بروفيسور هاشم سالم: يجب تفادي إقصاء أهل المصلحة لنجاح الحوار السوداني

الخرطوم: ماسة نيوز

قال بروفيسور هاشم علي سالم في ورقة كيف تصنع حوار سودانيا ناجحا ان الحوار الوطني السوداني الذى بدأ في يناير (2012) كان مقترحاً من جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا وتمت فيه مقابلة كل الأحزاب السياسية المسجلة كما تمت مقابلة العديد من الحركات المسلحة ومن ثم تمت مقابلة حزب المؤتمر الوطني الحاكم انذاك للسماح للجامعة بالبدء فى برنامج خارطة طريق الحوار لما تتضمنه من مقابلات للأحزاب السياسية والحركات المسلحة .

وإستطرد قائلا تم شرح الحوار لمعظم رؤساء الأحزاب السياسية المسجلة وقد وجد مقترح الجامعة تأيداً كبيراً من معظم الأحزاب السياسية والحركات المسلحة لأنه صادرمن جهة أكاديمية محايدة.

أما عن حوار الحكومة فقد بدأ فى 27 يناير (2014) أى بعد عامين من حوار الجامعة.

وإستطرد سالم قائلا أذا أردنا أن ندير حواراً سودانياً ناجحاً لحل مشاكل السودان فلابد أن يكون الحوار سودانياً و أن يكون داخل السودان منعاً لظهور الأجندة الأجنبية وتداخل مصالح الدول التى تستضيف ذلك الحوار، فالمشكلة سودانية ويجب أن يتم حلها بواسطة أصحاب المصلحة داخل وطنهم.

وأبان إن إدارة الحوار يشترط فيها ألا يتم أقصاء أى احد من المشاركة وإتاحة الفرصة لأبناء الوطن ليخرجوا مظلماتهم المحبوسة إلى العلن لتناقش ويصلوا فيها إلى حلول و يتم تحويل نقاط الخلاف إلى نقاط توافق، حيث ان الحوار دائماً يكون مع الذين يختلفون فى الرأى والرؤى وليس بين المتفقين.

واشار بروفيسور سالم إلى ضرورة وضع أهداف محددة للحوار بغرض الوصول إليها في النهاية الحوار بجانب إتاحة الحريات للجميع ووضع قرارات بتهيئة المناخ للحوار وبناء الثقة بين الدولة والمتحاورون.

وقال ان محاور الحوار يجب أن يتم الإتفاق عليها مسبقاً كإعلان للمبادئ أو خارطة طريق بعد نهاية الحوار كما يجب أن يتم تقييم شامل لنقاط القوة والضعف وتنفيذ توصياته ومخرجاته التي تم الوصول إليها و سيتم لاحقاً نشر خارطة طريق عن كيفية إدارة حواراً سودانياً ناجحاً.

رصد الصدى العالمى للحوار الوطنى السودانى:

أقام مركز كارتر للسلام مؤتمراً للمائدة المستديرة أنذاك لتقييم الحوارات الست العالمية التى أقيمت (حوار تونس، حوار اليمن، حوار الفلبين، حوار نورث آيلاند، حوار جنوب أفريقيا، حوار السودان) وفى نهاية المؤتمر توج الحوار السودانى بالمركز الأول على كل الحوارات التى أقيمت.

كما زار وفد اللوردات البريطاني المعارض للحكومة البريطانية السودان بعد نهاية الحوار وكان على خلاف مع الحكومة السودانية أيضاً فى ذلك الوقت وأطلع على مخرجات الحوار الوطنى وصرح بأن هذا العمل يستحق أن يمنح جائزة نوبل للسلام.

عندما زار مدير معهد الدستور الألمانى (بروف آخن) السودان فى ذلك الوقت كان قد أطلع على مخرجات الحوار الوطنى فى الموقع الألكترونى للحوار و أعجب بها، فقد صرح بأن هذه التوصيات القوية يجب أن يتم تضمينها فى دستور السودان الدائم

وذكر أيضاً بأنه كتب فعلاً مسودة للدستور الدائم السودانى من توصيات الحوار الوطنى وذكر بأن التوصيات عن الحريات لا يوجد لها مثيل فى الدساتير العالمية إلا فى الدستور الأمريكي

ومما يجدر ذكره أن مدير هذا المعهد هو الذى كتب الدستور الألمانى و شارك فى كتابة عدد من دساتير الدول الأوربية.

فى فترة إنعقاد مؤتمر الحوار الوطنى كانت الصحف السودانية تكتب بحرية تامة مما أدى منظمة حرية الصحافة العربية أن تكتب تقريراً بأن السودان من أكثر الدول العربية فى ذلك الوقت به حرية صحافة و منح جائزة بذات المعنى.

وقال بروفيسور هاشم أقيمت ورشة علمية فى جامعة الأمم المتحدة ومقرها أديس أبابا شاركت فيها كل الجامعات الأفريقية التى بها مراكز سلام وشاركت جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا بورقة عن الحوار السودانى تشرفت بتقديمها و كان موضوع الورشة الحلول الإفريقية لمشاكل أفريقيا و قد تم أختيار منهج الحوار السودانى نموذجاً للحلول الإفريقية لمشاكل أفريقيا African Solutions for African Problems و تم إدراج الحوار السودانى فى دفتر حكماء أفريقيا.

وإستطرد قائلا تم إرسال توصيات الحوار إلى السيد الصادق المهدي الذي كان معارضاً و يقيم فى القاهرة أنذاك وأرسلت له بواسطة السيد برمة ناصر وقرأها كما قال من الغلاف إلى الغلاف و سألته عن رأيه فى التوصيات و ذكر بأنها أكبر من الطموحات التى لديه ثم سألته إن كانت هناك توصية يرى أنها لم تضمن فى الحوار فذكر بأنه لم يستطع أن يضيف إليها إى توصية ثم سألته إن كانت هناك توصية لم يرغب بوجودها فذكر بأنه صراحة لم يستطيع أن يضيف أو يحذف أى توصية من التوصيات

التعليقات مغلقة.