*التجييش بدوافع عنصرية يهدد وحدة دارفور/*بقلم:-محمود مجدي موسى الجدي* *
ماسة نيوز : الخرطوم
*✍️كاربينو يكتب…*
*لا شك أن عملية السلام تعتبر محوراً مهماً من عملية الإصلاح الوطني الكامل وإيقاف الحرب في دارفور هو محل إجماع جميع السودانيين بإستثناء القلة القليلة المستفيدة من الصراع في تجارة السلاح والتهريب والنهب وأولئك الذين أسهموا بحكم موقعهم المسؤول في نشوب الحرب وتسهيل أدواتها وتمويلها .*
*وما يجب التركيز عليه إبتداءً أنه يجب تشجيع الحكومة على المضي قُدماً في تنفيذ ملف السلام بعد قبوله لأهل الإقليم فمن ثم محاربة أعدائه والوقوف في جانبها ودعمها في مواجهة أصحاب النفوذ او مراكز القوى الذين يزعجهم إستقرار دارفور وفتح ملفات العدالة التراكمية بطريقة جادة ومحاسبة المذنبين بشكل فاعل يرضي أهل الضرر أجمعين .*
*ومن الملاحظ بروز بعض الظواهر غير المشجعة في هذا المضمار مثل التجييش العشائري والمناطقي لمناصرة وتنفيذ مخططات الإمتياز الخالد الذي يتحرك على أسس عصبية محض وبالتأكيد هذه مظاهر تبعث القلق وتحتاج إلى نقاش وحوار وتفسير وعلاج .*
*ولقطع الطريق أمام هذا المخطط لابد من إحداث توافق شعبي عريض نحو مشروع الإعتراف والمصالحة ، لأنه لن تستطيع أي جهة مهما أوتيت من قوة أن تُحدث شرخاً إجتماعياً إلا بوجود مجتمع متنافر ومتشاكس وبينه متناقضات تُسهل تمرير الأجندة ، ومن هنا لابد من المناصرة الشعبية والمعاضدة السياسية من مجتمع دارفور ومؤسسات إداراته الأهلية ومجتمعه المدني الفاعل بقوة شبابه وصبر نسائهِ ، وإنطلاقاً من هذه المسلمة لابد أيضاً من ترتيب وتنظيم الأولويات التي تؤدي إلى بِناء جسور الثقة بين مكونات الإقليم لأنها تعرضت للإهتزاز والشك والعطب خلال المراحل السابقة خاصة ما بعد دولة الإستقلال شئنا أم أبينا .*
*إن الخطوة الأولى المهمة لتحقيق ما سبق هو إيجاد حكومة إقليم تخرج من رحم أبناء دارفور بتنوعهم الواسع وتصنيفاتهم المختلفة كما أنه لا يمكن إدارة إقليم بحجم دولة من الموردة او شارع الستين وحاكمه ينشغل بمجريات الصراع السياسي في المركز مما يبعده ويصرفه عن التخطيط لمعالجة قضايا الإقليم وهو مستقر في الخرطوم .*
*وما دام أبناء دارفور لا يجدون من حكومة المركز إلا الخُبث ونظرية الأرض المحروقة وإضطراب دارفور يضمن إستقرار الخرطوم ، وما زاد الطين بلة هي حكومة الإقليم التي تستند على الصداقات والمحسوبيات وتقوم على منطق الشلل بعيداً عن الحكومة البرامجية التي يجب أن تكون ولذلك يصبح الشك وعدم الثقة هما المسيطران على إنسان الإقليم المكلوم فمحاربة ظاهرة التجييش لا تتم بالرغبة ولا بالنوايا الحسنة فقط إنما لابد من إمتلاك الأدوات الصحيحة والقدرة الكافية على إستخدامها بطريقة صحيحة وبإرادة صادقة وفي جو تعافي وإنسجام ملائم لذلك .*
التعليقات مغلقة.