من اجلها لا ينامون (1-3) _ الكاتب الفلسطيني -جهاد ابوزبيدة (العمراني)

الأفارقة فى مدينة القدس من هم، انهم حراس المسجد الاقصى ،انهم افارقة اختاروا القدس موطنهم…. يعتبر أبناء الجالية الإفريقية في فلسطين فلسطينيون من أصول افريقية، رافق أسلاف بعضهم إبراهيم باشا ابن محمد على في حملته الشهيرة على بلاد الشام في عهد محمد علي باشا الكبير الذي كان والياً على مصر في أواخر سنوات الإمبراطورية العثمانية،
يسكنون في فلسطيني ومنهم من استقر فى مدينة القدس والتى وصلوها مشيا على أقدامهم فى مدة ثلاثة اشهر وعاشوا على مقربة من أحد أبواب الحرم القدسي الشريف المسمى باب الناظر (باب المجلس)، والذي يقع في مدينة القدس الشريف بالقرب من الجدار الغربي للمسجد الأقصى . ويعيشون في مساحة ضيقة تسمى حبس العبيد” ضمن رباطين هما: رباط علاء الدين البصير، والرباط المنصوري
وكانت منطقة حبس العبيد تستخدم في زمن المماليك استراحة للحجاج القادمين إلى المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة وذلك لتقديس حجتهم بعد أن أدوا فرائضها في مكة المكرمة. التى وصلوها مشيا على الأقدام فى مدة ستة أشهر وقد جاءت تسمية هذه المباني التي يقطنها أبناء الجالية الإفريقية فى القدس بحبس العبيد لكونها كانت تستخدم سجناً زمن الحكم العثمانى لفلسطين

يتميز أبناء الجالية الإفريقية ببشرتهم السمراء التي تدل على أصولهم الأفريقية، ويعتبرون أنفسهم جزءا لا يتجزأ من فلسطين قضية وأرضا وشعبا ومقدسات لا تختلف ظروفهم السكنية عن ظروف بقية أبناء البلدة القديمة من القدس الشريف، حيث انه لا زالت تعاني منازلهم من الكثافة السكانية العالية، وذلك لانعدام الخصوصية إلى حد كبير، بالإضافة إلى قلة منازلهم التى يعيشون فيها تفتقد لعدة أشياء مثل التهوية والإنارة الطبيعية، وارتفاع نسبة الرطوبة، فالغرف ضيقة إجمالا تتجاوز مساحة الغرفة ٢ونصف×٣متر وملتصقة بعضها ببعض، لأنها بالأساس لم تشيد بغرض سكن العائلات، بل شيدت لإيواء الأفراد، فيما كانت تسمى الغرفة الواحدة بالخلوة، ونظرا لرغبتهم الشديدة بالبقاء إلى جانب المسجد الأقصى، ولضعف الإمكانيات المادية اضطر أبناء الجالية الإفريقية لبناء غرف إضافية في الساحات المكشوفة، بلغت في بعض الحالات إلى ثلاثة طوابق

وقد يصل الوضع أحيانا حدا يضطر معه بعض الأزواج الشابة من أبناء الجالية إلى مقاسمة عائلاتهم الحجرات الصغيرة التي يسكنون فيها والتي لا تزيد مساحات أغلبها هذه الحجرات عن ٢ونصف×3 متر، مما خلق هذا الوضع إشكالات اجتماعية متعددة، وهذا الأمر دفع البعض من أبناء الجالية ممن أسعفهم الحظ بوضع مالي جيد نسبياً ليقوم باستئجار مسكن خارج البلدة القديمة فى مدينة القدس، ومن هنا نستطيع ان نقول انه يعود الوجود الأفريقى فى ارض الرباط فلسطين إلى زمن الفتوحات الإسلامية، وتحديدا عندما دخل الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه المدينة المقدسة ورافقه عدد منهم كبير من الأفارقة المتواجدين حاليا في مدينة القدس و تعود جذور الأفارقة فى فلسطين ومدينة القدس إلى عدة دول افريقية منها السودان ومصر وخاصة النوبة و تشاد، نيجيريا، ،السنغال،وحسب التوقيت التاريخى لقدوم هؤلاء الأفارقة إلى فلسطين فقدومهم كان في أواخر القرن التاسع عشر، كما ينحدر نسب هؤلا، الافارقة من قبائل متعددة ،مثال من السودان قبيلة بنى عمران وخاصة فخذها المعروف (بالزوايدة) هذه القبيلة التى قدمت من السودان فى زمن ابراهيم باشا وكذلك قبيلة البرقو والسلامات، الفيراوى التكروري، ،والكلمبو الحوس، والفلاته. ومن أسباب مجيئهم إلى المدينة المقدسة تنحصر في سببين اساسيين و جوهريين هما
السبب الأول: هو دافع ديني وعقائدى حيث جاء الأفارقة الى المدينة المقدسة لقضاء ما يوصف بالحجة المقدسية و هم قادمين من الديار الحجازية مدينة مكة المكرمة بعد أداء مناسك الحج وفى بعض الدول الأفريقية يعتبرون من يقدس حجته فى بيت المقدس يكون له مكانة دينية واجتماعية كبيرة وعالية وهم بهذه الحالة يكونون قد حجوا إلى المواقع الثلاث الأساسية التي تشد إليها الرحال حسب ما ورد فى الشريعة الإسلامية، ألا وهي، المسجد الحرام في مكة المكرمة، والمسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة، والمسجد الأقصى المبارك في القدس الشريف.
والسبب الثانى: هو نابع من العقيدة الدينية الجهادية حيث قدموا هؤلاء الأفارقة من هذه الدول للدفاع عن المقدسات الإسلامية ضد الانتداب البريطاني ومن ثم الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وأخذوا هؤلاء القادمين عدة أعمال قاموا بادائها فى مدينة القدس بجانب جهاد الظروف السكنية التى عاشها الأفارقة فى مدينة القدس، حيث لا تختلف ظروفهم السكنية عن ظروف بقية أبناء البلدة القديمة من القدس الشريف.

التعليقات مغلقة.