محاولة الكتابة       2     في الأمور الشائكة. حركة الإسلام في السودان :الاستاذ : عبدالمنعم ابوبكر             ( ٢ )

ماسة نيوز

بسم الله الرحمن الرحيم
● واقع  حركة  الإسلام
في  السودان  الآن  :
——————————-
* أن كل من يشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، ويشهد أن محمدا عبدالله ورسوله، (صلى الله عليه وسلم) ويتخذ  أرض السودان موطنا ، فهو جزءأصيل من “حركةالإسلام” في السودان  فمهما اختلفت  مسمياتهم  وأفهامهم وتعاظمت  أعمالهم  خيرا  أو شرا ، دون الشرك والكفر والنفاق والفسق والشقاق .
فهم مسلمون مؤمنون ، فالإيمان  لا يخلو من دخن والإسلام لا ينقى من  شوائب ، لكن  الله  تعهدهما  فهو  رازق  عباده  الإيمان  والإسلام  ورعاهما  بالاستغفار  والرجعى إليه ، وبالتوبة والإنابة إليه ، وبالذكر الكثير ، وبالإخبات  إليه وبالتبتل  والتذلل ، وبإخلاص العمل ، وبتعليم الكتاب والحكمة ، وبالتزكية والتطهير ،  بالأمر بالمعروف وبالنهي  عن المنكر ، تقوم  بها  خير  أمة ، وتتواصى عليها دائمابالحق وبالصبرعليه  ويتقدمها إلى ذلك رهط من رسل الله وأنبيائه  المصطفين  الأخيار  ،  ونخب  من  الصديقين والشهداء والصالحين من أوليائه الأبرار، وزمر من  الذين  يخشون  الله  بالغداة  والعشي من العلماء ورثة الأنبياء ، فيتقبلها الله  قربات من عباده إليه رحمة منه  بهم  وتحصينا  لإيمانهم ومغفرة وعفوا عنهم ، وعصمة  لإسلامهم .
أيها المؤمنون  المسلمون  بالسودان: هل حقا
أنكم كلكم  تؤمنون  بحقائق  الإسلام  التالية:
أفتؤمنون بماجاء في قول الله تعالى :
*(آمن  الرسول  بما  أنزل  إليه   من  ربه والمؤمنون ، كل ؛  آمن  بالله ، وملائكته ،
وكتبه  ،  ورسل . لا  نفرق  بين  أحد  من
رسله ،  وقالوا : سمعنا  وأطعنا  ، غفرانك 
ربنا  وإليك  المصير).                 
                  سورةالبقرة الآية : ٢٧٥ .
وبقوله سبحانه وتعالى :
*(ليس البر أن تولوا وجوهكم  قبل المشرق
والمغرب ، ولكن البر  من آمن  بالله ، واليوم الآخر ، والملائكة ، والكتاب ، والنبيين .وآتى المال على   حبه  ،  ذوي  القربى  واليتامى، والمساكين ،وابن السبيل ، والسائلين  ، وفي الرقاب.وأقام الصلاة ،وآتى الزكاة ،والموفون  بعهدهم  إذا عاهدوا والصابرين  في البأساء، والضراء، وحين البأس .أولئك الذين صدقوا، وأولئك  هم  المتقون ) .     
                   سورةالبقرة الآية : ١٧٧.
فقد أجمل رسول الله صلى الله عليه وسلم،
مصدقا ومفسرا ، ما ورد  في كتاب الله  من آيات  تبين  أركان  الإسلام  والإيمان ، وبيان حقيقة الإحسان  والساعة  وعلاماتها ، وذلك
من حديث ؛”إنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم”  فقال الرسول صلى الله عليه وسلم  ، مجيبا  سائله : —
*( الإسلام  ؛ أن  تشهد  أن لا إله إلا الله وحده
لا شريك  له ،  وأن  تشهد  أن  محمدا  عبدالله  ورسوله ، وتقيم الصلاة ،وتؤتي الزكاة، وتصوم  رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا.
والإيمان : أن  تؤمن  بالله ، وملائكته ،  وكتبه ،
ورسله ، وباليوم  الآخر ،  وبالقدر خيره  وشره.
والإحسان ؛ أن  تعبد  الله  كأنك  تراه ، فإن لم  تكن  تراه ، فإنه  يراك .
والساعة :قال ماالمسؤول عنهابأعلم من السائل
وعلامات الساعة : قال أن تلد الأمة ربتها ، وأن  ترى الحفاة العراة العالة  رعاء  الشاة يتطاولون  في البنيان ) .
من حديت”إنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم”
                    رواه مسلم
* فمن هم إذن مؤمنو السودان  ومسلموه الذين
آمنوا  بالله ورسوله  ،  وأسلموا  له ،  وهم  على ذات السبيل المستقيم ؟
ومن منهم من هو زائغ عنها فهو من الفاسقين؟ ولنبتدئ  بأسبقهم  وجودا بالمجتمع :–
——————————
أولا :– الكيانات الإجتماعيةالسودانية ؛غيرالسياسية .
—————————–
( فمن هذه  الكيانات  ما  هو قد  يتعاطي عملا سياسيا  وهو  محرم  عليها  ،  قانونا  ودستورا   لطبيعة تكوينها الذي  يقتضي حيادها دائما ولا  تحتمل  الخلافات  ، لأنه  يضير  بوحدتها  وهو الغاية  من وجودها ، وإلا  لذهبت  ريحها ، وهي  القبائل والجيوش والنقابات المهنية والحرفية) .
فهي  تعتبر  من  أهم   كيانات  حركة  الإسلام السودانية التاريخية ، واقعا  وافتراضا ، والتي  يموج  بها  المجتمع  السوداني  المسلم  تفاعلا
فالإسلام دينها فلن تحيد عنه أبدا ولا حياد لها عن نصرته  وحمايته   بالتنفس  والمال  والولد.
وتفصيلا هي  :–
* القبائل السودانيةوزعماؤها “الإدارات الأهلية” ومنها زراع السودان  ورعاته  وتجاره  ومهنيوه وحرفيوه وفعلته ،رجاله ونساؤه شبابه وطلابه
* زعماء الطرق الصوفية ، ومريدوهم من القوم.
* خلاوي القرءان  الكريم  وشيوخها  وحيرانهم.
* القوات  السودانية  المسلحة (الجيش،والدعم السريع ، الشرطة والأمن  ، ومن هو في حكمها).
* الخدمة  المدنية : (النقابات  الفئوية والمهنية
منظمات المجتمع المدني على مختلف أغراضها
—————————-
ثانيا :– الأحزاب والكيانات السياسية :
      ( مسلحة وغير مسلحة ) .
—————————-
* حزب  الأمة  القومي ، وما تفرع  منه ،
*  الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل ،
وما تفرع منه ”  .
* الحزب  الوطني  الإتحادي ، وما  تفرع عنه.
* الحزب الشيوعي السوداني ، وما تفرع منه.
* جماعةأنصارالسنة المحمدية،وما تفرع منها،
* الحزب الجمهوري  .
* مؤتمر البجا .
* حزب البعث السوداني الاشتراكي، وأفرعه.
* الحزب العربي الناصري .
* جماعة الإخوان المسلمون ، وما تفرع منها.
* الحزب  القومي  السوداني .وما تفرع منه.
* الحركة الشعبية لتحرير السودان .وأفرعها.
    ( سياسي مسلح) .
* حركة  تحرير  السودان ،  وما  تفرع  منها
    ( سياسي مسلح )
* حركة  العدل  والمساواة  ، وما تفرع  منها.
     ( سياسي مسلح )
* حزب  المؤتمر  الوطني ، وما تفرع منه،
* حزب المؤتمر الشعبي  .
* حركة تحرير شرق السودان،
     ( سياسي مسلح ) ،
* حزب العدالة الأصل ، 
* حزب العدالة ،
* حزب الإصلاح الآن،
* حزب المؤتمر السوداني .
* حزب دولة القانون والتنمية  .
* حزب الأسود الحرة السودانية ،
  ( سياسي مسلح ) .
—————————
فهاتان  المجموعتان  ،  ( ١ ،٢ )  وعلى  مختلف
وظائفهما الإجتماعية وأدوارهما السياسية فهما
مكلفتان  شرعا  بإقامة  الدين  ولا  تتفرقا  فيه
دعوة وعملا وحماية بالنفس  والمال والولد .إلا من أبا  وانسلخ  منها ،  فمثله كمثل  الكلب ، إن تحمل عليه يلهث وإن تتركه يلهث. لأن  وجوده
حقيقة يناقض مجتمعه المسلم جوهرا ومعنى .
فتلك  بعض   من  كيانات   وأحزاب  السودان السياسية، فهناك  ايضا  العشرات  من الأحزاب  والجبهات والحركات  السياسية  الأخرى  سوى المذكورة  أعلاه ، ففيها  المسلح  وغير المسلح، وفيها   الجهوية   والقبلية   والفئوية   وغيرها، تكاد أعداد الجميع تناهز المائة  والعشرين كيانا وإن أول مظهر تمتاز به  هذه الكيانات — خاصة الأحزاب السياسية — فالذي ما بينها هو الشقاق والإستمرار   في  التشرذم   والتشظي  والتفرق  المنهي  عنه   دينا  والمقبوح   عقلا   والمرذول وطنيا  إذ   تزداد  أعدادها   ويضمحل  عطاؤها وتعظم  فتنها ،  وإن  من أشد  ثمارها مرارة هي تفاقم  التنازع   والتدابر  والخصام   والإحتراب وإن مبعثها الغيرة والحسد  والبغضاء  والأحقاد والتنافس غير الشريف على أطماع دنيويةفانية تعمي البصر وتطمس البصيرة. فتحققها لايجلب نعمة ولا يذهب  بنقمة . فكلها أمور ليس لها من  مبرر يسيغها، ولا من واقع يبيحها فيعذرفاعلها، بل هي كلها ليست  بصفات  للمؤمنين  حقا ، ولا هي  من  سمت  المسلمين  المطيعين  لأمر ربهم
فأي جرم هوأكبر ، وأي ظلم هو أعظم، وخسارة  هي أفدح  من أن يبيح  السودانيون المسلمون لأنفسهم سفك  دمائهم  وإزهاق  أرواح  بعضهم  بعضا وبغير حق ، وأكل أموالهم ظلماوسلباونهبا وهتك   أعراضهم  باعتداءات   فعلية   وبالسب والقذف ، وإذلالا  لرقابهم  بالتدمير حرقا  إرهابا وتشريدا  وتهجيرا  ، ويتم  كل  ذلك  باسم  تلك الأحزاب ، المؤمنة  والمسلمة !
بل إن كل الكيانات  السودانية  السياسية  منها
والإجتماعية على حالها الجماعي والفردي فإنها رغم واقعها هذا  الكئيب ومسلكها المعيب فإنها لا تطيق أبدا ولا ترضى مطلقا بأن توصم وصفا بأنها أحزاب مشركةبالله أو كافرة به ، أومنافقة فاسقة. وإنها  لتثور غضبا إن هي رميت  بشيء من ذلك ، كما أنها  لا  تستنكف  أبدا  بأن  تدعي بأنها مؤمنة بالله  ورسوله ، بل إنها لتعتزوتفخر بأنها أحزاب  مسلمة  لله  رب  العالمين  وناطقة بالشهادتين ، أليس  من  أفرادها  من  هو  يعمر  المساجد ويؤدي الصلاة ويؤتى الزكاة  ويصوم  رمضان ويحج البيت إن استطاع إليه سبيلا ؟!
فهل من يشك في ديننا  إن تحزبنا  لغير  لله ؟
وهل  علينا  من  حرج  إن  تنازعنا   وتخاصمنا وتفرقنا  ثم تدابرنا ، بل ولم نعتصم  بحبل الله  المتين ،  ولم نقم لشرع  الله وزنا ، فكنا له من  المبطلين  المعطلين ، أفما نحن  بمسلمين ؟  مالكم  كيف تحكمون ؟!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
             وإلى لقاء ثالث بإذن الله .
.

 

التعليقات مغلقة.