فماذا يضير كيدهم حتى ولو تعاونوا على الإثم
والعدوان . فشعب السودان هو لها .
والله المستعان .
————————–
# التوافق – مصلحة الوطن العليا.
# التوافق — مسؤلية — الجميع .
# الخائن الأناني  المتنطع يرفض التوافق الذي
يجمع كل الشعب السوداني .
.

 

التعليقات مغلقة.